Skip to main content

الكاتب: صدى ليبيا

خبراء اقتصاديون: السوق الموازي.. حين تعشق الضحية جلادها والمركزي يطلق معركة الوعي والعدالة.. والحكومة تستجيب ببداية تنظيم التجارة الخارجية عبر القنوات المصرفية

يرى عدد من الخبراء الاقتصاديين بأنه وسط حالة من التقلّب الحاد في أسعار الصرف، وارتفاع غير مبرر في تكلفة المعيشة، يواصل السوق الموازي فرض هيمنته على المشهد النقدي في ليبيا، ليس فقط كبديل عن المصارف، بل كمصدر رئيسي لتحديد “سعر الدولار” في حياة الناس اليومية.

ومع كل محاولة لكبح هذا السوق، يظهر ما يشبه “خط دفاع شعبي”، يدافع عنه لا عن قناعة، بل من موقع الارتباط النفسي بـ”المخلّص الزائف” وكأنّ الضحية – وهي المواطن البسيط – وقعت في علاقة عشق مع الجلاد، دون أن تدرك من المسؤول عن إفقارها الحقيقي.

‎ووفق رؤيتهم فإن السوق الموازي تحالف غير عادل وسوق غير نزيه، حيث تحوّل السوق السوداء في ليبيا من مجرد قنوات بديلة للحصول على الدولار إلى منظومة اقتصادية تستفيد منها فئات محددة، والمفارقة أن الدولار لا يُباع للجميع بنفس السعر؛فبينما تحصل بعض الجهات التجارية على العملة الأجنبية بسعر لا يتجاوز 6.30 دينار، يُجبر المواطن أو التاجر الصغير على شرائه بما يزيد عن 8 دينارات، في غياب أي مبرر اقتصادي أو عدالة في التوزيع.

‎هذا الفارق الكبير في الأسعار يسلّط الضوء على واقع غير متكافئ، ويطرح تساؤلات جدية حول مبدأ المنافسة، متسائلين: كيف يمكن القبول بسوق تمييزي كهذا؟ ومن يملك الحق في الشراء بسعر مخفّض بينما يُترك الآخرون في العراء النقدي؟

وتطرق الخبراء إلى أن المصرف المركزي يبدأ المعركة الصحيحة، في مواجهة هذا الخلل البنيوي، أعلن مصرف ليبيا المركزي مؤخرًا عن خطوات عملية لترخيص شركات صرافة مرخّصة وفتح المجال للحوالات النقدية عبر قنوات قانونية وبمرونة أكبر، هذه الخطوة تعبّر عن تحوّل نوعي من محاولات الحظر والمطاردة إلى بناء سوق نقدي منظّم وشفاف.

‎الهدف من هذه السياسات ليس فقط تجفيف منابع السوق الموازي، بل إرساء قواعد عادلة للمنافسة، يَضمن فيها كل مواطن وتاجر ومورد الحق في الوصول إلى الدولار بنفس الشروط، بعيدًا عن دائرة العلاقات الشخصية أو احتكار النفوذ.

‎وبحسب الخبراء فإن الحكومة تبدأ تنظيم التجارة الخارجية
‎وفي استجابة مباشرة لهذه التحولات، بدأت الحكومة أولى خطواتها نحو تنظيم عمليات التجارة الخارجية، من خلال توجيه واضح لربط التوريد بالعمليات المصرفية المنظمة، ووضع حد لحالة الانفلات القائمة في السوق.

هذه الإجراءات تمثّل تحولًا في الفهم الرسمي لدور التجارة في ضبط سوق العملة، وتؤشر إلى مرحلة جديدة يكون فيها التوريد مسؤولًا، ومدعومًا بمستندات قانونية، ومراقبًا من الجهات المختصة، بما يحمي الاقتصاد من تسرب الأموال ويمنع التلاعب في السوق الموازي، فعندما تكون النتيجة خصم 40% من أموالك من المهم تذكير المواطن أن مشكلة نقص النقد المتداول ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة مباشرة لسلوكيات سابقة. في ذروة الأزمة، اضطر كثير من المواطنين إلى بيع أرصدتهم المصرفية نقدًا بسعر خصم وصل إلى 40% فقط للحصول على السيولة، في واحدة من أكبر عمليات الإفقار الذاتي الجماعي.

لقد دفع المواطن الثمن مرتين: مرةً بخسارة قيمة مدخراته، ومرةً أخرى بارتفاع الأسعار والاعتماد على سوق يُكرّس الظلم المالي والتمييز، الوعي المجتمعي هو السلاح الحقيقي، من هنا، تصبح المعركة ضد السوق الموازي معركة وعي قبل أن تكون معركة سياسة نقدية. المطلوب أن يدرك المجتمع أن الحصول على الدولار بسعر رسمي ليس ترفًا، بل حق اقتصادي. وأن استمرار التعامل مع السوق السوداء هو إضعاف مباشر لأي محاولة لإصلاح الاقتصاد، بل وتغذية صريحة لسوق يُستغل أيضًا في تمويل التجارة غير المشروعة من ممنوعات، وسلاح، ومخدرات، وغسيل أموال.

وقال الخبراء: حين تقع الضحية في حب جلادها، إن أخطر ما في هذا المشهد هو تلك العلاقة غير المنطقية بين المواطن والسوق الموازي، علاقة تشبه في كثير من جوانبها حالة من الارتباط النفسي المرضي، حيث تتعلّق الضحية بجلادها، وتخاف الانفصال عنه، رغم إدراكها الضرر، فالاستمرار في دعم السوق الموازي، ولو من خلال الصمت أو الاعتياد، ليس حيادًا، بل مشاركة في صناعة الأزمة.

الخلاصة؛ بدأ مصرف ليبيا المركزي أولى خطواته الإصلاحية، والحكومة بدورها بدأت تضبط بوابة التجارة الخارجية، لكن نجاح المعركة يتوقف على طرف ثالث لا يقل أهمية: المواطن نفسه، فطالما ظلّ المجتمع يرى السوق الموازي كملاذ، سيظلّ الجلاد حاضرًا، يفرض أسعاره، ويقضم من العملة الوطنية، ويؤجج أزمات الغلاء والفقر، العدالة النقدية تبدأ حين يُمنح الجميع فرصة متساوية، لا حين يُكافأ القادر ويُعاقَب البسيط.

خاص..بأكثر من 160 مليار دينار.. “صدى الاقتصادية” تنشر حصرياً مقترح ميزانية 2025 المحال إلى رئاسة النواب لاعتماده

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مقترح مجلس النواب لميزانية 2025 بقيمة تفوق 160 مليار .

