Skip to main content

الكاتب: A

“والي”: هل يعود الاستقرار المصرفي والمالي والاقتصادي إلى السوق الليبي

كتب: الخبير الاقتصادي “إبراهيم والي” مقالاً

إن نجاح أية دولة في تحقيق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار لا بد أن يرتكز على قاعدتين أساسيتين:-
القاعدة الأولى:- وجود أجهزة حكومية نشطة وفاعلة وشفافة، تدعمها قوانين وأنظمة وتشريعات تتميز بالحسم والوضوح والشمولية والمرونة، وتوفير بيئة اقتصادية وبنية تحتية مؤاتيه، والقاعدة الثانية:- وجود قطاع خاص نشط يعمل بكفاءة ويستجيب للمستجدات المحلية والإقليمية والدولية بسرعة وكفاءة.

القطاع المصرفي العام والخاص في ليبيا يقف اليوم عند مفترق طريق هام جداً، وعليه فإن قطاعنا المصرفي والمالي مدعو إلى مواصلة سياسات وبرامج الإصلاح المصرفي والمالي والاقتصادي التي تبنتها غالبية الدول العربية والدولية، مركزة في أهدافها العامة على تحرير النشاط الاقتصادي، وإعادة التوازنات الداخلية والخارجية إلى الاقتصادات الوطنية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي ودعم القطاع الخاص وزيادة دوره الاقتصادي والتنموي عبر برامج خصخصة واندماج مدروس ومنضبط.

هذه الإصلاحات الداخلية مطلوبة، على المستوى الاقتصادي العام، وخاصة إذا تحقق السلام والمصالحة وأصبح وطننا ينعم في كل ربوع أرضه بجيش واحد وحكومة واحدة يدعمها رئيس وطني ومجلس نواب حريص على مصلحة الوطن والمواطن، عندها يصبح وطننا ينعم بالأمن والأمان وهذا يقلل من المخاطر الجغرافية – السياسية (geo-political) في ربوع ليبيا الحبيبة ما له من آثار إيجابية عامة، فإن ذلك سيشجع بشكل ملحوظ على تدفقات الرساميل والاستثمارات العربية وأيضاً الأجنبية بوتيرة كبيرة إلى بلادنا التي تحتاج في الظروف الراهنة إلى مثل هذا الضخ المالي والاستثماري في عملية الإصلاح والتنمية الجارية على قدم وساق في مختلف مدن ليبيا.

كما أن هذه الإصلاحات مطلوبة لأنها تعتبر نوعاً من ترتيب البيت الداخلي لمواجهة تحديات جديدة ومرحلة جديدة يتنامى فيها اهتمام المجتمع الاقتصادي الدولي بدول المنطقة من الناحية الاستثمارية، في الوقت التي لم تستفد فيه ليبيا من هذه التدفقات المالية الدولية عبر الحدود في عمليات الاصلاح والتنمية خلال السنوات الماضية، وحتى في حال لم يتحقق السلام والمصالحة وتوحيد الصف في كل تراب الوطن الليبي لا سامح الله بسبب عرقلة قوى الشر الداخلي والخارجي، فإن الاستمرار في الاصلاح المصرفي والتنموي والاقتصادي فإنه سيُجنب بلادنا من التهميش الاستثماري والاقتصادي خلال السنوات القادمة، في ظل تطورات العولمة المتسارعة في الدول المتقدمة في المجال المصرفي والمالي والاقتصادي.

ومصرف ليبيا المركزي والمصارف التجارية العامة والخاصة مدعوة أيضاً إلى الاستعداد لمواجهة التطورات المحتملة في العملية السلمية والمصالحة الوطنية سواء تحقق السلام أم لم يتحقق إذ في كل الأحوال عليها الاستفادة من المناخات الإيجابية التي تنتجها مسيرة الإصلاحات الداخلية الاقتصادية والمصرفية الواسعة في ليبيا، فالقطاع المصرفي يجب أن يكون مجهز تماماً بالإطار المؤسسي المناسب ورأس المال الكافي والتكنولوجيا المتقدمة وبقاعدة متطورة من الخدمات والمنتجات وموارد بشرية مؤهلة ومدربة وإدارات وطنية كفؤة وفعالة واستراتيجيات عمل تواكب مستحدثات العمل المصرفي المتطور، إن ذلك ضروري وأساسي لتمكينها من إدارة تدفقات الاستثمار الأجنبي المالي والمباشر إلى الاقتصاد الوطني في حال تحقق السلام والمصالحة الوطنية وتم توحيد كل ربوع ليبيا ، وهذا يحفز هذه التدفقات وتشجيعها على القدوم إلى بلادنا، أما في حال حصلت تطورات سلبية في عملية السلام والمصالحة الوطنية فإنه لم يعد كافياً الاعتماد على مصادر داخلية لتمويل عمليات إعادة الإعمار والإنماء والإصلاح، بل إن الحاجة تتنامى إلى مصادر التمويل الخارجية والمستثمرين الدوليين .

