صنع الله ” تحصل الكثير على أموال طائلة من تهريب الوقود والبشر ولازلنا نؤكد على حيادية عمل المؤسسة الوطنية للنفط “

539

في لقاء صحفي أجراه رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط – مصطفى صنع الله لصحيفة ” ZEIT ONLINE ” أمس الثلاثاء 5 مارس  ، قال فيه ” أن هذه العصابات لا تهتم إذا قاموا بتهريب البنزين أو الناس”
حيث يقول ” صنع الله ” إن الكثير من المجرمين يربحون المال عن طريق تهريب النفط الليبي ، ولذلك الحرب لم تنتهي ومستقبل ليبيا في خطر “

وتضيف الصحيفة :
فبعد ثماني سنوات من بداية الحرب الأهلية أنتقلت ليبيا إلى ساحة معركة للميليشيات المحلية والعصابات الإجرامية والمحاربين من الدول المجاورة ، وفي بلد أنهارت فيه مؤسسات الدولة بالكامل وكان السياسيون والعشائر وعصابات القتال يقاتلون ضد بعضهم البعض ، يبدو  أن ” صنع الله ” يفعل المستحيل.

 المهندس ” مصطفى صنع الله ” هو رئيس مؤسسة ربما تكون أخر مؤسسة تمتلكها الدولة ، وهو عضو في مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ عام 2011 وكانت رئيسًا للمؤسسة منذ  مايو 2014 ويتمتع بسمعة لكونه غير قابل للفساد وهو حيادي تمامًا  ويعتبر هذا أستثناء في بلد أنتشر فيه الفساد المؤسسي .

وفي هذا اللقاء تشير الصحيفة إلى الأجتماع الذي عقد في لندن وهو المكان الذي تتكرر فيه الأجتماعات مع شركاء الأعمال لألقاء الخطابات ،  مثل تلك التي ألقاها مؤخراً ” صنع الله ” في مركز الأبحاث البريطاني تشاتام هاوس .

 

وتقول الصحيفة :

تحدث  “صنع الله ” لنا بكل ود وبصوت هادئ عن المعركة الخطرة من أجل النفط ، ولماذا يجب على الغرب فعل المزيد لوقف تهريب البنزين.

  • وعند سؤالنا له عن تصريحه السابق  ” بأن ليبيا أصبحت رهينة للصراعات المحلية والإقليمية على السلطة بسبب الأحتياط الكبير من النفط والغاز ” فماذا يعنى ذلك ؟

قال :

لقد كان لدينا حكومتين منذ عام 2014 واحدة في الغرب تحت رئاسة رئيس الوزراء فايز السراج  وواحدة في الشرق تحت قيادة الرئيس خليفة حفتر و في عام 2015 وقع الطرفان المتعارضان خطة للسلام ، حيث تخضع المؤسسة الوطنية للنفط لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية التى مقرها “طرابلس” و التي يقودها السراج وبدعم من الأمم المتحدة ، و لكن رغم ذلك لا يزال يتعين علينا محاولة التعاون مع الجماعات التي تقاتل بعضها البعض بأستمرار.

  • وفي سؤال أخر عن أمكانية المؤسسة الوطنية للنفط  الأستمرار في العمل بشكل مستقل قال :

نعم نحن أحدى المؤسسات المتبقية والتي لا تزال تعمل في جميع أنحاء البلاد و لدينا حقول نفطية في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي و بالقرب من الحدود المصرية والجزائرية بالإضافة إلى الحقول البحرية.