وتضمن بند المرتبات الذي يفوق 64 مليار ، والنفقات التسييرية 13.9 مليار ، والتنمية 27.5 مليار ، والدعم 54.6 مليار .

وميزانية مجلس النواب والجهات التابعة له بقيمة 1.9 مليار، وميزانية ديوان المحاسبة والجهات التابعة له 20 مليون ، والرقابة الإدارية والجهات التابعة لها 95 مليون ، وصندوق تنمية واعادة الاعمار 33.5 مليون ، ومجلس التخطيط الوطني والجهات التابعة له 11.5 مليون ولجنة الدستور 12 مليون ، والأعلى للدولة 28 مليون والرئاسي 50.5 مليون دينار

و تخصيص أكثر من 4 مليار دينار لمجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية والجهات التابعة لها، وتخصيص 665.5 مليون لوزارة الخارجية ، و823 مليون لوزراة الدفاع، و275 مليون لوزارة العدل، والداخلية 206.6 مليون .

و أكثر من 422 مليون خُصصت لوزارة التعليم العالي والجهات التابعة لها ، والمواصلات 66.3 مليون ، والموارد المائية 35.5 مليون ، والثروة البحرية 26 مليون ، والثقافة 14 مليون ، والتعليم التقني 126 مليون ، والعمل والتأهيل 27 مليون ، والطيران المدني 27 مليون ، والكهرباء 11 مليون ، والبيئة 8 مليون ، والأوقاف 257 مليون ، والشباب 37 مليون ، والرياضة 156 مليون ، والخدمة المدنية 11 مليون.

بالإضافة إلى تخصيص للمصروفات الرأسمالية، ميزانية بإجمالي 2 مليار دينار، وتشمل شراء أصول ثابتة بقيمة 130 مليون دينار، ولتشيدات عدا اصلاح الأراضي قيمة 200 مليون دينار، والسيارات والحافلات 400 مليون، وسيارات للشحن والأغراض الأخرى 200 مليون دينار، والتجهيزات 600 مليون، كما تشمل هذه الميزانية التدريب بقيمة 160 مليون دينار وكذلك نفقات اليد العاملة بقيمة 13 مليون دينار، ونفقات التشغيل والتطوير بإجمالي 9 مليون دينار، وخدمات المكاتب الاستشارية بقيمة 6 مليون دينار، وإيجار آلات ومعدات بقيمة 32 مليون دينار

خاص..بأكثر من 160 مليار دينار.. "صدى الاقتصادية" تنشر حصرياً مقترح ميزانية 2025 المحال إلى رئاسة النواب لاعتماده
خاص..بأكثر من 160 مليار دينار.. "صدى الاقتصادية" تنشر حصرياً مقترح ميزانية 2025 المحال إلى رئاسة النواب لاعتماده 23

المانع يكتب: “مؤشرات الإصلاح والتحديات الموروثة” في تقرير صندوق النقد الدولي

كتب المستشار “مصطفى المانع”: “مؤشرات الإصلاح والتحديات الموروثة” في تقرير صندوق النقد الدولي

استعرض المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، في 25 يونيو 2025، نتائج مشاورات المادة الرابعة مع ليبيا للعام 2024، وهي مراجعة دورية يجريها الصندوق مع بلدانه الأعضاء لتقييم السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية، والتأكد من توافقها مع الاستقرار الداخلي والنظام المالي العالمي.

ويمثل انتظام هذه المشاورات خلال آخر ثلاث سنوات بعد انقطاع استمر لعشرة سنوات، انجازاً يسجل لمصرف ليبيا المركزي الذي قاد المشاورات على الصعيد الوطني، ولحكومة الوحدة الوطنية بوزاراتها ومؤسساتها المعنية، وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية لجهودهم جميعاً وتفاعلهم البناء مع المشاورات، ويعد انجاز المشاورات دليل على انفتاح السياسات الليبية على قنوات الدعم الفني، وتوظيفاً لإمكانات المؤسسات الدولية لصالح اقتصاد بلادنا، والتزاماً وطنياً بمتطلبات الإفصاح والشفافية.

وفي هذه السانحة أوجز أهم خلاصات تقرير صندوق النقد الدولي القابلة للبناء عليها، بلغةٍ حرصت على أن تكون في متناول الجميع.

“تحسن نسبي في بعض المؤشرات والاقتصاد ما زال هشًا”

أكد الصندوق أن الاقتصاد الليبي لا يزال يعاني من هشاشة بنيوية، نتيجة الاعتماد المفرط على النفط، والانقسام المؤسسي، والضعف المتراكم في الإدارة العامة، ومع ذلك، أشار إلى بعض المؤشرات الإيجابية، خاصة في السياسة النقدية.

ورغم انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1% عام 2023، أشار الصندوق إلى حدوث تحسن في الأنشطة غير النفطية.

“تحقق إصلاحات نقدية ومصرفية أولية”

رحب التقرير بجهود الإصلاح النقدي التي قادها مجلس ادارة مصرف ليبيا المركزي. واعتبر أنها تعكس تحسنًا في كفاءة أدوات السياسة النقدية، لكنها تبقى محدودة ما لم تُستكمل بإصلاح هيكلي يشمل:
• تعزيز استقلالية المصرف المركزي.
• الانتقال التدريجي إلى نظام صرف أكثر مرونة.
• وضع إطار واضح لاستهداف التضخم.

وفي القطاع المصرفي، أشار الصندوق إلى تحسن مستويات الرسملة، من خلال خطة زيادة رؤوس أموال المصارف التي أطلقها المركزي، لكنه نوه إلى أهمية التطور في ملف الإقراض و ملف الشمول المالي، مؤكدًا أهمية تطوير البنية التحتية للمدفوعات ومراجعة الإطار التنظيمي للرقابة المصرفية.

“ضبط نسبي للإنفاق العام”

اشار الصندوق إلى تحقيق الميزان المالي العام فائضًا بفضل الإيرادات النفطية المرتفعة، إلا أن الصندوق أشار إلى أن بنية الإنفاق ما تزال مختلة، مع هيمنة بندي الأجور والدعم، مما يحدّ من قدرة الدولة على تنفيذ سياسات تنموية فعالة.
ودعا الصندوق إلى:
• إصلاح تدريجي لمنظومة دعم الوقود.
• تطوير إدارة المشتريات العامة.
• وضع إطار متوسط الأجل للمالية العامة أكثر شفافية وانضباطًا.

