رئيس غرفة التجارة والصناعة سبها: نعمل على قيام إقليم اقتصادي بالجنوب

412

مع استمرار الصراع قرب العاصمة طرابلس منذ شهر أبريل من العام الماضي، يتحدث الجميع عن الوضع الاقتصادي بالمنطقة الشرقية والغربية، لكن هناك القليل من يتحدث عن الوضع في المنطقة الجنوبية شبه المحاصرة.

في سبها عاصمة الجنوب، تحاول غرفة التجارة والصناعة والزراعة عبر منتسبيها من رجال الأعمال والتجار احداث تغيير في حالة الركود التجاري المخيم على المنطقة منذ فترة.

وقال رئيس الغرفة منصور السريتي، في مقابلة خاصة مع صحيفة صدى الاقتصادية، إنهم يسعون إلى رفع المعاناة على المواطنين من خلال إيجاد حلول تجارية بديلة عبر الجارة الجزائر وإعادة فتح الحدود واستيراد البضائع والمنتجات ودعم السوق هناك.

وأضاف السريتي بأن الأوضاع أصبحت أكثر تعقيدًا خاصة مع صعوبة الوصول إلى الموانئ الغربية من البلاد وتوقف وصول السلع والوقود من الغرب وبدرجة أقل من الشرق.

وفيما يلي نص المقابلة:

في البداية حدثنا عن غرفة التجارة والصناعة والزراعة سبها؟

غرفة التجارة سبها كانت تابعة لطربلس مباشرة ولفترة من الزمن، لكن في سنة 1990 صدر لها قرار باستقلالها إضافة إلى صدور قرارات مماثلة لعدة غرف. هذه الغرفة كانت تؤدي عملها بشكل بطيء جدًا طيلة العقود الماضية قبل أن نقرر نحن أبناء المؤسسة بأن نصلح المؤسسة الاقتصادية المهمة. دخلت للجمعية العمومية للغرفة في 2009 وإخترت عضوًا للإدارة، لكن في 2011 قاد الغرفة شخص ليس له علاقة بالغرفة مما اضطرنا إلى استبعاده.

حاليا يبلغ عدد المنتسبين للغرفة 12 ألف منتسب، لكن 7 آلاف فقط هم من ينشطون فعلياً، أما البقية فهم على الورق وليس لهم تأثير.

كيف تقيم علاقتكم مع الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس؟

نحن جغرفيًا نعتبر دائمًا العاصمة طرابلس أقرب لنا، لذلك نحن ننتمي للاتحاد العام لغرف التجارة والذي يقع في طرابلس. الاتحاد قام باعطاء الغرفة الدعم الكامل وحرية العمل، في الفترة الماضية وقعنا اتفاقية مع منظمة فرنسية لتدريب الموظفين بالغرفة على التسويق والإدارة. بالنسبة للدعم المالي، من المفترض أن غرف التجارة هي من تدعم الاتحاد حيث أنه يملك 15 % من إيرادات الغرف، مع ذلك رئاسة الاتحاد منحت الغرفة جميع الصلاحيات الممكنة والتي من خلالها استطعنا إقامة المنتديات والمعارض داخل وخارج البلاد. في المقابل نحن ليست لدينا علاقة باتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة والواقع في المنطقة الشرقية.

ما هو وضع الغرفة في الوقت الحالي؟

نحن لانستطيع تقييم أنفسنا لكن يجب على المواطنين في الجنوب تقيمنا. في الفترة السابقة قمنا بتدريب العديد من الأشخاص من فئة الشباب وإدخالهم لسوق العمل، إضافة إلى إنشاء بازارات لدعم المرأة والتي اكتشفنا فيها عدد جيد من المشاريع الصغيرة والابتكارات، مع المشاركة في معرض ليبيا الزراعة وإقامة تؤمة مع غرفة التجارة صفاقس ومنتديات أخرى تجارية.

