خسائر بمليار دينار بقطاع الكهرباء والاستعداد للصيف لم يتم

308

بعد تعطل عدد من المشاريع والتأخر في استكمال المحطات الكهربائية وصيانة وحداتها في عدد من بقاع ليبيا المختلفة، والتي كانت محط أمل الشركة العامة للكهرباء في مجابهة الذروة الصيفية القادمة بعد نجاحها في المرور بالوضع الكهربائي من الذروة الشتوية التي انتهت بدون معاناة تذكر مقارنة بالعام الماضي 2017 وهذه ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الشركة العامة لكهرباء “أحمد مصطفى” في شهر 3 الماضي وما شهده فصل الشتاء من انقطاع طويل في الكهرباء على مناطق واسعة من ليبيا

 

توقف تشغيل محطة أوباري وتعثر صيانة الوحدات الإنتاجية

 

من أهم المشاريع التي توقف العمل فيها هي محطة أوباري الغازية التي وصلت إلى مراحل نهائية قبل تشغيلها لكن خطف 4 مهندسين من العاملين بالمحطة أدى إلى سحب شركة “أنكا” التركية لجميع موظفيها وترك المحطة وهي التي كانت ستولد ما مجموعه 640 ميغاوات من الطاقة إلى الشبكة العامة في ليبيا بحلول شهر ابريل الذي نحن في أخره الأن، وبقي مصير المختطفين حتى هذه اللحظة مجهولاً.

 

أعلن في شهر مارس عن توقف العمل في بعض الوحدات الإنتاجية بالمحطات الغازية لتجهيزها للعمل على الوقود الخفيف بعد توقف مدها بالغاز من أجل صيانة خطوط امدادات الغاز الطبيعي للسوق المحلي الذي تجريه شركة مليته حتى تستكمل أعمال الربط الخاصة بالمرحلة الثانية من مشروع حقل السلام البحري بالاتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط وهو الاجراء الذي أوقف عمليات الإنتاج الخاصة بالغاز الطبيعي بحقل الوفاء ومجمع مليته الصناعي ومنصة صبراته، وكان الناطق باسم الشركة العامة للكهرباء قد ذكر هذه العملية خلال شهر مارس في مؤتمره الصحفي حيث علق حول هذه الصيانة الطارئة قائلا ” بأن هذه العملية تحتاج صبرا وتفهما من المواطنين خلال فترة الصيف من أجل عدم الحاجة لإجراء هذه العمليات مستقبلاً” وهو ذات الأمر الذي ذكرته شركة مليته للنفط والغاز في بيانها بالخصوص

 

إيقاف رئيس مجلس إدارة الشركة عن العمل احتياطياً

 

وقع رئيس هيئة الرقابة الإدارية نصر حسن قرارا يقضي بإيقاف رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبد المجيد حمزة عن العمل احتياطيا لدواعي المصلحة العامة مما فتح شهية الاعلام على تناول أسباب الإيقاف والتي كانت في مقدمتها الأموال الطائلة التي تخصص للشركة دون أي فائدة تذكر على قطاع الكهرباء الأمر الذي دعا مجلس إدارة الشركة لاستنكار القرار من حيث الكيفية والتوقيت مشيراً إلى تناول بعض وسائل الإعلام القرار بمسببات مسيئة، وأضاف مجلس الإدارة في بيان له بأن القرار يهدد علاقة الشركة بالمؤسسات المحلية والدولية لاسيما الشركات الأجنبية المرتبطة بأعمال صيانة وتنفيذ عدد من المشروعات مع الشركة العامة للكهرباء

مليار دينار خسائر قطاع الكهرباء منذ 2011

 

قالت الشركة العامة للكهرباء بأن مليار دينار ليبي هي قيمة الخسائر التي تكبدها القطاع جراء السرقات والتعديات على السيارات والممتلكات والاسلاك النحاسية منذ 2011 وحتى 2017، وذلك عبر منشور وضعته الشركة على صفحتها الرسمية، ولعل أفدح الخسائر قد سُجلت في مشروع الـ 400 بالجنوب الذي خرب فيه 350 برج من أصل 400 برج وانهاء المشروع بالكامل لأجل السرقة وتخريد الأبراج وبيعها في السوق السوداء

المواطن الذي سطا على معدات ومواد كهربائية تابعة للشركة .. مرتين

 

ثلاث سيارات تحمل شحنة مواد كهربائية تابعة للشركة كانت ستستخدم في الصيانة ومعالجة بعض المشاكل في الجنوب الليبي قبيل رمضان والذروة الصيفية كانت على موعد مع قصة سطو غريبة تمت الخميس 19/4/2018 بمنطقة الشويرف على يد مواطن يدعى “عبد الحميد أبوخريص” الذي قام بنفس العملية العام الماضي بحسب المدير التنفيذي للشركة “على ساسي” مضيفاً بأن السبب هو أن لأبوخريص محطة وقود يرغب توصيلها بالكهرباء وهو ويقوم بهذه الأعمال ليجبر الشركة العامة للكهرباء على توصيل الكهرباء لمحطته وهي عملية تحتاج إلى 300 عمود كهرباء وهو يهدد بذلك عمليات الصيانة التي تستلزمها محطات التحويل وخطوط نقل الكهرباء بالجنوب لمجابهة الذروة الصيفية القادمة

الدولة لم تستطيع تنفيذ استراتيجيتها لسد العجز في الانتاج

على ساسي المدير التنفيذي للشركة يقول خلال تصريحات إعلامية بأن الشركة لم تتمكن من تطبيق استراتيجيتها في البلاد وان العجز لا يزال قائما انتاج الطاقة الكهربائية بسبب تعطل المشاريع وعدم تفعيلها واختطاف بعض المهندسين في محطة أوباري مضيفاً بأن الأمور لو سارت بالشكل المخطط له لكانت محطة أوباري في الخدمة وتوفر 640 ميغاوات للشبكة العامة للكهرباء من أجل مجابهة الصيف المقبل.

بارقة أمل !

 

اوفدت شكرتي “هونداي و دايو” الكوريتين فريقين إلى ليبيا للقاء المسؤولين الليبيين ومتابعة عودة الشركات الكورية الى ليبيا لاستكمال المشارع المتوقفة التي تركتها في 2014 بعد تأزم الحالة الأمنية في ليبيا، وأكمل الفريق الفني لشركة هونداي الكورية المقاول المنفذ لمشروع محطة غرب طرابلس أعمال الكشف على المعدات الخاصة بالمشروع بعد عشرة أيام من الدراسة بالموقع، وقام الفريق الفني التابع لشركة دايو بزيارة لموقع مشروع محطة الزويتينة للدورة المزدوجة وقضى أسبوعا في دراسة وتقييم وتفقد المعدات الخاصة بالمشروع، وقد عاد الفريقين الى بلادهما استعدادا لدراسة الموعد المقرر لعودة الشركتين الى ليبيا.

الشواهد والدلائل التي رصدتها صدى منذ بداية العام تشير إلى عدم تمكن الشركة من الوفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في مؤتمراتها الصحفية في سد العجز المتوقع حدوثه في فصل الصيف القادم وقد يكون رمضان 2018 مثل الذي تعود عليه المواطن الليبي منذ 2011.