“التقدم في معالجة مقايضة النفط”

سجّل التقرير تحسن التنسيق بين وزارة المالية ومصرف ليبيا المركزي، ووقف ترتيبات المقايضة بالنفط، ونشر بيانات الإنفاق العام، معتبرًا أن هذه التطورات تمثل تقدمًا في ملف الحوكمة المالية. لكنه أكد الحاجة إلى تعميم هذه الممارسات على جميع المؤسسات العامة، وتفعيل المساءلة والرقابة.

“الحاجة إلى التدرج والتنسيق في تنفيذ الإصلاحات”

أشار الصندوق إلى أن الانقسام السياسي لا يزال يعوق تنفيذ إصلاحات شاملة، لكنه شدد في المقابل على أن ذلك لا يمنع البدء بخطوات فنية جزئية قابلة للتنفيذ، خاصة في مجالات إدارة الدين، وتحديث النظام الضريبي، وتطوير نظم الدعم.

وفي الختام، أكد المجلس التنفيذي أن ليبيا تملك حاليًا فرصة لتعزيز استقرارها المالي والنقدي، شرط الاستمرار في مسار الإصلاحات، وتعزيز التنسيق المؤسسي، وضمان الشفافية في إدارة الموارد العامة.

المانع يكتب: ليبيا من اقتصاد الريع إلى رحابة الإنتاج “في أحدث تقرير للبنك الدولي”

كتب المستشار “مصطفى المانع”: ليبيا من اقتصاد الريع إلى رحابة الإنتاج “في أحدث تقرير للبنك الدولي”

في لحظة فارقة من تاريخها الاقتصادي، تقف ليبيا أمام مرآة الفرص والتحديات، تقرير البنك الدولي الصادر في 30 يونيو 2025 بعنوان “اعادة تحديد دور مؤسسات الدولة في ليبيا” ليس مجرد تشخيص لواقع مُعقّد، بل هو إعلانٌ صريح عن نضوج شروط التحول من اقتصادٍ ليبي ريعي منهك إلى اقتصاد إنتاجي واعد. هذا التحول، وإن بدت معالمه واضحة في بعض المؤشرات، يظل رهين إرادة جريئة وتوافق مؤسسي غير مسبوق.

المانع يكتب: ليبيا من اقتصاد الريع إلى رحابة الإنتاج "في أحدث تقرير للبنك الدولي"
صوره لتوقيع مذكرة التعاون بين دولة ليبيا والبنك الدولي في إبريل 2025

وفي هذا المقال أوجز أهم مفاصل تقرير البنك الدولي للخبراء الوطنيين وصناع القرار والمهتمين، متقدماً بآيات الاحترام والتقدير للزميلات والزملاء الخبراء في قطاع الممارسات العالمية للسياسيات الاقتصادية في مجموعة البنك الدولي وبالأخص في وحدة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جهودهم المميزة في اعداد هذا التقرير الهام وما صاحبه من جهود مميزة في الرصد والتجميع والتحليل والصياغة.

“تناقضات تُنبئ ببذور التغيير”

شهد العام المنصرم (2024) مفارقة لافتة، فبينما انكمش الاقتصاد الكلي بنسبة 0.6% تحت وطأة الأزمات، والتي أضرت بالبنية التحتية النفطية وخفضت الإنتاج 6%، برزت انجازات غير متوقعة، القطاعات غير النفطية نَمَتْ بمعدل 7.5%، ناقرةً جدار الاعتماد الأحادي على الريع النفطي، ومُثبتةً وجود طاقات كامنة تنتظر بيئة تمكين حقيقية. هذا التباين ليس حدثاً عابراً، بل هو إشارة دامغة على وجود ديناميكيات اقتصادية قادرة على قيادة تنويع حقيقي، لو أُزيلت العقبات من طريقها.

“بين رياح النفط المؤاتية وعواصف الهشاشة المؤسسية”

تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية لعام 2025، متوقعةً انتعاشاً نفطياً قوياً (زيادة إنتاجية 17.4% للتتجاوز 1.3 مليون برميل يومياً) يقود نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12.3%. كما يُتوقع استمرار زخم القطاع غير النفطي بنمو 5.7%، وإن كان متجهًا للتباطؤ التدريجي إلى حدود 4% في المدى المتوسط، غير أن هذه الصورة المتفائلة تخفي تحت سطحها تحدياتٍ هيكليةً عميقة تُهدد أي نموٍ بالزوال بسبب استمرار غياب التنويع الاقتصادي، وعبء الإنفاق العام، وضعف البنية المؤسسية التي تفتقر للشفافية والمساءلة. النفط يمنحُ فرصةً ذهبية، لكنه وحده لا يصنعُ اقتصاداً قادراً على الصمود.

المانع يكتب: ليبيا من اقتصاد الريع إلى رحابة الإنتاج "في أحدث تقرير للبنك الدولي"
صوره لتوقيع مذكرة التعاون بين دولة ليبيا والبنك الدولي في إبريل 2025

“القطاع الخاص طاقة مُكبّلة في متاهة الريع”

يكشف التقرير عن مأزق مركزي يعوق التحول يتمثل في تقييد القطاع الخاص، هذا القطاع ليس غائباً، بل هو “محاصر” في بيئة طاردة للإبداع والمنافسة، فهو يواجه تشابكاً تنظيمياً يعيق حركته، ومنافسةً غير عادلة من قبل 190 مؤسسة وشركة مملوكة للدولة تستحوذ على ما يقارب 60% من الوظائف المدفوعة من المال العام.

هذه المؤسسات العامة، التي يعاني معظمها من تدني الأداء، تشكل حاجزاً أمام ولادة شركات خاصة ديناميكية قادرة على الابتكار وتوليد فرص العمل المستدامة التي يحتاجها الشعب الليبي.

“خارطة الطريق لإصلاح جذري لدور الدولة من السيطرة إلى التمكين”

يؤكد البنك الدولي أن جوهر التحول لا يكمن فقط في زيادة الإنتاج، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والاقتصاد، وهذا يتطلب وفق خبراء البنك الدولي:

1.إعادة تشكيل دور المؤسسات العامة، بانسحاب الدولة من القطاعات التنافسية، وتحول مؤسساتها إلى هيئات رقابية وتنظيمية فاعلة، مع خصخصة أو إصلاح جذري للمؤسسات الحكومية المتعثرة.
2.بناء حوكمة رشيدة، بتعزيز الشفافية في الإنفاق العام، وتطبيق آليات مستقلة وصارمة لتقييم أداء المؤسسات المملوكة للدولة ومحاسبتها.
3.تحرير إمكانيات القطاع الخاص، بتسهيل الوصول إلى التمويل (خاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة)، وتحديث التشريعات التجارية والاستثمارية، وتبسيط الإجراءات الضريبية والجمركية المعقدة، وضمان منافسة عادلة تزيل الامتيازات غير المبررة للمؤسسات العامة.
4.الاستثمار في الإنسان والبنى التحتية، بتركيز الجهود على تطوير التعليم والتدريب المهني وريادة الأعمال لبناء رأس مال بشري مؤهل، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP) لإعادة إعمار البنية التحتية الحيوية وتقديم الخدمات العامة بكفاءة.
5.ترسيخ بيئة أعمال جاذبة، بضمان استقلالية القضاء وفعاليته في فض المنازعات التجارية، وخلق مناخ مستقر وآمن يشجع الاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء.