وعليه المؤسسات التشريعية والتنفيذية مدعوة إلى استكمال مسيرة الإصلاحات الاقتصادية – المالية، والتجارية، كما أن مصرف ليبيا المركزي ومصارفه العامة والخاصة مدعوة كذلك إلى مواصلة مسيرة الإصلاحات في داخل بيتها، حتى تكون أقدر على إدارة وتحريك التدفقات المالية الدولية إلى داخل اقتصاداتها الوطنية.

إذا كان الاستقرار هو الأرض الصالحة والخصبة والمناخ الجيد للإصلاح المصرفي والمالي ولاستثمار فكيف نستطيع أن نطور خارطة هذه القطاعات الهامة في بلادنا في ظل حالة عدم الاستقرار التي رسمت حدودها الحروب والفساد الإداري والمالي والتهريب والمضاربة وغيرها من الأعمال والافعال المعرقلة للتنمية والاستثمار والنهوض بالوطن إلى مصافئ الدول المتقدمة
مقتضب الكلام:-
انطلق من منطلقات قد تكون مخالفة في مجملها عن أولئك المعرقلين للاستقرار وجمع الصف والكلمة ولا يرغبون أن يرو الوطن والمواطن ينعم بالرخاء والرقى والأمن والأمان هؤلاء الذين يمتصون دماء الشعب يكفى أنهم يتقاضون في مرتبات وميزات عالية، هم الذين يسألونك ماذا قدم لهم هذا الوطن ولا يسألون أنفسهم عما قدموه له؟

السبب إنه ليس في مقدورهم استيعاب تلك الفلسفة بأن الوطن يعطي بقدر ما يأخذ، وأن تكون مرتكزات عطائه مبنية على حب الوطن والحرص الشديد على ماله ووقته وعرضه وكرامته ليلتقي معك أنت كطرف آخر ليستطيع تحقيق التوازن المرجو من العزة والكرامة، إذن نستطيع القول وبصوت عال وشجاع بأننا يجب أن نعتمد الثوابت الوطنية لطرد هؤلاء المفسدين، لينتهي هذا المسار الكدر الذى جثم على صدورنا لأكثر من عقد من الزمان؟!.

خاص.. الوحدة الوطنية تعمم على الجهات العامة باعتماد أنظمة الدفع الإلكتروني والامتناع عن استخدام الدفع النقدي أو اليدوي

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية على مراسلة أمين عام مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية إلى الوزراء والمؤسسات العامة بشأن اعتماد أنظمة الدفع الإلكتروني كوسيلة رئيسية وموحدة لتحصيل الرسوم والغرامات والمستحقات المالية، وأي معاملات مالية أخرى يتم تنفيذها مع المواطنين أو المتعاملين، وذلك في جميع الإدارات والمرافق التابعة للجهة.

وأيضاً الامتناع عن استخدام وسائل الدفع النقدي أو اليدوي في كافة الإجراءات المالية، إلا في الحالات الاستثنائية التي تقر بموجب قرار رسمي مسبب من الجهة المختصة، وبما لا يتعارض مع التشريعات المالية المعمول بها.

إلى جانب التنسيق مع الإدارات المختصة في وزارة المالية، ومصرف ليبيا المركزي، والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، لضمان تكامل الأنظمة الإلكترونية المعتمدة، وتوفير البنية التحتية اللازمة وضمان أمن المعلومات وسلامة المعاملات.

إضافة إلى إعداد خطة تنفيذية زمنية لا تتجاوز (30) يوما من تاريخ صدور هذا التعميم، تتضمن الإجراءات الفنية والإدارية اللازمة للانتقال الكامل إلى الدفع الإلكتروني.

حيث طالب من كافة الجهات اتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية لتنفيذ هذا التعميم، وإبلاغ كافة الإدارات والوحدات التابعة بمضمونه، وأيضاً العمل على تذليل أي عقبات تحول دون تطبيقه، وبصورة من هذا التعميم تتولى إدارة التفتيش والمتابعة بمجلس الوزراء متابعة تنفيذ هذا التعميم، ورفع تقارير دورية حول نسب الالتزام والتحديات التشغيلية.

“أحمد زاهر” يكتب عن الكتاب المدرسي وأزمته المستدامة

كتب “أحمد زاهر” مقالًا قال خلاله:

لم يكن قرار طباعة الكتاب المدرسي داخل ليبيا إجراءً تقنيًا فحسب، بل خطوةً استراتيجية هدفت إلى بناء صناعة سيادية ترفد الاقتصاد الوطني، وتوفّر فرص عمل فنية، وتُعزّز ثقافة الإنتاج والمعرفة.