ويجب أن نبقى على الحياد والأستقلال ونبقى بعيداً عن الصراعات السياسية والعسكرية ، لأنه بدون إنتاج النفط والغاز وبيعهما ستنهار ليبيا تماماً و إذا توقف النفط عن التدفق فسوف تصاب ليبيا بالشلل وأننا لن يعود بإمكاننا الحصول على الكهرباء  وسنضطر إلى أقفال المستشفيات والمدارس و لن يكون هناك وقود الديزل للسيارات والحافلات ” لا شيء سوف يعمل” 

 

  • ماذا عن  حكومة الوحدة الوطنية التي تأسست في عام 2016 تحت قيادة  “السراج”  لماذا لم يعد لديها أي تأثير وبدلاً من ذلك فإن القرى والمدن والمؤسسات تخضع لسيطرة حكومات ومليشيات متنافسة ” هل يقاتلون هم أيضا للحصول على النفط؟

رد المهندس ” صنع الله”  :

أن الميليشيات لا تقاتل من أجل النفط أو البنية التحتية مباشرة ولكن لتأمين أكبر قدر ممكن من الأرباح ويعتبر ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأن معظم عملنا محمي بعدد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تمنحنا الأحتكار على صناعة النفط و لكن لا يحترم الجميع تلك القرارات.

  • هل هناك عدد من الجماعات المسلحة تحاول التدخل في عملك ؟

المهندس صنع الله  :

نعم.كانت هناك حالات متكررة من حقول النفط ومصافي التكرير التي يتم أحتلالها وعادة يحدث ذلك من قبل الحراس لأنهم يعملون لصالح عصابات إجرامية في المنطقة ممن يمنحونهم الكثير من المال ، وأننا في حاجة ماسة لإصلاح جهاز الأمن وعلينا أن نضمن أن أفراد الأمن يجب أن يكونوا مخلصون لنا ولإنتاج النفط والتوقف عن الانضمام إلى القبائل.

  • هل يعني ذلك أن المشكلة في ”  موظفي الأمن ” ؟

نعم هناك حراس المرافق البترولية (PFG) و الذين هم مسؤولون وتابعون لسيطرة وزارة الدفاع ولكنهم منقسمون في الوحدات المحلية التي تعمل بشكل مستقل في المناطق المختلفة ومنها الوحدات التى في الشرق والتي تخضع لسيطرة ” حفتر ” لديهم المهنية ويقومون بوظائفهم ، ولكن هؤلاء الذين في المنطقة الغربية يخلقون مشاكل كبيرة لنا.

وقد تولى قادتهم  العسكريين السيطرة على القرى وحقول النفط  بعد الفوضى التي أعقبت الثورة ، و هم غير متعلمين وليس لديهم أي انضباط ولكن يتصرفون كما لو كانوا ” قديسين”  حيث كانت هناك حالات متكررة من الإرهابيين والمجرمين الذين يدعون بأنهم موظفين  حرس منشأت و يشتغلون في حقول النفط ويقولون “لن نسمح بالإنتاج حتى يتم الدفع لنا من قبل المؤسسة ”

وتضيف الصحيفة :

  • مهندس ” مصطفى صنع الله ” في أوائل شهر ديسمبر أحتل أكبر حقل من حقول النفط في البلاد ” حقل الشرارة ” في الجنوب الغربي من قبل السكان المحليين وأعضاء الأمن المتمردين ومنذ ذلك الحين توقف الإنتاج هناك ماهو الحل برأيك ؟

أن المشكلة هي أن الناس الذين يحاصرون حقول النفط يهددون عمالنا ، حيث إنهم جماعات مسلحة من المنطقة يوحاولون أستخدام الحصار لأبتزازنا من أجل المال ، وقد حاولت السلطات التفاوض معهم ولكن حتى الآن لم يتركوا لنا المجال للوصول إلى حل ، ولايجب أن يظل الأنتاج في هذا الحقل معلقاً  فالنتيجة هي أن الاقتصاد الليبي يخسر مبلغًا كبيرًا من المال يوميا ً.

يذكر أن حقل الشرارة النفطي ينتج حوالى 315 ألف برميل يوميا وقد سجلت خسائر منذ ديسمبر الماضي وصلت إلى أكثر من 30 مليون دولار .

ترجم حصرياً لصدى الأقتصادية