ختاماً..”نافذة الفرصة اما أن تتسع أو انها ستضيق”.

اليوم، وبعد سنوات من التردد، تواجه ليبيا اختباراً مصيرياً. فالنموذج القديم القائم على دخل النفط ووظيفة الدولة لم يعد هو النموذج القادر على الصمود في وجه تحديات وطنية وتحديات عالمية.

الفرصة التاريخية لبناء اقتصاد إنتاجي تنافسي، يقوده قطاع خاص حيوي، ويخدم مصالح المواطن لا مصالح النخبة، باتت ماثلةً في تقارير المؤسسات الدولية وتوقعاتها، النافذة الزمنية لهذا التحول، كما يحذر التقرير، ليست مفتوحة إلى الأبد؛ فهي تضيق مع استمرار التردد والتكيف مع الواقع، القرار الآن بين البقاء رهينة لتقلبات سوق النفط والصراعات، أو الانطلاق بشجاعة في رحلة البناء الاقتصادي الحقيقي.

خاص.. “المركزي” يشرع في تنفيذ طلبات الاعتمادات والأغراض الشخصية المخصص لها مليار دولار هذا الأسبوع

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصدى الاقتصادية عن شروعه صباح اليوم في تنفيذ طلبات الاعتمادات والأغراض الشخصية المخصص لها مليار دولار هذا الأسبوع .

وذلك بهدف استقرار السوق وتوفير النقد الاجنبي للموردين وخصوصاً صغار التجار

خاص.. المركزي يفصح حصرياً لصدى عن قرب إطلاقه منظومة إلكترونية لقبول الاعتمادات لدى المصارف .. وهذه تفاصيل العمل بها

قال مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: في اطار مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الموردين للسلع والخدمات سيتم اطلاق منظومة إلكترونية اعتباراً من بداية اغسطس لقبول الاعتمادات لدى المصارف تمكن الموردين من تقديم طلباتهم عبر المنظومة وسيتم التعامل مع هذه الطلبات حسب التاريخ والترتيب

وتمكن مصرف ليبيا المركزي من المراقبة والتدقيق إلى حين الانتهاء من اتمام عملية الشراء للعملة من المصرف المركزي وسيعلن المصرف عن هذه المنظومة والتعريف بها قريبا .

خاص.. الأهلية للإسمنت تصدر قراراً بتعديل سعر الاسمنت بدءً من يوليو

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على قرار مجلس إدارة الشركة الأهلية للأسمنت الذي ينص بتعديل سعر الأسمنت ليصبح بيع طن الاسمنت المكيس المنتج من مصانع الشركة تسليم مصانع الشركة على ظهر الشاحنة بحيث يكون 320 بدءً من 1 يوليو.

ونص القرار بأن يعدل سعر بيع طن الاسمنت السائب المنتج من مصانع الشركة وتسليم مصانع الشركة على ظهر الشاحنة بحيث يكون 350 دينار.

خاص.. الأهلية للإسمنت تصدر قراراً بتعديل سعر الاسمنت بدءً من يوليو
خاص.. الأهلية للإسمنت تصدر قراراً بتعديل سعر الاسمنت بدءً من يوليو 24
خاص.. الأهلية للإسمنت تصدر قراراً بتعديل سعر الاسمنت بدءً من يوليو
خاص.. الأهلية للإسمنت تصدر قراراً بتعديل سعر الاسمنت بدءً من يوليو 25

أمين صالح يكتب: شهادة موجعة عن قطاع الاتصالات الليبي

كتب المدون التقني “أمين صالح”: شهادة موجعة عن قطاع الاتصالات الليبي

أشارككم اليوم شهادة شخصية عن واقع قطاع الاتصالات في ليبيا، وشركات مجموعة القابضة للاتصالات، عن فترة عاصرتها بالكامل.

وإن شهد هذا القطاع انهيارًا في السنوات القادمة، فاعلموا أن مجلس الإدارة للفترة 2021–2024 كان السبب الرئيسي وراء ذلك بفتحه الأبواب لطامعين والفساد والمجموعة الخارجة عن القانىن بشكل مباشر او غير مباشر..

سأستغل الهامش المحدود من حرية التعبير الذي توفر خلال الشهرين الماضيين للكتابة، قبل أن يعود الطغيان مجددًا بصور مختلفة. ويفرض عليّ الصمت، كما فعلت إدارة القابضة للاتصالات في السنوات السابقة، حين لجأت إليها بعد تلقي تهديدات جدية. وللأسف، باركت الإدارة تلك التهديدات بصمتها، بل بمحاولتها منعي من الكتابة.

يعلم الله ومن هم في الدائرة الضيقة أن التهديدات لم تتوقف منذ عام 2019، وأصبحت جزءًا من واقعي اليومي، أتعامل معها بوعي وتقدير حقيقي لحجم الخطر.

لكن ما يميز مجلس الإدارة السابق – بشكل سلبي – عن ما قبله أو بعده، هو أنه فتح أبواب قطاع الاتصالات أمام أطراف غير مؤهلة أو مرتبطة بمصالح خاصة، فحوّل هذا القطاع الحيوي إلى ما يشبه البقرة الحلوب لمجموعة مارقة أحيانًا، أو واجهة لمراكز نفوذ إدارية وسياسية في أحيان أخرى، أو وسيلة لتغذية شركات وهمية لا تقدم أي قيمة حقيقية.

وخلال عامي 2023 و2024، تراجع التركيز على التطوير، وتحسين الشبكات، وخدمات المستخدمين، وتحول الاهتمام داخل القابضة للاتصالات إلى كيفية صرف أكبر قدر ممكن من الأموال. وقد صدرت مراسلات من رئيس المجلس تُلزم شركة ليبيانا بسداد نفقات لصالح القابضة، تخصم من أرباحها، حتى استُنزف الثلث المخصص من الأرباح، ثم بدأوا في استهلاك أرباح السنوات القادمة! التي لم تجنى بعد.

