“صنع الله”: إنتاج النفط سيتراجع إلى أدنى مستوى له منذ سنة 2011

168

أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط “مصطفى صنع الله” أن إنتاج ليبيا من النفط سوف يتراجع خلال أيام إلى أدنى مستوى له منذ اندلاع الحرب عام 2011، بسبب إغلاق الحقول والموانئ النفطية من قبل “خليفة حفتر”.

وأضاف قائلاً: إن إغلاق موانئ التصدير أدى إلى وقف الإنتاج وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، كما انخفض الإنتاج من نحو 1.3 مليون برميل يوميًا إلى 400 ألف برميل فقط منذ أن بدأ “خليفة حفتر” إغلاق المنشآت النفطية يوم الجمعة.

وفي تصريحه لصحيفة “فايننشال تايمز” قال “صنع الله” من المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى 72 ألف برميل في اليوم “خلال أيام” أو خلال أسابيع على أقصى تقدير، مضيفاً أن الوضع يزداد سوءًا كل يوم، مما جعل المؤسسة تضطر لإعادة إسكان العمال في الفنادق بسبب الحرب الدائرة على مشارف العاصمة.

ووصف “صنع الله” أن هذه الإقفالات أعمال إجرامية خارجة عن القانون، ويجب إنهاؤها بسرعة، فكلما طالت مدة توقف الإنتاج، زادت صعوبة استئنافه في الحقول القديمة.

كما قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط أن توقف إمدادات الغاز الذي يُستخلص كمنتج ثانوي في عملية إنتاج النفط الخام، كان له تأثير على عملية توليد الطاقة، وتسبب في تراجع مردود الشبكة الوطنية وانقطاع التيار الكهربائي على أجزاء من شرق ليبيا. وقد اضطُرت المؤسسة الوطنية للنفط لوقف الإنتاج في إحدى المنشآت البتروكيميائية في منطقة البريقة حتى تتمكن من تزويد الشبكة الوطنية بالغاز، إلا أن كميات الغاز المتوفرة قد لا تكون كافية لتلافي النقص.

و اعتبر “صنع الله” بأن وقف الإنتاج هو “الأسوء” منذ ثورة 2011 حيث أدت الاضطرابات في وقت سابق، في بعض الأحيان، إلى خفض الإنتاج بشكل حاد، ولكن على الرغم من ذلك فإن معدل الإنتاج لم ينزل دون 72 ألف برميل في اليوم، وهو المستوى الذي يتوقع أن يصل إليه في الوقت الحالي.

كما حذر صنع الله من قيام الأزمة في تسبب بتراجع الاحتياطيات النقدية للبلاد وتفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، الأمر الذي سيدفع بالمزيد من الناس إلى المجازفة وخوض غمار رحلة غير آمنة عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من ليبيا.

وقال صنع الله: “حافظنا على حياد المؤسسة الوطنية للنفط كونها الكيان الوحيد القادر على الحفاظ على وحدة البلاد، إلا أنّ خليفة حفتر كان دائما يشتكي من أنّ المؤسسة موالية لحكومة الوفاق الوطني”، ووفقا لتيم ايتون، أحد كبار الباحثين في تشاتام هاوس، فإنّ الهدف من الإقفالات هو “تمثيل مصالحه بشكل أكبر”، وأنّ هذه الإقفالات سيكون لها “تأثير هائل على الموارد المالية الليبية”، إلاّ أنّها قد تؤدّي أيضا إلى “نتائج عكسية”؛ نظرا لأنّ المجتمع الدولي لا يزال مصمما إلى الآن على أن المؤسسة الوطنية للنفط يجب أن تظل المؤسسة الوحيدة المخولة لتصدير النفط الليبي.

وصرح “صنع الله” قائلا بأنّ ليبيا تأمل في زيادة إنتاجها من النفط إلى 1.5 مليون برميل في اليوم هذا العام و2.5 مليون برميل في اليوم خلال السنوات المقبلة، إلا أنّ ذلك أمرا صعب في ظلّ الأحداث الراهنة.