في بداياتها، نجحت سياسة توطين الطباعة في خلق قطاعٍ حيوي تطوّر تدريجيًا، فاستثمرت المطابع في المعدات والكوادر، وتمكنت بعضُها من تنفيذ كامل عقودها داخل منشآتها بجودةٍ عالية.

كانت تلك تجربة واعدة أثبتت أن الدولة حين تضع رؤيةً صناعية متماسكة يمكنها أن تحوّل الكتاب من منتجٍ إداري إلى رافعةٍ اقتصادية وثقافية.

لكن السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة شهدت انحرافًا واضحًا عن هذا المسار، تغيّرت السياسات، وفي غياب رؤيةٍ تنموية، أُسنِدت العقود إلى شركاتٍ أجنبية، بعضها لا يمتلك وجودًا فعليًا في بلده الأصلي أو يفتقر إلى القدرة التشغيلية، فاستُخدمت واجهاتٌ لتنفيذ الطباعة عبر مطابع أخرى من الباطن، مقابل عمولاتٍ رفعت من كلفة الإنتاج بدل أن تُخفضها.

هكذا تحوّل القرار الذي وُضع لبناء الاقتصاد إلى أداةٍ لتفكيكه، إذ جرى اختزال الكلفة في بندٍ محاسبي ضيّق، وتجاهلت الدولة أن الاستثمار في الطباعة ليس إنفاقًا بل قيمةٌ مضافة تنتج دورةً اقتصاديةً كاملة داخل السوق المحلي، كانت نتيجة هذا التحول انهيارًا تدريجيًا لبنية الطباعة الوطنية.

توقفت حركة الموردين المحليين للورق والأحبار بعد تراجع الطلب، فخسروا استثماراتهم، وتحول بعضهم إلى أنشطةٍ أخرى، هاجرت الكفاءات الفنية أو سُرّحت، وأُغلقت مطابع كبرى كانت تمثل حجر الزاوية في القطاع، وتفككت سلاسل القيمة المرتبطة بالنقل والصيانة والتوريد، ومع كل موسمٍ دراسي كانت الخسائر تتراكم، بينما تزداد تبعية الدولة للموردين الأجانب.

وحتى بعد عودة الدولة إلى سياستها في منح عقود الكتاب للمطابع المحلية، لم يتحقق الإصلاح المنشود، إذ تفاقمت الأزمة مع تبنّي سياساتٍ إدارية قصيرة الأجل وتعجيزية استُخدمت كذريعةٍ شكلية لإظهار الالتزام بالدعم المحلي، بينما أُفرغت السياسة من مضمونها العملي.

فقد مُنحت مهَلٌ لا تتجاوز خمسةً وأربعين يومًا لطباعة الكتاب وتوريده، وهي مهلةٌ غير واقعية بالنظر إلى متطلبات السوق وزمن توريد المواد الخام الذي لا يقل عن ستين يومًا في أفضل الأحوال.

وهكذا تحوّل “التمكين المحلي” إلى عبءٍ جديد على المطابع الوطنية بدل أن يكون فرصةً لدعمها، إذ طُرحت العقود بشروطٍ تجعل التنفيذ شبه مستحيل، لتُستخدم بعد ذلك كحجةٍ لإعادة التعاقد مع الشركات الأجنبية من جديد.

إلى جانب ذلك، يبرز غياب المعايير الواضحة في اختيار المطابع المحلية التي تُسند إليها عقود الطباعة، إذ يقتصر التقييم في الغالب على معيار “القدرة الإنتاجية”، من دون تحديدٍ دقيقٍ لمكوناته أو أدوات قياسه.
فمفهوم القدرة يختلف من مطبعةٍ إلى أخرى، ويُستخدم أحيانًا بطريقةٍ انتقائية تُبرّر الإقصاء أو التفضيل.

وهذه الإشكالية لا تؤثر فقط على اختيار المطابع الوطنية المنفذة، بل تمتد إلى توزيع الحصص فيما بينها، وهي الحلقة التي يتسلل منها الفساد في عملية الإسناد.
فالقدرة الحقيقية يجب أن تُقاس بمزيجٍ من ثلاثة عناصر مترابطة: المعدات الإنتاجية، والعمالة الفنية، وتوافر المواد الخام.

لكن في ظل السياسات الحالية التي عطّلت السوق وأضعفت الموردين، غابت المواد الخام وتراجعت العمالة الفنية، ما جعل “القدرة” نفسها شبه معدومة في الواقع.
المفارقة أن المطابع التي تُستبعد بحجة غياب القدرة هي في الغالب مطابع حقيقية وفاعلة، بينما تُسند العقود إلى شركاتٍ ورقية لا تملك معداتٍ ولا طاقةً إنتاجية، تُستخدم كواجهاتٍ شكلية لإعادة توزيع الطباعة من الباطن بكمياتٍ ضخمة.

