الشلوي يكتب: كنوز ليبيا ليس النفط ولا الغاز… فقط هناك ثروات ليبية ضائعة

793

كتب: الخبير النفطي “منصف الشلوي”

رغم عدد سكان ليبيا المحدود إلا أنها تملك احتياطات هامة من معادن وخامات بعضها نادر أو يحتاج إلى استثمارات كبيرة وإلى تقنيات متطورة، لذلك كانت منذ القدم محل أطماع دولية، وبهذا المقال ستجدونني لن أتحدث عن الموقع الجغرافي المتميز للدولة الليبية وقربها من الشواطىء الجنوبية لأوروبا وكذاك هي البوابة الشمالية لدول أفريقيا، كما أنكم لن ترونني أتكلم عن توافر الثروة السمكية المائية “نوعا كما”، ولن تشاهدونني أسهب حول كثافة و جودة عناصر الجذب السياحي من طقس ومناطق أثريه وجبلية وصحراوية وشواطىء بحرية، كما لن تجدوني أتحدث عن أعلى نسبة السطوع للشمس وامكانية توفير الطاقة ليس لليبيا فحسب بل إنه يمكن أن يتم تصدير الفائض الهائل منها لدول أوروبا المختلفة… إلخ!!

كما أنني هنا لن تلاحظون بأنني أسلط الضوء وأتعمق في ما تناولته وكالة الطاقة الأمريكية حيث أوضحت أن احتياطيات النفط الصخري الليبية تبلغ 34 مليار برميل، مما يجعلها الأولى عربياً من حيث احتياطات النفط الصخري والخامسة عالمياً، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين والأرجنتين، وذات الشيء لن اتعمق لأطلعكم عن الغاز الصخري، فقد ارتفعت احتياطياته إلى ثلاثة أضعاف، من 55 تريليون قدم مكعب إلى 177 تريليون قدم مكعب، وذلك بإضافة 122 تريليون قدم مكعب من الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخور وبذلك تحتل ليبيا المرتبة الثانية إفريقيا “8 تريليون متر مكعب” بعد جنوب إفريقيا “13 تريليون متر مكعب” وقبل الجزائر “6.5 تريليون متر مكعب”.

فقط سوف أتحدث عن جزء بسيط جدا، عن الثروة المعدنية المتوافرة ومواقعها وكيف ستكون رافد مهم للااقتصاد الليبي، وما يحتاجه الأمر هو الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وقبل ذلك توافر قوي للأدارة الرشيدة والأرادة القوية التي تخشى الله وتخاف عن هذا الوطن الحبيب.

الذهب… أفادت أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي عن شهر يونيو الماضي والتي كشفت أن ليبيا من حائزي الذهب الكبار  ضمن أصولها الاحتياطية رغم التوترات الأمنية التي تواجهها منذ عام 2011، وبأنه وفق بيانات المجلس تحتل ليبيا المرتبة 33 عالميا، بحجم 116.6 طن ذهب متفوقة على بلدان كبرى مثل كوريا الجنوبية وأستراليا وهي متوزعة بين جبل كلينجا و المثلث وبمنطقة العوينات الشرقية بالقرب من الحدود الليبية المصرية وكذلك بمنطقة العوينات الغربية بالقرب من المنطقة الحدودية الليبية الحزائرية، ناهيك عن المؤشرات المجدية اقتصاديا بالمنطقة الحدودية الليبية السودانية.

اليورانيوم… بعد أن خرجت أنباء عن اكتشاف يورانيوم ضخم في ليبيا في الوادي الأسود لاحظنا توافد عدد من الشركات التابعة لحكومات أجنبية على خلفية اكتشاف اليورانيوم وأكثر الوفود ااهتماما هو الوفد الكندي الذي توجه إلى منطقة الوادي الأسود وكان عدد هذا الوفد حينذاك يتجاوز ال50 شخصاً من علماء ومتخصصين بصناعة اليورانيوم ومباشرة بدؤوا بإجراء الدراسات والوقوف على قضية ااكتشاف أحتياطي ضخم من اليورانيوم الجاهز بنسبه من 63 إلى 74% للصناعة طبيعيا، وذكر حينذاك رئيس إدارة الاستكشاف في مليوغ الفرنسية بأن هذا النوع من اليورانيوم إن يوجد بهذه الطريقة هو نادر جداً في العالم وسجلت حالات 4 فقط وبنسب ضئيلة لا تصل إلى 3 كيلوجرام، ويعزي هذه الكمية إلى أن منطقة الوادي الأسود ترجع إلى سلسلة بركانية خامدة مقابلة لطبقة الماجما الأرضية الهلامية وفي مايبدوا أن في عوامل التعرية كمية ضخمة من المادة حبست وبقت مكبوسة فترة من الزمن بملايين السنين لتصبح في النهاية بهذه الطريقة، ويؤكد وفد الشركة بأن هذه الكميات تكفي لإنتاج الطاقة للكرة الأرضية لملايين السنين دون انقطاع أو حتى نقص في قدراتها، ناهيك عن عمليات الأستكشاف بمنطقة الهروج و جنوب الجفرة والحدود الليبية والحدود الليبية النيجرية عبر تنقيب شركة كوجيما الفرنسية.

