خاص.. “الحضيري” يرد على تصريحات وزير الاستثمار بالحكومة الليبية بشأن دعوة الجانب الروسي لإقامة مصافي في الشرق الليبي

333

صرح الخبير الاقتصادي “عثمان الحضيري” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: وجه وزير الاستثمار الليبي بالحكومة الليبية دعوة للشركات الروسية للاستثمار في ليبيا، مؤكداً على أن الأبواب مفتوحة أمام هذه الشركات للمشاركة في مشاريع في مختلف القطاعات.

وأضاف: لا أحد يشك في القدرات العظيمة لروسيا الاتحادية في مجال النفط والغاز والصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، وشركاتها النفطية تتربع في شتى أنحاء العالم، تعتمد على تقنيات عالية، وتعتبر روسيا من أهم دول العالم في احتياطيات وإنتاج النفط الخام والغاز والمنتجات .

وتابع بالقول: لكن السؤال اليوم كيف سيتم هذا الاستثمار؟ وبأي آلية وإنشاء مصفاة نفط على الساحل الشرقي لليبيا وهل في إطار هيئة تشجيع الاستثمار أو استثمار مباشر مشترك بين الدولتين؟ وما طبيعة هذا الاستثمار وامكانيات المصفاة وسعتها التكريرية؟ وهل هي لإنتاج البنزين أو النافتا؟ ومن سيوفر المرافق وتسهيلات الشحن؟ وأين سيكون سوقها؟ وإذا كان النفط ليبيا ماذا سيكون السعر ( هل تجارياً أم تفضيلياً هل تم إجراء دراسة للسوق بدقة؟ وذلك في ظل التوجه للطاقة النظيفة مثل السيارات الكهربائية أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات؟

وأردف بالقول: أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات ط؟ الأكثر من ذلك (من أين سياتي النفط الخام ) ؟ هل من ليبيا؟ لا أعتقد أن لدينا الإمكانيات الفنية اليوم أو خلال السنوات الخمس المقبلة لتغطية مصفاة بحجم لا يقل عن 300 ألف برميل والتي لا أراها اقتصادية بالمفهوم المحاسبي؟

وقال: لا ننسى مبدئياً العقوبات المفروضة على روسيا ونفطها، والاستغراب الأكبر أن يصرح (وزير الاستثمار) بحكومة الليبية أن يتم تكرير النفط الروسي في المصفاة المنشودة، حيث الغرب سيعتبر ذلك تحايلا على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، مع العلم أننا نقرأ في العديد من الصحف العالمية أن النفط الروسي يكرر في مصافي بآسيا ويعاد تصديره كمنتجات أو حتى خام، ولكن هذه الدول تتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية قادرة على الدفاع عن نفسها ولها علاقات دولية عميقة قادرة على حل مشاكلها الدولية وفق المنافع المتبادلة.

وأيضاً على الشركات الروسية أن تعود لممارسة نشاطها الاستكشافي في ليبيا وتنفيذ التزاماتها التعاقدية وتنتج نفطها، عندها تفكر في تكريره في ليبيا بمصاف تتفق مع مواصفات النفط الليبي، وكذلك إذا ركزت روسيا الاتحادية على الاستثمار في المجال الزراعي والصناعي في ليبيا واستثمار خبرتها العالية والتي نحن في حاجة لها، لتغطية احتياجات السوق المحلي من القمح والشعير والخضروات والفواكة وغيرها .

وكذلك من المناسب أن تقوم الشركات الروسية بالاستثمار في مجال التعليم والصحة خاصة بتفوقها العلمي المشهود، كل منا يعرف إمكانيات روسيا في مجالات النقل ( السكك الحديدية) وهذا سيكون له الأثر على نقل المنتجات من مناطق الإنتاج إلى موانيء التصدير، وإقامة مصانع الحديد والزجاج في فزان على سبيل المثال، وهذا هو الاستثمار الفعال .

واختتم قوله: علينا أن نتصف بالعقل والحكمة ونتحدث على احتياجاتنا ونحدد أولوياتنا لنجاح الأهداف المنشودة في إطار التعاون الدولي.