وهكذا تتحول “القدرة” من معيارٍ فني إلى أداةٍ إدارية لإعادة إنتاج الفساد في كل دورة تعاقدٍ جديدة.
لقد أصبح التركيز على السعر بدلًا من القيمة، وعلى المدة بدلًا من الاستدامة، عنوانًا لسياساتٍ قصيرة النظر دمّرت أحد القطاعات القليلة القادرة على الاكتفاء الذاتي.

فكل عقدٍ وطني للطباعة يخلق فرص عمل، ويحرّك السوق، ويُبقي رأس المال داخل البلاد، بينما كل عقدٍ خارجي يُهرّب العملة الصعبة ويُضعف البنية الصناعية.

إنها معادلةٌ بسيطة، لكن صانع القرار تجاهلها لسنوات، فكانت النتيجة فقدان الثقة بين الدولة والمطابع الوطنية، وانهيار بيئة الاستثمار في مجالٍ كان يمكن أن يكون من أعمدة الاقتصاد المعرفي الليبي.

إن الحل لا يكمن في العودة إلى مركزية الدولة أو احتكارها لعملية الطباعة، بل في تحرير الكتاب المدرسي من البيروقراطية وفتح المجال للمنافسة المنظمة.

يمكن تحقيق ذلك عبر تحويل تمويل الكتاب إلى دعمٍ مباشرٍ للطالب، من خلال منحةٍ سنوية تُصرف عبر منظومة “أرباب الأسر” التي تمتلك قاعدة بياناتٍ شاملة لكل الأسر.

بهذه الخطوة، تتحول الدولة من منتجٍ مُحتكرٍ إلى منظّمٍ ذكي للسوق، تحتفظ بحقها في الملكية الفكرية والعلمية، وتراقب الأسعار والجودة دون أن تتورط في إدارة التفاصيل التشغيلية.
إنها آليةٌ تحقق توازنًا بين الكفاءة والعدالة، وتحفّز السوق الوطني على التطور الذاتي بدل انتظار أوامر الوزارات.

في المقابل، يجب ألا يُقاس نجاح العقود بمؤشر التكلفة فقط، بل بالعائد الاقتصادي الكلي على المدى الطويل، من حيث خلق فرص العمل، واستقرار سلاسل التوريد، وتدوير رأس المال داخل الاقتصاد المحلي.

كما ينبغي إبرام عقودٍ طويلة الأجل مع المطابع الوطنية لضمان الاستقرار، وتوفير تمويلٍ ميسّرٍ للمواد الخام، وإنشاء لجنةٍ وطنيةٍ دائمةٍ للكتاب المدرسي تضم خبراء من التعليم والاقتصاد والصناعة، إلى جانب نشر تقارير سنويةٍ شفافة حول تكاليف الإنتاج.

أما مجتمع الطباعة نفسه، فعليه مسؤولية لا تقلّ عن مسؤولية الدولة، فالإصلاح لا يتحقق بالتذمّر من السياسات الحكومية فحسب، بل بتأسيس منظومةٍ مهنيةٍ قادرةٍ على التنظيم الذاتي.

ينبغي أن تتوحّد المطابع الوطنية ضمن كيانٍ مهنيٍ مستقل يضع معايير واضحة للقدرة الفنية والإنتاجية، ويُحدّد بدقةٍ آليات تقييم الأداء وتوزيعالعقود، بما يضمن العدالة والتوازن بين مختلف الشركات.

كما يجب أن تتبنّى هذه المنظومة سياسات فنية شفافة تُحدّد عناصر القدرةبوضوح – من المعدات إلى العمالة إلى توافر المواد الخام – وأن تضع قواعدمهنية تُلزم جميع الأطراف باحترامها.

في الوقت نفسه، من الضروري تنقية القطاع من الشركات الوهمية والكيانات الورقية التي أضعفت سمعته وأفسدت المنافسة الشريفة.

فالمطابع الجادة مطالَبة بتقديم رؤية موحّدة تعيد الانضباط إلى السوق، وتحوّلها من ساحة تنازع إلى مجال إنتاج منظم يقوم على الشراكة والمسؤولية.

إن وجود كيان مهني قوي وشفاف لن يحمي فقط حقوق العاملين في القطاع، بل سيجعل صوتهم مسموعًا في صياغة السياسات المستقبلية، لتصبح صناعة الطباعة الوطنية جزءًا من منظومة التنمية، لا مجرد ضحية لقراراتها.

ما تتعرض له صناعة الطباعة في ليبيا ليس مجرد أزمة قطاعية، بل علامة على اختلال السياسات الاقتصادية والإدارية في الدولة.

فالكتاب المدرسي ليس سلعةً تستهلكها الوزارات كل عام، بل مقياس لجودة التعليم، ورمز لقدرة الدولة على إنتاج المعرفة بأدواتها الذاتية.