اليوم، نقف أمام مشهد حرج: شركات اتصالات مهزوزة، هشة، تفتقر إلى الرؤية والاستدامة.

ولن أخوض في تفاصيل جميع الشركات، لكن بعضها وُضعت تحت إدارة شركات تستنزف 8% من صافي الأرباح دون مبرر، وشركات أخرى منحت حصريًا خدمات القيمة المضافة (VAS)، وأخرى احتكرت عقود التطوير والدعم الفني، بينما أُقصيت شركات وطنية ذات كفاءة لصالح أخرى تابعة لمصالح معينة.

حتى شركات النظافة، والإعاشة، والسفر والدعاية والاعلان والخدمات، والسياحة نالت نصيبها من العبث. وإن كنا قد سخرنا من “الخروف المحشي” بقيمة 17,500 دينار، فإن ما حدث في القابضة للاتصالات هو فوضى بمليارات الدنانير.

لقد ابتعدتُ عن القطاع نهائيًا في منتصف عام 2023 بسبب تصاعد التهديدات وضبابية المشهد، لكن يؤلمني ما آل إليه حال هذا المجال، ولهذا أضع بين أيديكم بعض النقاط التي أراها ضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه:

ما الذي يحتاجه قطاع الاتصالات الليبي اليوم؟
1. تقليص المصروفات غير الضرورية، وخاصة تلك التي لا تسهم في تحسين الخدمات أو تطوير البنية التحتية.
2. إلغاء الحصريات في العقود وفتح المجال للمنافسة العادلة بين الشركات.
3. كسر احتكار القطاع لبعض الخدمات، والانفتاح على السوق بشفافية بعيدة عن الفساد والمحسوبيات.
4. إيقاف تمويل أي مؤسسة حكومية تُغطّى نفقاتها من الخزانة العامة.
5. استعادة الكفاءات والخبرات الوطنية التي تم تهميشها خلال السنوات الماضية.
6. محاسبة الفاسدين ومن تورط في استنزاف المال العام قانونيًا وإداريًا.
7. إلغاء اللجان الشكلية والفوضوية، والإبقاء فقط على ما يخدم العمل ويعزّز الحوكمة.
8. تركيز الاستثمارات على الخدمات التي تحقق عائدًا حقيقيًا، مع تخصيص 10–15% فقط للمسؤولية المجتمعية، لا العكس.
9. تدريب جيل جديد من الكوادر الشابة، وفتح المجال أمام شركات ناشئة صغيرة تتبع القابضة (3–10 موظفين) بدعم من رؤوس أموال مغامرة (VC).
10. الاستقلالية، ثم الاستقلالية، ثم الاستقلالية، وهذا لا يتحقق إلا بدعم حقيقي من الحكومة والجهات الرقابية.

في الختام.. فإن قطاع الاتصالات ليس رفاهية، بل هو عصب التطور الوطني، وركيزة من ركائز السيادة الرقمية والأمن المعلوماتي. ما نراه اليوم من فوضى وقرارات كارثية ليس نتيجة أخطاء عشوائية، بل نتيجة ممنهجة لسوء إدارة وتضارب مصالح، آن الأوان لمواجهته.

هذه الكلمات ليست هجومًا، بل صرخة من شخص كان لسنوات قريبًا من هذا القطاع، ولديه القدرة على الكتابة والتعبير..ويتألم من المسار الذي سُحب إليه بفعل الجهل أو التواطؤ أو الطمع إنقاذ القطاع واجب وطني، وتركه للانهيار جريمة بحق كل ليبي، فإما أن نستيقظ اليوم، أو نتحمل جميعًا وزر الغد

خاص.. محافظ المركزي للحويج: تعليق قراركم بحظر الاستيراد والتصدير عبر القنوات الرسمية يدعم التهريب ويهدد بعزلة مالية

طالب محافظ مصرف ليبيا المركزي خلال مراسلة وجهها إلى وزير اقتصاد الوحدة الوطنية بإستئناف العمل بقراره المُعلق بشأن إقرار حكم بالإستيراد والتصدير، والقاضي بحظر مزاولة نشاط الإستيراد والتصدير وإعادة التصدير إلا من خلال العمليات المصرفية المعتمدة من مصرف ليبيا المركزي.

وتضمنت المراسلة التي تحصلت عليها صدى حصرياً مطالبة توجيه تعليمات لمصلحة الجمارك بحظر أنشطة الإستيراد والتصدير وإعادة التصدير إلا بواسطة وسائل الدفع المعتمدة قانوناً، وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بتطبيق الضوابط المنظمة للإستيراد والتصدير بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على إستقرار الإقتصاد الوطني.

وقال محافظ مصرف المركزي لمحمد الحويج: يبدي مصرف ليبيا المركزي شديد أسفه واستغرابه من تعليماتكم الصادرة بشأن تعليق قراركم القاضي بحظر الإستيراد والتصدير بغير وسائل الدفع المصرفية، رغم صدوره في إطار المحافظة على المصلحة العامة وضمان انتظام حركة التجارة الخارجية وفق صحيح القانون، وبما يحد من مخاطر التهريب والمضاربة والإضرار بالاقتصاد الوطني.

وقال المحافظ: وفي الوقت الذي نذكر فيه على ما تضمنه كتابنا المنوه عنه أعلاه، من حيث أهمية تفادي المخاطر الناجمة عن تنامي حجم عمليات الإستيراد بوسائل الدفع غير المصرفية، وما يترتب عنها من دعم السوق الموازية وجعلها تتنامى حجماً وكماً نتيجة لعملية التوريد بمبالغ كبيرة دون تحديد مصدرها

وأضاف المحافظ: الأمر الذي يؤدي بشكل كبير إلى إستنزاف موارد الدولة، وما ينجم عن هذه المبالغ من إستعمالها في أنشطة غير مشروعة وإتاحة الفرصة لتوريد سلع غير مطابقة للمواصفات وتمويل الخدمات غير المشروعة، الأمر الذي من شأنه أن يعرقل امتثال الدولة للمعايير الدولية المتعلقة بالمعاملات المالية، وبالتالي تعرضها لآثار عدم الامتثال التي قد تؤول في المدى المتوسط والطويل إلى قيام البنوك المراسلة بقطع العلاقات مع المصارف الليبية ووقوعها تحت عزلة مالية واقتصادية

صدى #ليبيا

خاص.. محافظ المركزي يطالب الداخلية بردع المضاربة بالعملة خارج القنوات الرسمية وفي الأماكن الغير المرخصة

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة محافظ مصرف ليبيا المركزي إلى وزير الداخلية بالوحدة الوطنية.

