أحمد السنوسي يكتب: “صنع الله والكبير والشرارة”

837

كتب: الإعلامي المتخصص بالشأن الاقتصادي “أحمد السنوسي”

يجري الحديث عن اتفاق بين أطراف النزاع في ليبيا بفتح حساب “خاص” للدولة الليبية، يتم فيه إيداع الأموال التي ستنتج عن إعادة فتح الحقول النفطية.

جرى هذا الاتفاق لكي لا تضيع على ليبيا فرص بيع النفط الذي يشكل 98% من إيرادات الدولة، وفي نفس الوقت لأن الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا لا تثق في بعضها وطريقة صرفها لهذه الأموال ولمن تصل في نهاية المطاف.

المهندس “صنع الله” رئيس مؤسسة النفط يريد لهذا الاتفاق أن ينجح والسيد المحافظ “الصديق الكبير” لا يريد من يشاركه إمبراطورية صرف الأموال، فلهذا لا يريد لهذا الاتفاق أن ينجح.

دخل على الخط لاعب جديد، وهو من يحتل ويقفل حقل الشرارة الذي قلب كل الموازين، وكأنه يقول أنا موجود على الأرض وأنتم تتقاسمون الهواء.

السؤال هنا، ماذا عن ذلك الحساب “الخاص” .. كيف سيتم الإنفاق علينا من خلاله!

هل نترك الصديق الكبير يوزع ثرواتنا على أصدقاءه ويصنف الليبيين فئة تشتري الدولار بـ3.6 وفئة تشتريه بـ6 دينار! .. أم هل نترك الغرب يقسم ثرواتنا وينفق علينا من أموالنا!

اليوم نقف على حرب جديدة ودماء جديدة بين أشقاء ليبيين، في أرض سرت التي عانت ما يكفيها وتحملت فوق طاقتها من حروبكم.

اليوم نرى الجميع ينفض عنه حرب دامت أكثر من عام أوقفت فيها دراسة وتعطلت فيها أعمال وهدمت فيها بيوت وفقدت فيها أرواح.

نعم الطرفين مذنبين، طرف يهيمن على الغنيمة وطرف آخر يريد انتزاع تلك الغنيمة.

دعونا نعود لطاولة المفاوضات، دعونا نوقف تجار الحروب الذين يسترزقون من دمائنا وآمالنا ومستقبلنا، دعونا نطالب بالشفافية والمساواة، بيننا دعونا نطالب بانتخابات.