إن إعادة الاعتبار للكتاب المدرسي كمنتج وطني ليست مجرد خطوة في قطاع التعليم، بل بداية فعلية لبناء اقتصاد معرفة يعيد للدولة هيبتها، وللمواطن مكانته في معادلة التنمية.

خاص.. مصادر من محال “حسني بي” تؤكد استلام تعليمات بعدم التعامل بالكاش والاكتفاء بالدفع الإلكتروني اعتباراً من 1 نوفمبر 2025

أكدت مصادر من محال رجل الأعمال “حسني بي” بالكريمية حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن استلامهم تعليمات تقضي بعدم التعامل بالكاش، والاكتفاء بالدفع الإلكتروني، “البطاقات، التحويلات، والصكوك الإلكترونية” اعتباراً من 1 نوفمبر 2025 .

وأوضحت المصادر أن هذه الخطة ستُعمّم تدريجياً على جميع أعمالهم في ليبيا وتنتهي بإلغاء الكامل للكاش بحلول مارس 2026 وفق المعلومات التي وردت إليهم .

خاص.. قرارات مترددة تربك السوق.. تأجيل جديد لقرار “الحويج” بشأن الاستيراد والتصدير

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة مصلحة الجمارك الموجهة إلى مدراء المديريات الجمركية، ورئيس مركز جمرك المنطقة الحرة مصراتة، بشأن تمديد فترة السماح بدخول البضائع والإفراج على جميع البضائع إلى حين إشعار آخر.

ويأتي هذا التمديد عقب سلسلة من القرارات المتضاربة والتأجيلات المتكررة لقرار وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، القاضي بحظر مزاولة نشاط الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير إلا عبر العمليات المصرفية، والذي تم تأجيله مرات عدة سابقاً، وسط ارتباك واضح في تنفيذ السياسات الاقتصادية وغياب وضوح الرؤية لديه.

“والي”: المصارف المركزية العربية واستحقاقات الاستقلالية والمريتوقراسية

كتب: الخبير الاقتصادي “إبراهيم والي”:


إن البنك المركزي ليس مجرد محافظ ونائب محافظ ومجموعة من الموظفين، وإنما البنك المركزي هو مجموعة من العقول ذات المعارف العلمية والخبرة الواسعة في الشؤون النقدية والاقتصادية والقانونية والتي ينتظم عملها في مؤسسة لها صلاحيات واسعة واستقلالية في ممارسة أعمالها لتحقيق الأغراض التي تعارف العالم المتقدم على أنها أغراض البنوك المركزية بهذا الوصف والتعريف يتحدد البنك المركزي القادر والفعال لتحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها.

إنه المراقب والراصد لحركة التطورات في مجال الصيرفة المركزية على الساحة الداخلية والاقليمية والعالمية ليلاحظ أن ثمة نزعة متزايدة نحو الاهتمام باستقلالية البنوك المركزية فعدا المانيا وأمريكا وهولندا وسويسرا والسويد ونيوزيلندا وفرنسا والكثير من الدول المتقدمة التى أقرت مؤخراً تعديلات قانونية تمنح مصرفها المركزي استقلالية عضوية ووظيفية عن السلطة التنفيذية والتي رفعت مصارفها المركزية إلى مصاف الهيئات المستقلة التي تختص برسم السياسات في ميادين النقد وتناقش قرارات ومواقف الهيئات السياسية، في غضون ذلك نلاحظ أيضاً أن برلمانات دول السوق الأوروبية المشتركة قامت بتعديل قوانينها بهدف إقامة تأسيس استقلالية لمصارفها المركزية إزاء حكوماتها.

  • وتصاحب نزعة الاستقلالية هذه، نزعة أخرى لا تقل أهمية وهى “المريتوقراسية ” التي تقوم على مبدأ الجدارة في اختيار رجال المصارف المركزية ذوي المعرفة الشاملة والخبرة الطويلة في شؤون الصيرفة، لا سيما الصيرفة المركزية، وكذلك في كافة الميادين الأخرى ذات الصلة بالأمور الاقتصادية والنقدية والمالية وحتى القانونية فرجال البنك المركزي الألماني والبنك المركزي الأمريكي على سبيل المثال يعتبرون إدارة المصرف المركزي من قبيل الفن الذي لا يكتسب بالعلم فقط بل يظهر كموهبة لدى صاحبه يصقلها بالعلم والتجربة، ولا شك أن ذلك هو العامل الحقيقي والرئيسي معززاً باستقلالية كبيرة في العمل وصنع القرارات في نجاح بعض المصارف المركزية العالمية التي يترقب قراراتها وأخبارها يومياً الملايين من الناس في العالم، لا سيما المجالات النقدية والمصرفية.
  • إن كل بنك المركزي قادر وفعال من أجل الوصول الى أهدافه، مع تعمقه في أغوار النزعة العالمية نحو استقلالية البنوك المركزية واعتماد مبدأ “المريتوقراسية” في اختيار رجالاتها وموظفيها، فإنه لا يتحرج القول إن كثيراً من الدول العربية لا توجد لديها بعد بنوك مركزية بالمضمون السليم والإيجابي بما تمثله هذه المؤسسات من قدرات فنية تؤهلها للقيام بدور فعًال في إدارة الميادين النقدية والمصرفية وثمة من الشواهد ما يؤكد ذلك.

