الغول يكتب: رفع الدعم في هذا الوقت يعتبر خطأ فادح والمقترحات المعروضة يجب أن تكون مقرونة بدراسات دقيقة

232

كتب الخبير النفطي أحمد الغول مقالاً حول موضوع رفع الدعم قال فيه : رفع الدعم عن الوقود في هذا الوقت و في هذه الظروف يعتبر خطأ فادح، فمثل هكذا إجراءات تتطلب نوع من الاستقرار الأمني و السياسي الغير متوفر في ليبيا اليوم.

مثل هكذا مقترحات يجب أن تكون مقرونة بدراسات دقيقة يتم فيها تقييم الموضوع من كافة جوانبه والتنبؤ بما قد يحدث نتيجة لذلك و كيفية التعامل مع ما قد يترتب عنه، بحيث تقدم مقترحات في شكل حزمة اصلاحات اقتصادية تحقق الحل دون أن تسبب في زيادة الأعباء على المواطنين خاصة اننا نسمع عن أرقام هذه الزيادة التي حتى وإن تم اعتمادها مازالت تشكل فرق هاماً مشجعاً على استمرار التهريب!

رفع الدعم بالطبع لايقصد به البنزين فقط بل حتى الوقود المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، ولكن لماذا لا يتم النظر و البحث في الاسباب الحقيقيه الكامنة وراء هذه الأزمة المتصاعدة؟

أهم أسباب أزمة نقص الوقود هو عمليات التهريب المنظّمة والمتزايدة، والتي انعكست على حجم المبالغ المالية المخصصة لها في الميزانية العامة للدولة، فبدلاً من أن تواجه الحكومة هذه الظاهرة و تكافحها بالقوة مستفيدةً من الزخم الحالي و الدعم الدولي، نجد الحكومة تتهرب من مسؤولياتها و تذهب إلى خيارات أكثر صعوبة.

المصافي البترولية الموجودة في البلاد تغطي نظرياً حاجة المواطنين ومحطات التوليد؛ ولكن بالنظر إلى وضع هذه المنشآت نجد أن أكبر مصفاة لتكرير النفط خارج الخدمة وهي مصفاة رأس لانوف التي توقفت عن الخدمة بسبب مشاكل بين المؤسسة الوطنية للنفط و الشريك الإماراتي، أيضاً هناك مقترح مشروع لمصفاة في الجنوب الليبي متوقف حالياً نتيجة للظروف الراهنة.

أمّا الأزمة الحالية في محطات الوقود والطوابير الطويلة، فلها أسباب مختلفة قليلاً والتي أصبح واضحاً اليوم أنّها نوع من الابتزاز الذي تمارسه جهات معينة بُغْية تحقيق أهداف معينة!

المواطن الليبي له تجربة فاشلة و مريرة مع قضية رفع الدعم، ويستشهد بما حدث من إلغاء للجمعيات الاستهلاكية قديما و عدم تعويض المواطنين بالبديل المادي؛ مماّ جعل الفاتورة باهضة يدفعها المواطن وحده.

وأخيراً، قرار توحيد سعر الصرف الذي لم يكن مبنياً على دراسات واقعية، فبعد حوالي الثلاثة أشهر لم “نغرق في السيولة”، ولا تزال أغلب المصارف تعاني من نفس المشكلة التي لا تبدو في طريقها إلى الحل حتى وإن فُتحت المقاصة.