حدثنا عن نتائج المنتدى الليبي الجزائري المنعقد مؤخرًا؟

بعد دراسة السوق الليبي وما يعانيه المواطن الجنوبي نتيجة نقص البضائع وشح الإمدادات من المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى المجالات الزراعية والصناعية قررنا التواصل مع الجزائر باعتبارها دولة جارة وقريبة من الجنوب عبر إرسال وفد من رجال الأعمال من غرفة التجارة وبدون دعم مالي من جهات حكومية. انطلاقنا للسوق الجزائري ووجدنا ترحيب كبير من التجار والمصنعين هناك. نحن وعدناهم في حل فُتحت المعابر سوف نجلب أكثر من خمس مئة رجل أعمال لتوقيع عقود واتفاقيات شراء، إضافة إلى ذلك سوف نبحث مع غرفة التجارة الجزائرية التعاون حول السوق الأفريقي ومده بالمنتجات الجزائرية عبر المنطقة الجنوبية. لكن مقابل ذلك نحن نسعى إلى توطين الصناعة في الجنوب في المسقبل وكل المحاولات الآن هي مؤقتة للتعامل مع الوضع الطارئ.

وقعنا اتفاقية مع غرفة وادي سوف الجزائرية لاستيراد ألف حاوية بطاطة على مدار السنة، إضافة إلى التوقيع مع عدد من شركات مواد البناء والمصانع وتوقيع اتفاقية شراكة بين غرفة التجارة والصناعة سبها وغرفة التجارة الوطنية في الجزائر، هذه الاتفاقية ستعتمد من وزراء الاقتصاد في البلدين.

ما هو الوضع التجاري والاقتصادي في منطقة الجنوب اليوم؟

الوضع الاقتصادي العام متردي جدا وخاصة خلال هذه الأيام حيث أن سعر الوقود يصل إلى 4 دنانير للتر الواحد، نحن نتجه نحو كارثة حقيقية في الجنوب في حال لم تستيقض الحكومات لهذا الشعب، أيضا الحروب القائمة الآن في غرب البلاد عرقلت بشكل كبير تدفق البضائع والسلع للجنوب، التاجر اليوم أو رجل الأعمال يجد صعوبة في التنقل مع عدم وجود رحلات جوية بين المدن الجنوبية والمناطق الأخرى إضافة إلى الخطورة العالية على الطريق.

من خلال المنتى الاقتصادي الأخير مع الجزائر، هذه رسالة بأن الجنوب سوف يخدم نفسه بنفسه ولن يعتمد على طرابلس وبنغازي أو يكون عالة عليهم. من الممكن أن نتصور قيام إقليم اقتصادي بالجنوب في المسقبل القريب ونحن نعمل على ذلك عبر خبراء في المجال الاقتصادي لتقييم المشروع واتخاذ قرارات في اتجاه ذلك.

غرفة سبها والقائمين عليها ينظرون إلى الجنوب من ناحية اجتماعية أيضا وليست اقتصادية فقط، عند مرورنا بمدينة غدامس أثناء العودة من الجزائر وجدنا هناك خلافات وانقسامات بين السلطات المحلية، لقد حاولنا إصلاح الأمر في المدينة من خلال اللقاءات الجانبية وتقريب وجهات النظر من أجل توحيد الجنوب والنهوض بالمنطقة اقتصاديًا.

ماهي خطط الغرفة للتعامل مع الركود التجاري في المنطقة الجنوبية؟

نحن منذ ثلاث سنوات نعمل على إصلاح الأوضاع الاقتصادية في المنطقة عبر القطاع الخاص والغرفة تدعم في هذا الاتجاه، الوضع الأمني لايقف عائق أمام تنشيط الوضع الاقتصادي حيث أن عودة الحركة التجارية ستساهم في عودة الأمن، نحن لدينا خطط حتى 2030 لمدينة سبها ونعمل عليها بصورة قوية للمساهة في عودة دوران عجلة التنمية، نحن سنجلب الأمن بالاقتصاد.

ما هي نظرة الغرفة لمستقبل التجارة والتنمية في الجنوب؟

يجب أن يعرف الجميع بأن الجنوب يملك مقومات وثروات نفطية ومائية، هذا يشكل جزءا من مستقبل الجنوب من خلال الصناعات والتجارة، خطة 2030 ستكون بداية الإنطلاقة نحو التمنية والتطوير في الجنوب الذي سيصبح منطقة صناعية زراعية تنموية.

ما هو مستقبل المنطقة التجارية الأفريقية الحرة؟

في الحقيقة مشروع المنطقة ولد ميتًا، نحن شهدنا لحظة تدشين المنطقة في تمنهنت في فترة حكومة الغويل، لكن منذ ذلك الحين لم يتغير شيء، نحن سألنا عن المشروع أكثر من مرة لكن الجميع يتحدث بأن مشروع المنطقة لايزال بعيد المنال نتيجة الظروف الراهنة، لكن أيضا نحن نعتقد بأنه مجرد مشروع على الورق حتى الآن.