فعلى الرغم من الاتجاه الأخير (الخجول) لدى بعض الدول العربية لتدعيم استقلالية مصارفها المركزية ضمن حدود معينة إلا إنه على مستوى العالم العربي نلاحظ عدم توفر الاستقلالية المنشودة لكثير من المصارف المركزية العربية وبالذات في مجال رسم وتنفيذ السياسة النقدية ذات التوجهات النقدية والمصرفية فقوانين البنوك المركزية في عدد غير قليل من الدول العربية تشترط موافقة وزير المالية أو وزير الاقتصاد على قراراتها الصادرة في شأن أمور السياسة النقدية بل إن الامر قد يمتد في قوانين بعض الدول إلى ضرورة موافقة الوزير على قرارات البنك المركزي الصادرة بشأن أمور الرقابة على النقد والبنوك وهنا قد تلعب هذه التدخلات الحكومية دوراً في منع أو تعديل قرارات سليمة يرغب البنك المركزي في إصدارها في أمور السياسة النقدية أو في شؤون الرقابة على المصارف وتذهب قوانين بعض المصارف المركزية العربية إلى مدى أبعد في الحد من استقلالية هذه المصارف، إذ تشترط هذه القوانين أن يكون تعيين محافظ البنك ونائيه / نوابه بناء على ترشيح من وزير المالية أو وزير الاقتصاد أو حتى رئيس الدولة. كما أن الأدهى من ذلك أن هذه القوانين لا تترك البنك المركزي حتى حرية وضع لوائحه ونظمه الداخلية التي تخص شؤون الموظفين والمحاسبة والإدارة وغيرها في البنك، واشتراط موافقة الوزير عليها، هذا من جانب.

ومن جانب آخر هناك نقص واضح، في كثير من البنوك المركزية العربية في كوادر الموظفين ذوي المؤهلات العالية والخبرات الواسعة في شؤون الصيرفة المركزية، ويرجع ذلك بصفة رئيسية إلى أن مميزات العمل في المصارف المركزية غير متكافئة مع مثيلاتها في البنوك التجارية والمؤسسات المالية الأخرى ولا شك أنه من غير المستساغ أن تكون الكوادر الوظيفية التي يعتمد عليها البنك المركزي في إصدار القرارات وتشكيل سياسات مصيرية، أقل خبرة ومعرفة من مثيلاتها لدى البنوك التجارية والمؤسسات المالية، والا فكيف يتسنى للبنك المركزي ممارسة رقابة فعالة وتوجيه سليم للبنوك والمؤسسات المالية في شؤون المهنة المصرفية.

لقد وضع لنا خبرائنا الاقتصاديين والماليين والقانونيين والمتمكنين في الصناعة المصرفية القانون رقم (1) لسنة 2005 وملحقاته بشأن المصارف، تؤكد مادته الاولى: (مصرف ليبيا المركزي مؤسسة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والدمة المالية المستقلة) حسب قانون المصارف المشار اليه ولكن الذى نراه على أرض الواقع غير ذلك

للأسف الشديد مند اقتحام مصرف ليبيا المركزي من طرف قوة عسكرية حينها تم وضع فوهة البركان أمام أبوابه لتصبح مفتوحة على مصرعيها لكل المستغلين والمتنفذين والمحتالين يسرحوا ويمرحوا وكأن المصرف لا أبواب له ، حتى أنه قلت هيبته كمصر للمصارف وأصبح لا يُقام له وزن ولا اعتبار ، وعندما نقول مصرف ليبيا المركزي نقصد المحافظ ومجلس الادارة والموظفين كل هؤلاء يواجهون ضغوط وتهديدات من هؤلاء الذين لا يعرفون قانون المصارف وأهداف مصرف ليبيا المركزي، لقد أن الأوان لتحقيق انعتاق تحرر مصرف ليبيا المركزي من هؤلاء المتطفلين وكذلك من المعرقلين مثل مجلس النواب والدولة والتدخلات الحكومية في أموره وشؤونه، والقضاء على الانفاق الموازي الذى عرقل مصرف ليبيا المركزي من تحقيق أهدافه الذى كفلها له قانون المصارف مع ثبات الإقرار بضرورة ضمان الانسجام والتنسيق بين السياسات الثلاثة النقدية والمالية والتجارية وهى وزارة الاقتصاد النائمة ومراعاة السياسة النقدية للأغراض والأهداف الاقتصادية العامة، لقد آن الأوان لترك مصرف ليبيا المركزي يتخذ بحرية واستقلالية تامة قراراته في تنظيم المهنة المصرفية وضمان مسيرته السليمة ووضع حلا عاجلا لمشكلة السيولة ومراقبة سعر الصرف واستحثاث خدمات مصرفية للمواطن الغلبان، لقد آن الأوان لتعديل نظم الموارد البشرية الموظفين في مصرف ليبيا المركزي لتشتمل على مميزات نقدية وعينية للعمل وتكون مصدر جذب الخبرات والكفاءات العالية وليس عامل طرد لها…. وإذا ما أستمر هذا الحال كما هو عليه فلن تجد محافظ ولا مجلس إدارة وبالتالي لن تجد موظفين، ولا قطاع مصرفي ليبي ونرجع إلى المربع الأول لا سامح الله.

