“أمين صالح” يكتب: إلى إمبراطورية مصرف ليبيا المركزي

232

كتب: الخبير التقني أمين صالح مقالاً بعنوان: إلى إمبراطورية مصرف ليبيا المركزي

كل التحية والتقدير للاشيء الذي تقدمونه ، وأتمنى لكم كل التوفيق والسداد في المستقبل الغامض الذي تتوجهون إليه صحبة البلاد والشعب وما الضوء الذي ترونه في نهاية النفق إلا قطار قادم بأقصى سرعة إلينا.

لن أحدثكم أي حديث سياسي أو اقتصادي أو نقدي فلست أنا الضليع أو الخبير، وقد أكون أقلكم معرفة بمصطلحات من: ديمومة مالية وصندق نقد دولي ورقابة على المصارف والنقد وحسابات الطوارئ ومكافحة غسيل أموال…. الخ.

ولكن يا معالي وفخامة وعظامة وسعادة محافظ مصرف ليبيا المركزي، أنني كمواطن بسيط أعاني كثيراً لأكون مواطن صالح، في ظل تعقيدات غير مبررة وخطيرة جعلتني أتوجه مراراً وتكراراً إلى السوق الموازية، وأحيطك علماً بعملية بسيطة تقوم بها كل مصارف العالم عن طريق eBanking إلا وهي Swift transfer أو عملية تحويل من حساب إلى آخر عن طريق swift ولست بها ضليعاً، ولكنكم كمصارف ليبية دمرتم نفسيتي للقيام بعملية تحويل قانونية بقيمة 1800$ خلال ثلاث أشهر في حين أن أصدقاء وسوق موازية ومؤسسات خارجية قامت بذات العملية في خلال 20 دقيقة، “هزلت ورب الصديق”.

فخامة المحافظ؛ وأعلم أن هذه الكلمات عزيزة عليكم،هل خطر في بالكم النظر لمستوى رضا الشعب على القطاع المصرفي؟ هل خطر في بالكم معاقبة المصارف التي تعمل على إذلال المواطن؟ هل خطر في بالكم أنكم قد وجهتم حتى الصالح فينا لبيع بطاقته المصرفية وممارسة أفضع الجرائم القانونية وهي بيع الدولار والبطاقات الائتمانية في الشوارع.

معاليك وأعلم أنكم كمسؤولين تحبون كلمة معاليك كذلك، لعل تمثيل التملق لك يجعلنا نأخذ أبسط حقوقنا، وهي عملية مصرفية سليمة في خلال دقائق عن طريق eBanking أو عن طريق مصرف محترم، دون صداع مكافحة غسيل الأموال، فالرقابة تكون لاحقة وليست سابقة، ومن المعيب أن تطلب منا مستندات خيالية فقط لإصدار صك بقيمة مالية 6000 دينار.

لمن ولما ومتى وكيف وتوضيحات لم نعرف سببها إلا منشوراتكم الغامضة والتي عجزت فيها إدارات المصارف على فهمها وخوفهم منكم يجعلوهم سمعا وطاعة، ولست هنا لطاعة الاهتراء المصرفي.

جلالتك إن كانت كلمة جلالتكم ترضيكم كأمير وملك القصر النقدي في ليبيا، أنكم وباعترافكم في عدة لقاءات وصفتم القطاع المصرفي بالمتخلف والمهتريء والمتكلس والجامد الخ الخ.. فهل فكرتكم باستخدام نفوذكم وامبراطوريتكم لاسعاد مواطن وتحسن الوضع العام للقطاع الذي أنتم على رأسه.

لا نريد منكم السعادة ولا نريد منة من أحد، أريد تخزين أي قيمة مالية باحترام وأدب وأخلاق في حسابي وإرسالها وفق القانون للخارج والعكس، دون أن اشحت حقي منكم.

أريد من PayPal العمل في ليبيا، تستطيع استقلال طيارة خاصة على حساب الإمبراطورية المركزية والتوجه مباشرة مقره وطرق الباب، ووصف نفسك بالخادم الأمين للشعب الليبي وطلب المستحيل لرقي بلادنا.

كل ما سمعته مني هو تملق كاذب، وكل ما كتب من أجل حصول المواطن الليبي على أبسط حقوقه في حساب مصرفي بعيداً عن أي تجاوز مصرفي، يكفيني أن تكون خادماً لعدد 3 مليون ليبي وتعمل على نظافة وسلامة وأمن أموالهم.

باعترافاتك أن القطاع المصرفي مهترئ ويحتاج إعادة هيكلة بل يحتاج ثورة تمسح الخطيئة التي نعيشها، يا سعادة المحافظ آمل منك فتح الشباك الخلفي لمصرف ليبيا المركزي لتنظر لمصرف ليبيا اللامركزي والذي لديه فروع في كافة أرجاء المعمورة ويعمل على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع في شبكة مصرفية معقدة تجعلك منبهراً

وآمل منك إرسال كبار المدراء والمصرفين لتعلم تحت أشعة الشمس في كيفية خدمة الوطن والمواطن بأرخص العمولات وأسرع الطرق، بدل التكييف والسيارات الفاخرة وشعبك يعاني على بوابات المصارف.

يا سعادة المحافظ وفريقك العامل معك، إن جل ما تنشرونه في منشوراتكم لا يحل الأزمات بل يعقد الأزمات ، ويشجع على غسيل الأموال والتهرب الضريبي والتجاوزات ودفع المواطنين الصالحين للأسواق الموازية وتخزين أموالهم في عملات رقمية وذهب ودولار ويورو وارصدة في الخارج، بل أنه يعزز وضع ليبيا في القوائم السوداء.

ويكفيني أن اقول لك أن العالم في مرحلة احتضار عالية، وفي حالة حدوث أي ضرر أو حرب أو مشاكل أمنية عالمية ستكون إدارتك والمصارف وكبرى ولجان الامتتثال في مهب الريح، بل في القوائم السوداء عالميا كمصرفيين، يكفي أن تأتي لجنة عالمية للتحقيق وترى مصرف ليبيا اللامركزي خلف مبنى الإمبراطورية .

يا سيادة المحافظ وفريقك التابع وكل الإدارات، لا تبحثوا عني كثيراً، فأنا مواطن يقف في الطوابير ويبحث كيف يستخرج أمواله مرة بسداد ومرة ببطاقة مصرفية ومرة بتداول وإذا استعصى الحال أرسل صك مصدق لزميل أو صديق، ولم أرسل من أحد ولا يهمني إلا أن يكبر إبني بعد 16 سنة ليجد بلد عوضاً عن خرابة.

هل يمكنني أن أخطئ فيك مرة وأقول لك يا سيدي المواطن الليبي محافظ ليبيا المركزي، ذات يوم سيذكرك التاريخ ولن يذكر الصراف أو مدير فرع في مصرف، ويقول عنك التاريخ ما لم يقله مالك في الخمر، أننا نعيش أسوأ حقبة مصرفية على الإطلاق، ونأمل في غد أفضل ونستبشر خيراً في القطار القادم إلينا لعله يتوقف ويرجعنا لنقاط البداية.

رسالة مواطن ليبي يفكر خلال الأسبوع القادم في عملية تحويل مصرفية بقيمة 1800$ لأغراض علمية، ونظامنا المصرفي يوجهني إلى أربع شوارع خلف مصرف ليبيا المركزي.

أعتقد أن الرسالة وصلت، وأرجو أن تأخذها زي ما قالوا الانجليز from gentleman to another هذا كان معتبرينا معاكم gentleman… واشك في ذلك، وكان مش مصدق أمشي لأي فرع مصرف يوم الأحد الصبح.