عبدالحكيم التليب : الإنتقال من دولة الإقطاع إلى دولة المواطنة

306

كتب الخبير والمهتم بالشأن الاقتصادي عبدالحكيم التليب : زُين للناس حب المال والمناصب والسلطة ، وهذا أمر طبيعي وبديهي ، محاولة إلغائه أو محاربته هو نوع من التجديف ضد التيار وضد الطبيعة، ومصير هذه المحاولة هو الفشل المحتوم.

البشر الأسوياء أكتشفوا منذ وقت طويل أنه لا جدوى من محاولة الوقوف ضد هذه الرغبات البشرية الفطرية، والأفضل هو العمل ليس فقط على تنظيمها وتهديبها بل أيضا (توظيفها) من أجل تحقيق الأفضل للجميع، وتمكنوا عبر صيغ ووسائل علمية عملية من الإنتقال من حالة الصراع والتكالب على السلطة والحكم الى حالة (التنافس) من أجل خدمة الناس، وقد حققوا ذلك عبر الإستفادة من تجارب التاريخ ومن الثرات الأنساني الذي ساهمت أغلب الشعوب في صنعه.

في المقابل أستمر الشرقيون في ممارسة عادتهم المفضلة المتمثلة في إلقاء الخطب والمواعظ التي تحث الرعية على الزهد في الدنيا وتمنيهم بقرب وصول (الديكتاتور العادل) الذي سوف يهبط من السماء على فرسه الأبيض لكي يحكمهم بالعصا ويملاء لهم الأرض عدلا ويوفر لهم الخبز والدقيق، والدولار، وطماطم الجمعية، والنتيجة الوحيدة التي تم تحقيقها هي إستمرار دولة الجمعية الإستهلاكية الريعية الأبوية الإقطاعية.

هناك في المقابل أقوام أخرون خصصوا وقتهم وتفكيرهم وجهدهم من أجل وضع صيغ واليات ووسائل عملية يمكن عن طريقها (إستئناس) شهوات المال والحكم والسلطة والوجاهة وتحويلها الى (طاقة) إيجابية يتم إطلاقها في عملية (منافسة) شفافة من أجل خدمة الناس وتحقيق أفضل مستوى ممكن من الأداء والفاعلية، وقد نجحوا في تحقيق مستويات جيدة من النجاح، ولا تزال محاولات التطوير والتحسين مستمرة، فالتطور والتطوير لا ينتهي ولا يتوقف، والكمال لله وحده، والتغيير هو الثابت الوحيد!

اذا أردت الإطلاع على الصيغ والوسائل العملية الكفيلة بتحقيق النقلة من حالة الصراع والتكالب العبثي المدمر على السلطة والمناصب الى حالة (التنافس الإيجابي) من أجل خدمة الناس فأن عليك أن تتطلع على مشروع دولة المواطنة والذي سوف يوضح لك الأسس والملامح العامة للصيغ والوسائل العملية لتحقيق هذه النقلة.