“البرغوثي”: بيع الذهب أو إعادة تقييم الذهب… ما الذي يحدث فعلاً؟

كتب: أستاذ الاقتصاد السياسي “محمد البرغوثي”

في خضم الحراك الاقتصادي الذي تشهده ليبيا وسط تحديات مالية وسياسية معقدة، برزت مسألة إعادة تقييم الذهب كأحد أهم التطورات في إدارة الاحتياطيات الليبية، وبينما تصاعد الجدل حول ما إذا كان المصرف المركزي قد باع الذهب أو جزءا منه أو استخدمه لتغطية بعض النفقات، فإن القراءة الدقيقة تشير إلى أن ما حدث هو إجراء محاسبي أعاد توزيع مكونات الغطاء النقدي، لا أكثر.

أولا ما معنى إعادة تقييم الذهب؟

الذهب الذي يشتريه المصرف المركزي يُسجَّل في الدفاتر المحاسبية حسب سعر الشراء في ذلك الوقت لكل كمية، فمثلا اشترى كمية 10 طن في سنة 2005 وكان سعر الطن وقت الشراء في سنة 2005 50 مليون دولار، يسجل المركزي إضافة إلى كمية الاحتياطيات من الذهب بقيمة 10 طن بقيمة 500 مليون دولار كقيمة دولارية لقيمة الذهب الموجودة مسبقا، ولم يتم تغيير القيمة الدولارية إلا في حالات عمليات اعادة التقييم السابقة،وهو ما يسمى بالقيمة التاريخية. ومع مرور السنين وتغير أسعار الذهب عالمياً، تصبح القيمة السوقية الحقيقية أعلى بكثير من القيمة المسجلة.

لذلك، عندما يقرر المصرف المركزي إعادة تقييم الذهب، فإنه يقوم برفع القيمة الدفترية لهذا الأصل لتتناسب مع قيمته السوقية الحالية، دون أن يبيع أو يشتري فعليا وهذه العملية تُعد اجراء تقنيا يعكس بصورة أدق القيمة الفعلية للاحتياطيات.

ثانيا لماذا الآن تحديدا؟!

إعادة التقييم في هذا التوقيت ليست مصادفة فالعالم يعيش مرحلة اقتصادية حساسة تتسم بارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، تجاوزت في عام 2025 حاجز 3,600 دولار للأونصة أي ما يعادل أكثر من 115 مليون دولار للطن الواحد من الذهب الخالص عيار 999.9 أو عيار 24 قيراط.

هذا الارتفاع جاء نتيجة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، والحروب التجارية، والسياسات النقدية التوسعية في الاقتصادات الكبرى، إضافة إلى انخفاض الثقة في الدولار واليورو والجنيه الإسترليني.

من هذا المنطلق، رأى مصرف ليبيا المركزي أن تحديث تقييم الذهب في دفاتره ليس خيار محاسبي فقط، بل ضرورة لإظهار القوة الحقيقية للمركز المالي للمصرف المركزي وللتأكيد على متانة الغطاء الذي يستند إليه الدينار الليبي.

ثالثاً: من التاريخ إلى الحاضر

على مدى العقود الأربعة الماضية، تنوعت أسعار الذهب التي تم على أساسها شراء كميات احتياط ليبيا، في ثمانينيات القرن الماضي، كان متوسط سعر الأونصة يدور حول 350 دولار فقط، أي أن سعر الطن الواحد كان يقارب 11 مليون دولار
وفي التسعينيات، ارتفع المتوسط قليلا إلى 390 دولار للأونصة، أي نحو 12 مليون دولار للطن.

أما في العقد الأول من الألفية الجديدة (2000–2009)، فقد بلغ المتوسط قرابة 650 دولارللأونصة أو ما يعادل 21 مليون دولار للطن
وفي العقد التالي (2010–2019)، ارتفع المعدل إلى حوالي 1,250 دولار للأونصة بما يعادل 40 مليون دولار للطن.

ثم قفز السعر خلال العقد الأخير (2020–2025) إلى نطاق يتراوح بين 2,200 و3,600 دولار للأونصة، أي ما بين 70 و115 مليون دولار للطن الواحد.