حيث طالب المحافظ بإتخاذ كافة الإجراءات الرادعة والمشددة للحد والقضاء على ظاهرة بيع وشراء العملات الأجنبية والمضاربة بها خارج القنوات الرسمية وفي الأماكن غير المتحصلة على اذن لمزاولة هذا النشاط من قبل مصرف ليبيا المركزي، وتطبيق العقوبات حيال الافراد والجهات الذين يتورطون في التعامل من خلال ممارسة هذا النشاط بالطرق غير المشروعة وفقاً لصحيح القانون

وأشار محافظ مصرف ليبيا المركزي إلى منحه، إذن مزاولة للنشاط لعدد من شركات ومكاتب الصرافة، ومن ضمن المهام الموكلة لها هو بيع وشراء النقد الأجنبي وفقاً للطرق التي رسمها القانون، عبر القنوات الرسمية والمتمثلة في بيع وشراء النقد الأجنبي عن طريق شركات ومكاتب الصرافة التي تم إنشائها وفقاً لما ذكر أعلاه.

وقال: ولما كانت ظاهرة المضاربة بالعملات الأجنبية أصبحت تمارس في السوق الموازي بشكل منظم في العلن وتعد واحدة من أكبر التحديات الاقتصادية التي تواجه مصرف ليبيا المركزي بشكل خاص والدولة الليبية بشكل عام وتؤدي إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية في السوق الموازي والذي يتم عن طريقه تغذية كافة الأنشطة غير المشروعة مما يؤدي إلى توسع ظاهرة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عن طريق هذا السوق

خاص.. محافظ المركزي يطالب الداخلية بردع المضاربة بالعملة خارج القنوات الرسمية وفي الأماكن الغير المرخصة
خاص.. محافظ المركزي يطالب الداخلية بردع المضاربة بالعملة خارج القنوات الرسمية وفي الأماكن الغير المرخصة 28

الجهاني يكتب: إصلاح المالية العامة في ليبيا.. رؤية محمد الصافي في ضوء النظام المالي للدولة

كتب “م. علي عبدالله الجهاني”: إصلاح المالية العامة في ليبيا: رؤية محمد الصافي في ضوء النظام المالي للدولة

في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تمر بها ليبيا، يبرز صوت الخبير الاقتصادي محمد الصافي، الذي قدم رؤية جريئة لإصلاح المالية العامة عبر مقترح يعتمد على ركيزتين أساسيتين: “تسقيف الموازنة” و”توسيم الإيرادات غير النفطية”.

يسعى هذا المقال إلى استعراض هذه المقترحات، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز جوانبها القانونية ومقارنتها بالنظام المالي للدولة، بالإضافة إلى توضيح أهدافها، العوائق المحتملة، وآلية التنفيذ المقترحة.

رؤية الخبير الاقتصادي د. محمد الصافي

يشخص الصافي الوضع الاقتصادي الليبي بالفترة منذ عام 2014 بـ”عقد ضائع”، ويصف حالة المالية العامة بـ”انفصام مالي” خطير بين الإنفاق المتزايد والإيرادات المتناقصة، وهو ما يشكل “قنبلة موقوتة”، ولمعالجة هذه الأزمة، يقترح ركيزتين أساسيتين:

  1. التسقيف (Budget Ceiling)
    تعريفه: تحديد سقف ثابت للإنفاق الحكومي السنوي على مبلغ متفق عليه لعدة سنوات، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات التنموية واستقرار سعر الصرف.
    أهدافه: تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، تخفيف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي، احتواء المعروض النقدي، الحد من تراكم الديون، وتعزيز الانضباط المالي.
  2. التوسيم (Earmarking Non-Oil Revenues)
    تعريفه: ربط أو تخصيص الإيرادات غير النفطية بأبواب محددة من الميزانية، مثل تخصيص الباب الثاني (المصروفات التشغيلية/التسييرية) ليتم الصرف عليه فقط من هذه الإيرادات.
    أهدافه: تنويع مصادر الإيرادات، تحفيز تحصيل الإيرادات غير النفطية، زيادة الاستقلالية المالية للحكومة، ودعم استقرار احتياطيات النقد الأجنبي.

الجوانب القانونية: توافق المقترحات مع النظام المالي للدولة

على عكس ما قد يتصوره البعض، لا تدعو مقترحات محمد الصافي إلى الانقلاب على القانون المالي الليبي، بل تهدف إلى تعزيزه وتحديثه ليصبح أكثر كفاءة وشفافية. يشدد الصافي على أن التنفيذ يجب أن يكون متجذرًا بالكامل في الإطار القانوني للدولة الليبية، وتحديدًا “قانون النظام المالي للدولة” ولوائحه التنفيذية.

مقارنة مع النظام المالي للدولة:

• مبدأ سنوية الميزانية: ينص القانون الحالي على إعداد الميزانية سنويًا، مقترح الصافي بـ”التسقيف لعدة سنوات” لا يلغي مبدأ السنوية في إعداد الميزانية، ولكنه يقدم إطارًا متوسط الأجل للإنفاق ضمن ميزانيات سنوية متتالية، هذا يعزز التخطيط طويل المدى والاستدامة المالية، وهي ممارسة معمول بها في العديد من الدول التي تحتفظ بالميزانية السنوية لكن ضمن سقف إنفاق متوسط الأجل.

• تقسيم الميزانية إلى أبواب وبنود: ينص القانون على تقسيم الإيرادات والمصروفات إلى أبواب وبنود محددة. مقترح “التوسيم” يتوافق تمامًا مع هذا التقسيم، بل يعززه من خلال تخصيص مصادر إيراد محددة لأبواب إنفاق معينة (مثل الباب الثاني)، هذا لا يتعارض مع القانون، بل يمكن إدراجه ضمن تفاصيل جداول الميزانية الملحقة بالقانون، أو عبر نص مادة جديدة توضح آلية التوسيم.

• إقرار الميزانية بموجب قانون: يُشترط القانون الليبي أن تُعتمد الميزانية العامة للدولة بموجب قانون يصدر عن السلطة التشريعية. الصافي يلتزم بهذا المبدأ، حيث يقترح تشريع سقف الموازنة وتفاصيل التوسيم ضمن قانون موازنة 2025. هذا يضمن أن المقترحات ستكتسب الصفة القانونية الملزمة بعد موافقة الجهات التشريعية.

• الرقابة المالية: ينص القانون على آليات الرقابة على التحصيل والصرف. مقترحات الصافي تهدف إلى تعزيز هذه الرقابة عبر آليات أكثر وضوحًا وتحديدًا لمصادر الإنفاق والإيراد، مما يسهل تتبع الأموال ويقلل من فرص الهدر.

