تعليقاً على معارضي زيادة مرتبات أساتذة الجامعات والمعيدين.. “الشريف” يكتب: على قيس مرتعها تدر حليب!

464

كتب الخبير الاقتصادي “إدريس الشريف”.. يجادل كثيرون من خارج التعليم العالي وحتى من بعض كوادره بأن ما يطالب به أساتذة الجامعات والمعيدين من حقوق مالية ومتطلبات أخرى ضرورية لتطوير ونجاح قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والرفع من إنتاجيته ومستواه هذه المطالب – برأيهم – لا تتناسب مع حجم الناتج المحقق من مؤسسات هذا القطاع أسوة بنظيراتها في دول العالم الأخرى!!

ودليلهم في ذلك المراتب المتدنية للجامعات الليبية في التصنيفات العالمية للجامعات.

ورغم وجاهة ما يحاجج به هؤلاء في بعض الجوانب إلا أنهم تناسوا أن ما يحاجون به ما هو الانتاج يتعين التركيز ومعالجة مسبباتها من الأساس!

أغلب هؤلاء يعلم أنه في وقت ما كانت الجامعة الليبية أفضل الجامعات العربية على الإطلاق، وبشهادة د. طه حسين عميد الأدب العربي ووزير التعليم السابق في مصر لأنها استقطبت وتحوي ضمن هيئة تدريسها كبار الأساتذة من أساطين الفكر والفلسفة والاقتصاد والعلوم العرب والأجانب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، عبدالرحمن بدوي ونقولا زيادة وناصر الدين الأسد ومجيد خدوري وعبد المنعم البيه وغيرهم.

من هو الذي حارب التعليم والبحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث وأوصلها إلى هذا المستوى وهذه المراتب المتدنية؟!

أليست هي الحكومات ومن تولى السلطة في العهدين السابق والحالي؟

كم تبلغ مخصصات التعليم العالي والبحث العلمي في كل الميزانيات السابقة والحالية؟

كم تبلغ نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج الإجمالي مقارنة بالدول الأخرى؟

ولن نذهب بعيدا!!

يكفينا الاطلاع على آخر تقرير نشر عن نفقات الحكومة عن العشرة أشهر الأولى من هذا العام والذي يبين بوضوح أنه لم يصرف لوزارة الخارجية أكثر من نصف مليار عن هذا الباب وقرابة المليار عن الباب الثاني عن نفس الفترة!!