الحديد… تمتلك ليبيا احتياطات ضخمة من خام الحديد تفوق حتى احتياطات موريتانيا، إذ تصل إلى 3.5 مليار طن مع نسبة الحديد بين مكونات الصخور تصل إلى 35-55 بالمئة حيث تم اكتشاف مناجم الحديد بالجنوب الغربي لليبيا خاصة في منطقة تاروت ببراك الشاطئ شمال مدينة سبها (750 كلم جنوب طرابلس).

الرمال الليبية… لو أنها متوافرة بذات النوعية الكمية لدى دول اليابان أو تايوان أو سنغافورة، ربما سيطروا على العالم اقتصادياً وعسكرياً، حيث أن أبحاث علمية للمعهد الأمريكي للدراسات الجيولوجية تؤكد ذلك وهذا المعهد يتبع وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة وتصرف عليه استخباراتها وتحدد إمكانيات كل دول العالم.

و يكفي أن أقول بأن مواصفات رمالنا هي المطابقة للمواصفات المطلوبة للصناعات المتقدمة التي تدخل في مجال تحويل المواد إلى البلازما، والرمال الليبية هي التي تستطيع صنع كل القطع الإلكترونية بجودة عالية وتكلفة رخيصة تنافس أية صناعات متقدمة في أي مكان في العالم، الرمال الليبية وحدها ما تستطيع بسبب جودتها صناعة تقنيات متطورة للزجاج بأعلى مواصفات قياسية أقلها جودة تعادل أفضل الموجود، الرمال الليبية تفتح آفاق صناعة أفضل المعالجات الإلكترونية وتفتح آفاقا جديدة للصناعات النقية.

الرمال الليبية وحدها من تملك صناعات ناقلات طاقة كهربائية بمقاومة تعادل صفرًا وعادمات رطوبة طبيعية، الرمال الليبية بسبب طبيعة بلوراتها تستطيع التحول إلى مواد شديدة الصلابة إلى درجة الصلادة تساوي أموالًا طائلة، الرمال الليبية يمكن أن تحل محل صناعات الخزف المقاوم للحرارة ويمكن أن تحل محل صناعات البلاستك الصلب جدا والخفيف الوزن ويمكن أن تدخل في صناعة هياكل السيارات والطائرات مستقبلا.

الرمال الليبية قد تستعمل واقيات للمواد المشعة وقد تدخل في الاستخدامات الطبية بتغيير تركيبة بلوراتها ومعالجتها لتصبح تستخدم في إيقاف النزيف من دون أن يحدث تلوث لفترات طويلة في الطوارئ أو الحالات العسكرية ومن دون أن تعترض عليها دفاعات الجسم الداخلية حيث أنها تصل إلى درجة اللامادة من مواصفات الخمول!!

الخامات غير الفلزية… على غرار الأحجار الجيرية التي تستخدم في صناعة الإسمنت والحجر الجيري والطين والجبس والحديد والصلب والطلاء والبلاستيك، وتوجد في سوق الخميس امسيحل (غرب)، والعزيزية (غرب) ودرنة (شرق)، توجد أيضا الأحجار الدولوميتية، التي تستخدم في صناعة الطوب الحراري والزجاج، وتقع في بني وليد (غرب).

أخيرا، هذا بعض ما حباه الله على وطني، فالاحتياطات الهائلة التي تملكها ليبيا من كافة الثروات المعدنية وعناصر أخرى نادرة، ناهيك عن الموارد المائية الجوفية التي وحسب ما أوردته وكالة الطاقة الأمريكية بأنها الأكبر مخزونا والأعذب والصالحة لكافة مناحي الحياة المختلفة، إذًا ما الذي ينقصنا غير الاستثمار الأمثل وتشجيع القطاع الخاص وتحديث قوانين تشجيع الااستثمار وإنفاذ قوة القانون لا قانون القوة، ربي يحفظ بلادي من كيد الكائدين.