آلية التنفيذ القانوني المقترحة:

  • العودة للإجراءات القانونية المعتادة: يجب أن تتم صياغة قانون الميزانية، والموافقة عليه من السلطة التشريعية، ثم تنفيذه من السلطة التنفيذية.
  • تضمين مواد صريحة في قانون إقرار الميزانية السنوي لتحديد سقف الموازنة بالدينار الليبي ومدته لعدة سنوات، وتخصيص أبواب الموازنة التي ستُموَّل حصريًا من الإيرادات غير النفطية.
  • ضمان المرونة ضمن السقف القانوني: مع التأكيد على عدم تجاوز السقف الكلي، وهو ما يتوافق مع مبدأ الضبط المالي دون تجميد كامل.

العوائق والصعوبات أمام التنفيذ

على الرغم من وجاهة المقترحات وتوافقها مع الأطر القانونية، يواجه تطبيقها تحديات كبيرة في السياق الليبي:

• الانقسام السياسي وغياب الإرادة الموحدة: التنافس بين الحكومتين وغياب توافق سياسي حقيقي يجعل التوافق على إطار مالي موحد أمرًا بالغ التعقيد.

• غياب البيئة المؤسسية وضعف البنية الرقابية: نقص التخطيط الاستراتيجي الفعال وضعف الأجهزة الرقابية يعيقان التنفيذ الدقيق والشفاف لمبادئ التسقيف والتوسيم.

• غياب أنظمة مالية حديثة ومتكاملة:

  • نظام الحساب الموحد للخزانة (TSA): غيابه يؤدي إلى تشتت السيولة النقدية الحكومية وصعوبة تحديد السقف بدقة، ومراقبة الالتزام به، وتتبع الإيرادات غير النفطية.
  • أنظمة إدارة المعلومات المالية المتكاملة (IFMIS): عدم وجودها يعني نقص المعلومات الدقيقة في الوقت الحقيقي، وضعف التنسيق، وصعوبة ربط الإيرادات بالإنفاق آليًا، مما يقوض الشفافية والمساءلة.
    • مقاومة التغيير والعوامل الاجتماعية والسياسية: قد تواجه المقترحات مقاومة من جهات مستفيدة من الوضع القائم، أو تأثيرات اجتماعية محتملة قد تتطلب معالجة حكيمة.

الخلاصة

تُقدم مقترحات محمد الصافي لإصلاح المالية العامة في ليبيا خارطة طريق واضحة نحو الاستقرار الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، هذه المقترحات، كما تم توضيحه، لا تتعارض مع الإطار القانوني الليبي الحالي، بل تسعى إلى تعزيزه وتفعيله من خلال تعديلات مدروسة تضمن الانضباط المالي والشفافية.

ومع ذلك، فإن نجاح تطبيقها يتوقف بشكل كبير على تجاوز التحديات الهيكلية والسياسية والإدارية، والاستثمار الحتمي في تطوير وتفعيل أنظمة مالية حديثة مثل TSA وIFMIS، والتي تُعد ركائز أساسية لأي إدارة مالية حكومية فعالة ومستدامة، إن تحقيق هذه الرؤية يتطلب إرادة سياسية حاسمة وتوافقًا وطنيًا يعلو على الانقسامات الراهنة

“البرغوثي” يكتب: السياسة النقدية في ليبيا.. قراءة في عقل الدولة المتعطلة

كتب أستاذ الاقتصاد السياسي “محمد البرغوثي” مقالاً بعنوان: السياسة النقدية في ليبيا، قراءة في عقل الدولة المتعطلة

السياسة النقدية، في جوهرها، ليست مجرد معادلات لتحريك أسعار الصرف أو السيطرة على التضخم، بل هي انعكاس مباشر لمدى نضج الدولة، وقدرتها على إدارة الثقة، وتوجيه الاقتصاد نحو الاستقرار والانتعاش.

في الحالة الليبية، تحمّل مصرف ليبيا المركزي خلال السنوات الماضية مسؤولية ثقيلة، وسط بيئة سياسية مضطربة، وانقسامات مؤسساتية، وضغوط مالية واقتصادية خانقة. وقد استطاع، رغم كل تلك التحديات، أن يحافظ على حد أدنى من الاستقرار النقدي، ويمنع الانهيار الشامل للعملة، وهو ما يُحسب له كمؤسسة حافظت على تماسكها النسبي في لحظة تفكك عام، لكن، هل هذا كافٍ؟

إن أحد أكبر التحديات التي تواجه السياسة النقدية في ليبيا اليوم ليست تقنية بقدر ما هي سياسية وأخلاقية. فالفساد السياسي والمالي عمّق من أزمة الثقة بين الدولة والمجتمع، وخلق بيئة غير مواتية لأي سياسة نقدية رشيدة، حين تتحول الأموال العامة إلى مورد للمحاصصة، ويتحول سعر الصرف إلى أداة لتمويل الفساد لا لتثبيت الاستقرار، فإن السياسة النقدية تفقد أدواتها، مهما كانت كفاءتها.

ما يحدث اليوم هو أن الدينار الليبي بات يتداول في واقع مزدوج: واقع رسمي تفرضه الدولة، وواقع موازي يتحكم فيه السوق، وهذا الانفصام ليس إلا نتيجة مباشرة لانفصال الدولة عن دورها الحقيقي في ضبط العلاقة بين القيمة والإنتاج، وبين النقد والاقتصاد.

ولن يكون حل الأزمة بمجرد تغيير سعر الصرف، أو إضافة رسوم، أو إصدار أدوات دين عام، بل لا بد من التوجه نحو إصلاح هيكلي أعمق، لا يمكن لعملة أن تستعيد قوتها في ظل اقتصاد ريعي، ولا يمكن لسيولة أن تتوفر في بيئة تخنقها شبكات الفساد، وتعطل أدوات الدولة النقدية والرقابية.

ما نحتاجه هو إعادة تعريف السياسة النقدية كسياسة سيادية تشاركية، تُبنى على الشفافية، وتستند إلى اقتصاد حقيقي منتج، لا إلى تدفقات ريعية متقلبة. وما نحتاجه أيضًا هو إرادة سياسية تحمي المؤسسة النقدية من التوظيف السياسي، وتفصلها عن التجاذبات والضغوط.

لقد أثبت مصرف ليبيا المركزي، في لحظات حرجة، أنه قادر على الصمود، لكن المرحلة القادمة تتطلب أكثر من الصمود، تتطلب انبعاثًا جديدًا لدور الدولة، في العقل، وفي الهيكل، وفي الإرادة.

