أويل برايز: الصراع النفطي في الشرق الأوسط بسبب ليبيا أخطر من أزمة إيران

346

ذكر موقع “أويل برايز” أن الصراع النفطي في الشرق الأوسط قد يكون أكبر من أزمة إيران، وأضافت
في تقريرها الصادر أمس الثلاثاء بأن الجميع قد تشتت انتباههم بسبب النزاع الأمريكي الإيراني، ولكن ما يفعله “الجنرال حفتر” بالسيطرة على ليبيا وكل ثروتها النفطية سبب في الواقع في أزمة أخرى، بحسب وصف الموقع.

وأضاف “أويل برايز” أن تركيا بدأت في نقل قواتها إلى ليبيا يوم الأحد الماضي لأجل دعم حكومة الوفاق الوطني “المعترف بها دوليًا” ضد قوات ” حفتر” وهذا يؤكد أن تركيا ما تزال متفائلة اتجاه الصراع الدائر بأن يكون لصالح حكومة الوفاق.

وبحلول يوم الاثنين الماضي سيطر حفتر على مدينة سرت الاستراتيجية ، وانسحبت قوات الوفاق دون إراقة الكثير من الدماء بعد سلسلة من الغارات الجوية التى سببت في تقدم قوات حفتر.

وتعتبر قوات حفتر قد سيطرت سابقا على سرت وسببت في تقهقر فلول داعش وهروبهم للصحراء على امتداد 120 ميلًا شرق وغرب سرت ومهدت أن تكون سرت نقطة دخول مهمة للعاصمة ، وقد انسحبت قوات الوفاق باتجاه طرابلس مما يدعى للقلق بأن تكون مصراتة هى الوجهه التالية لحفتر، حيث أن مصراتة تقع في منتصف الطريق بين سرت والعاصمة و بالفعل يوم الثلاثاء ظهرت تقارير عن اشتباكات في طريقها إلى مصراتة.

وأضاف الموقع “أن الأتراك يواجهون أكثر بكثير مما يمكنهم التعامل معه

حيث أن حفتر لا يتمتع فقط بالقوة الجوية المتفوقة بمساعدة من مصر، ولكنه يحصل الآن أيضًا على القوات التي يحتاج إليها للانتقال فعليًا على الأرض بعد الضربات الجوية ويعزى ذلك جزئياً إلى المرتزقة الروس والتقارير الناشئة عن عمليات نشر جديدة على الأرض، وهذا ما يجعل حفتر يشعر بأنه أقوى بكثير مما كان عليه في أبريل الماضي، ومن المحتمل أن تخشى قوات مصراتة من القوة القتالية شديدة الانضباط التي يمثلها المرتزقة الروس.

وتؤكد التقارير صعوبة حصول مواجهة بين القوات التركية ضد المرتزقة الروس حيث أن الحفظ الجيوسياسي الوحيد هنا هو أن روسيا “محايدة” رسميًا، وهناك احتمالات بأن يجد المرتزقة الروس أنفسهم يقاتلون ضد التركمان السوريين الذين جندهم أردوغان لخوض هذه المعركة وهذا قد يزيد من صعوبة حصول حفتر على الفوز.

وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تتوقع تركيا الخروج سالمة من هذا الصراع حتى لو أبرمت مع روسيا صفقة، حيث أن أنقرة لا تستطيع أن تتحمل مصر وبالتأكيد لن تجلس مصر منتظرة خسارة حفتر لصالح تركيا.

وفي المقابل فإن الغرب يلعبون لعبة النفاق حيث أنهم اعترفوا جميعًا بحكومة الوفاق بصفتها الحكومة الرسمية للبلاد، لكن لا أحد سيساعدها فى التخلص من حفتر .

وفي حقيقة الأمر هي أن الغرب يفضل حفتر لأن الأمر أسهل عندما يتعلق بجني الأموال من دولة غنية بالنفط وليس لديها إنتاج ضخم فحسب، ولكن لديها إمكانات استكشاف جديدة هائلة منها البرية والبحرية.

وأيضاً يعتقد بأن تركيا ستعيد رسم خريطة البحر المتوسط ​​وتنقب عن النفط هنا مقابل السواحل الليبية وأن تركيا اليوم بعيدة كل البعد عن الإمبراطورية العثمانية ولا يمكن هزيمة حفتر بالكامل في المعركة وحتى من دون مرتزقة روسيين ولهذا السبب بالضبط يستخدم التركمان السوريين كـ”علف”، بحسب “أويل برايز”، مع المراهنة بأن الروس سوف يبرمون صفقة وإذا لم يفعلوا ذلك فإن الخسائر في الأرواح ستكون مجرد رقم.

وبحسب موقع “أويل برايز” لا يوجد هنا سوى سيناريوهين :

1- دخول حفتر للعاصمة.

2- الفوضى الكاملة.

وهنا فإن شركات النفط التي كان من المزمع أنها سوف تستفيد من الاستقرار يجب عليها النظر في الخيارين، ولكن الغرب لن يتدخل مباشرة ولا يمكن أن يُرى دعمًا رسميًا لحفتر ولا يمكن أن يقوم بتجهيز “المليشيات” عسكريا أيضاً، بحسب وصف الموقع.

وأضاف التقرير أن توقع حدوث الفوضى في ليبيا وارد حتى لو سيطر حفتر على طرابلس وأن الجيش وتحالفاته الداخلية ليست سوى جبهة موحدة رغم إنها مجموعة من القبائل المنقسمة التي يجب أن يكون حفتر حريصًا على استرضائها في كل خطوة.

واختتمت “أويل برايز” تقريرها بالقول إن صوت العقل الوحيد هو المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) حيث أنها ظلت صامتة منذ أسبوع الآن، رغم ملاحظة أنها قد تضطر إلى وقف عملياتها في ميناء الزاوية وتكرير النفط وحقل الشرارة العملاق بسبب الضربات الجوية وأن مثل هذه الخطوة ستسبب في خسارة نحو 300 ألف برميل من النفط يومياً.