| مقالات اقتصادية
الداهش يتساءل في دولة تستورد كل شيء ماذا لو توقف النفط وفقدنا احتياطات الدولة من النقد الأجنبي.
تحدث رئيس هيئة دعم وتشجيع الصحافة “عبد الرزاق الداهش” في مقال له عن إيرادات الدولة الليبية من بيع النفط ومرتبات القطاع العام حيث تحدث قائلاُ “
24 مليار دولار هو الرقم المتوقع من إيرادات النفط والغاز لهذا العام، وهو الأعلى منذ خمسة أعوام، و24 مليار بسعر الصرف الرسمي يعني أننا نتكلم على نحو 38 مليار دينار ليبي، وهو رقم لا يساوي قيمة مرتبات القطاع العام..
فإذا أضفنا 32 مليار باب أول في ميزانية عام 2019 لمرتبات باقي القطاع العام من شركات متعثرة، وغير متعثرة، وسفرات، وطلاب في الخارج، فسنجد رقم يلامس وقد يتخطى سقف الأربعين مليار
وأضاف “الداهش: أننا يجب أن لا نغفل حقيقة أن أكثر من ثلثي مرتبات الليبيين هزيلة، ولا تفي بأقل متطلباتهم، وهو ما دفعهم للبحث عن مصادر دخل أخرى غالبا ما تكون غير مشروعة.
وطالب “الداهش” في مقالته الحكومة بأن تصرف على الأمن، والتعليم، والصحة، وعلى الكهرباء، والنفط، وغيره، رغم معدل الأداء الضعيف جداً، كما تحدث عن تعديل سعر الصرف ولو بطريقة فرض الرسوم على بيع النقد الأجنبي قائلا
” هو خيار ضروري لمرحلة، ولكنه ليس اختيار مثالي لمستقبل بلد”
وفي شأن أخر أوضح الكاتب الصحفي بأن الذي حدث في الجهاز الإداري للدولة هو تخفيض مرتبات العاملين في الجهاز الإداري بدل تخفيض الجهاز الإداري للدولة.، كما تحدث عن ثقافة المرتب الحكومي الأمن لدى المواطنين قائلا:
” المشكلة ليست في مواطن محمل بثقافة المرتب الآمن، بل في دولة لم تعمل على تحريره من ذهنية الوظيفة كسفتي، وكشبكة أمان”
وأشار “الداهش” في مقالته بأن وظيفة الحكومة هي تحسين سوق العمل، وتقليل نسبة البطالة، وليس أن تكون الحكومة هي سوق العمل، لترفع منسوب البطالة المقنعة، مضيفا بأن المفارقة بدل أن نكيف مخرجات التعليم مع سوق العمل، صرنا نكيف سوق العمل مع مخرجات التعليم، ففي كل عام تدفع الجامعة بأفواج من اطباء الاسنان والصيادلة، رغم آلاف الزوائد الذين يجري تشغيلهم في التعليم والزراعة، وديوان وزارة الاقتصاد حسب قوله.
وقال ” الداهش” في ختام مقالته
“ليبيا هي الدولة الوحيدة التي تستورد كل ملابسها من الجورب، إلى القبعة الليبية من السوق الخارجي، رغم المردود العالي لهذه الصناعة، ومرتبات العاملين في الثروة الحيوانية تكفي استهلاكنا من السمك الذي نستورد أكثر من نصفه مجمداً.
وتحدث متسائلا ” سألنا أنفسنا مرة ماذا لو توقف النفط الذي بات بفقد أهميته مع انتشار استعمال الطاقة المتجددة والنظيفة؟
ماذا لو تآكل احتياطيات الدولة من النقد الأجنبي في بلد تستورد كل شيء من الدبوس إلى طائرة الايرباص؟