من منتدى بنغازي .. البوري يوجه نداءً إلى البنوك الإيطالية لاستئناف العلاقات المباشرة مع المصارف الليبية

أطلق الخبير في قطاع الائتمان والرئيس السابق لبنك السراي (ATIB) نعمان البوري اليوم نداءً لعودة البنوك الإيطالية إلى ليبيا، وذلك خلال المائدة المستديرة الختامية للمنتدى الاقتصادي الإيطالي الليبي في بنغازي بحسب وكالة نوفا الإيطالية .

وقد سلّط هذا الخطاب الضوء على كيفية دعم إعادة إطلاق العلاقات المصرفية المباشرة بين روما وطرابلس لإعادة بناء اقتصاد الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وقال البوري: “في عام 2010، حصل بنك يونيكريديت بالفعل على ترخيص لفتح بنك في ليبيا. وبعد عام 2014، ندرك أن العديد من البنوك الإيطالية قد نأت بنفسها، ولكن السياق اليوم مختلف، فالنظام المصرفي يعمل، وهو موحد، ولم يعد مقسمًا بين الشرق والغرب، وقد تطور كثيرًا في السنوات الخمس الماضية”، موضحًا أن 21 بنكًا تعمل في البلاد، خمسة منها عامة والباقي خاص، مضيفاً بالقول: “اليوم، أصبحت جميعها مترابطة وتقدم خدمات الدفع الإلكتروني”.

لم يُخفِ البوري العائق الرئيسي: ضريبة صرف العملات، “اليوم، يرتفع سعر شراء العملات الأجنبية في ليبيا بنسبة 15%. إنها تكلفة باهظة للمستثمر الأجنبي الذي يرغب في تحويل أرباحه، إذا كان سعر صرف الدولار 5.48 دينار، فإن إعادة شرائه يتطلب 6.4 دينار”.

واختتم البوري حديثه قائلاً: “القطاع المصرفي يعمل اليوم بشكل طبيعي و متطور، ونريد عودة العلاقات المباشره مع البنوك الإيطالية أيضًا، لقد حان الوقت لاستئناف العلاقات المباشرة، دون الحاجة إلى المرور عبر بنوك خارجية، لأن لكل خطوة ثمنًا”

خاص: مجدداً.. “الوحدة الوطنية” تسحب صلاحيات الحويج وتنقل تبعية مركز تنمية الصادرات إليها

كشفت مصادر حكومية حصرياً لصدى الاقتصادية عن إصدار مجلس وزراء الوحدة الوطنية قراراً بنقل تبعية مركز تنمية الصادرات من وزارة الاقتصاد إلى مجلس الوزراء مع إعادة تسميته إلى “هيئة تنمية الصادرات”.

وذلك ضمن سلسلة إجراءات نُفذت خلال المدة الماضية وشملت سحب عدد من صلاحيات الوزير محمد الحويج، من بينها إدارة الشركات والعلامات والوكالات التجارية، وإحالتها إلى مصلحة السجل التجاري، هذا عدا القرارات التي تم اصدارها المدة الماضية بإعفاء الحويج من مهامه بعدة لجان، أبرزها اللجنة الليبية التركية، في ظل تداول أنباء عن تكليف شخصيات بديلة لتمثيل ليبيا في اللجنتين الليبية المصرية والتونسية

أفريكا إنتلجنيس: شركة نفطية عملاقة لم تجد سبيلًا لبيع جميع أصولها النفطية في ليبيا لهذه الأسباب

ذكر موقع أفريكا إنتلجنيس الإستخباراتي الفرنسي أن شركة “باسف” الألمانية تسعى للانفصال عن الشريك الروسي في “وينترشال حيث لم تتمكن شركة “باسف” الكيميائية العملاقة حتى الآن من بيع كامل أصولها النفطية في ليبيا إذ تكمن المعضلة في أن شريكها الرئيسي يخضع لعقوبات دولية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا .

وقال الموقع أن الصفقة كانت تُعدّ في بدايتها إنجازًا بارزًا فقد باعت شركة “وينترشال ديا” الألمانية للنفط والغاز العام الماضي بأكثر من 11 مليار دولار أمريكي لصالح شركة “هاربور إنرجي” البريطانية إلا أن المساهمين السابقين في “وينترشال ديا” شركة “باسف” التي تملك 67% وشركة “ليتر ون” الاستثمارية العالمية (33%) يواجهون الآن صعوبات كبيرة في التخلص من آخر أصولهم المتبقية والمتمثلة في الشركة التابعة العاملة في ليبيا .

وبحسب الموقع الفرنسي أن الشركة الليبية التابعة وينترشال أكتينغس غيسيلشافت”التي تضم أصلين منتجين في ليبيا فلا تزال مملوكة مناصفة تقريبًا لـ”باسف” و”ليتر ون”، في حين تعود 49% من رأسمالها إلى شركة “غازبروم” الروسية العملاقة التي تنتج الجزء الأكبر من الغاز الروسي .

وقد رفضت المديرة التنفيذية لـ”هاربور إنرجي ليندا كوك منذ عام 2014 وقالت سابقًا في “شل أن تدخل شركتها في أي تعامل مع كيان روسي خاضع للعقوبات، كـ”غازبروم”. ولهذا السبب استثنت “هاربور” الشركة الليبية من صفقة الشراء مكتفية ببقية عمليات “وينترشال”.

أما شركة “وينترشال WA” فتملك 49% من منطقتي الامتياز الليبيتين 91 و107، بينما تعود الحصة المتبقية (51%) إلى المؤسسة الوطنية للنفط وينتجان معًا نحو 40 ألف برميل يوميًا، تحصل منها “وينترشال” على حوالي 10 آلاف برميل .

وتابعت الوكالة بالقول أن في محاولة للخروج من هذا التعقيد استعانت “باسف” و”ليتر ون” مؤخرًا ببنك الاستثمار الأمريكي “هوليهان لوكي للبحث عن مشترٍ لحصتهما في الشركة الليبية ويقود الجهود من لندن” جيريمي لو” المصرفي المخضرم الذي عمل سابقًا في “سيتي”، و”بي إم أو”و”دويتشه بنك”، و”آر بي سي”. ويأمل البنك في تلقّي عروض جدية بحلول نهاية يوليولكن الصفقة محفوفة بالعقبات ، إذ سيكون على أي مشتَرٍ محتمل أن يقبل بالتعاون مع “غازبروم”كما سيتعين على المشتري الحصول على موافقات من الأطراف الليبية كافة: سلطات شرق البلاد الموالية لحفتر والمؤسسة الوطنية للنفط وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة .