خبير نفطي يكتب: تلاعب المضاربين بسعر النفط..وتطور سعر الخام الأمريكي الآجل بعد الأزمة

278

كتب الخبير النفطي “محمد أحمد”

قبل أسبوع وفي سابقة تاريخية تراجع سعر الخام الأمريكي في البورصة إلى -40 دولار للبرميل، كنت قد أشرت إن هذا التراجع لا علاقة له بالنفط الحقيقي بل بالسعر المفترض للخام على شاشة البورصة، جدول التسويات ليوم أمس يشير إلى أن سعر تسليم الخام الأمريكي لشهر يونيو 2020 هو 12.34 دولار للبرميل ويفترض أن تسليمات الشهر 964,888 عقد أي ما قيمته 964 مليون برميل أو بمعدل يومي 32 مليون برميل.

الإنتاج الحقيقي من الخام الأمريكي لا يتجاوز 6.5 مليون برميل، لذا فإن ما قيمته 26 مليون برميل هي ورقية فقط ويجب أن يتم تسوية عقودها نقديا قبل نهاية الفترة التي سيتم فيها عقود يونيو وهو 19/5/2020، من ناحية نظرية يجب أن تنخفض العقود إلى 195 ألف عقد فقط ليتم تغطيتها بنفط حقيقي، الافتراض المسبق بأن العقد لن ينحدر إلى أقل من الصفر أصبح اليوم من الماضي.

لذا فأن المضاربين سيكونون أكثر حذرا في التمسك بمواقف تجارية في عقود قريبة من الانتهاء حتى لو كان هدفهم الاستراتيجي هو التغطية ضد الخسائر في هذه الأشهر بعينها.

بتتبع حركة البورصة في الفترة 22-28 ابريل 2020 نلاحظ أن الكثير من المؤسسات الاستثمارية بدأت بنقل موقعها التجاري إلى شهور متأخرة في السنة تفاديا للوقوع مرة أخرى في شرك السعر السلبي، كيف يمكن أن يؤثر هذا على سعر النفط الحالي؟هذا سيزيد من حدة ارتفاع منحنى الكونتانجو بحيث سيضع ضغطا على الأسعار الفورية التي يستلمها المنتج النفطي وينقل التغطية ضد المخاطرة إلى الشهور الابعد.

في الرسم المرفق يمكننا ملاحظة ذلك. فإذا ما ثبتنا حجم العقود لشهر يونيو في يوم 22/4/2020 كمستوى أساس فأننا سنلاحظ ازدياد النسبة المئوية للأشهر البعيدة أكثر من تلك الأقرب خصوصا شهر يونيو 2020 في الأيام التالية 23،24،27،28 ابريل 2020. هذا سيستدعى سؤال ما هو مصير المنتج النفطي الذي لا يستعمل أدوات التغطية ضد المخاطرة (ليبيا مثلا)؟ نظريا وفقا للوضع الحالي فأن الإجابة هي المزيد من الخسائر.