أما من حيث الكميات، فقد تراوحت احتياطيات ليبيا بين 115 و120 طنًا منذ الثمانينيات، قبل أن ترتفع تدريجيًا إلى 146.65 طنًا في عام 2023 — وهو أعلى مستوى تاريخي مسجل حتى الآن وفق بيانات Trading Economics وIMF، و wgc مجلس الذهب العالمي .

هذا يعني أن القيمة الدفترية التاريخية لاحتياطيات ليبيا من الذهب كانت أقل بكثير من قيمتها السوقية الراهنة، وأن تحديثها رفع القيمة الظاهرة للأصول من حوالي 6 مليار دولار إلى ما يتجاوز 17 مليار دولار، وربما أكثر عند الأسعار الحالية.

رابعا ماذا فعل المصرف بهذه الزيادة؟

الخطوة التالية بعد إعادة التقييم كانت الأكثر أهمية، فمع ارتفاع القيمة الدفترية للأصول الذهبية، أصبح بالإمكان تحرير جزء من الغطاء الدولاري الذي كان مخصصا لتغطية العملة المحلية المطبوعة والمصدرة (M0).

بعبارة أوضح، جزء من الدولارات التي كانت مجمدة في خانة (الغطاء النقدي)أصبحت غير ضرورية بعد أن قام الذهب، بقيمته الجديدة، بتغطية نسبة أكبر من الكتلة النقدية او العملة المطبوعة،

وبناء على ذلك، استخدم المصرف المركزي هذه الدولارات المحررة في سد جزء من عجز ميزان المدفوعات، خصوصا في ظل ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية وتراجع بعض الإيرادات النفطية، إضافة إلى تعزيز الاحتياطيات القابلة للاستخدام في الخارج.

وبذلك تحققت معادلة مهمة، من جهة ارتفعت القوة المحاسبية للأصول عبر الذهب، ومن جهة أخرى ارتفعت السيولة الدولارية الفعلية عبر تحرير جزء من الغطاء الدولاري.

خامسا النتائج الاقتصادية والمؤسسية
1. تحسين هيكل الاحتياطيات: أصبح الاحتياطي الليبي الآن أكثر تنوعا بين الذهب والدولار والسندات والأصول الأجنبية، ما يقلل المخاطر المرتبطة بتقلبات العملات العالمية.

2.  تعزيز الثقة في الدينار الليبي: الإعلان عن أن العملة المحلية أصبحت مغطاة جزئيا بالذهب بأسعار حديثة يكمن أن يرسل رسالة طمأنة مهمة للأسواق المحلية.

3.  تحسين مؤشرات التغطية النقدية: بعد إعادة التقييم، أصبحت نسبة تغطية النقد المطبوع أعلى من 100% من حيث القيمة، ما يعني أن الكتلة النقدية مغطاة بأصول حقيقية تفوقها قيمة.

4.  دعم ميزان المدفوعات: الدولارات المحررة من الغطاء تمثل تدفق فعلي يمكن استخدامه في تمويل الواردات الضرورية دون المساس بالاحتياطي الاستراتيجي.

5.  رفع مؤشرات الملاءة الدولية: تقارير صندوق النقد الدولي الأخيرة أشارت إلى تحسن وضع الاحتياطيات الليبية بفضل كمية الذهب وقيمة الذهب الحقيقية وتحسن إدارة الإحتياطيات بصفة عامة .

سادسا ما الذي يجب الحذر منه؟

رغم الطابع الإيجابي لهذه الخطوة، فإن هناك محددات يجب عدم تجاهلها:
• عدم اعتبار الأرباح الناتجة عن إعادة التقييم مصدر دائم للتمويل، فهي أرباح دفترية لا يمكن تحويلها إلى إنفاق مستمر.
• ضرورة الشفافية في الإفصاح عن الأسعار المعتمدة في التقييم وتواريخها

حصري… في أول تصريح له عبر الإعلام .. المحافظ لصدى: القادم أفضل في ملف السيولة وهذا عهد للشعب الليبي رغم التحديات

في أول تصريح له عبر الإعلام، كشف محافظ مصرف ليبيا المركزي “ناجي عيسى” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية بالقول: لدينا خطة عمل محكمة لحل مختنق السيولة وتوفر مخزون كافي ولدينا القدرة على الضخ في حدود احتياجات المواطن والاقتصاد ، أصدرنا التعليمات لفريق السيولة بتوزيع 3 مليار دينار على فروع المصارف الأسبوع القادم ولن يقف مواطن أمام مصرف في طابور حتى ننهي هذا المختنق

وتابع المحافظ لصحيفة صدى الاقتصادية بالقول: كل الوسائل متاحة، وكذلك نعمل على مزيداً من تسريع وسائل الدفع الإلكتروني والتي نعمل على تشجيعها بشكل مستمر والقادم أفضل في ملف السيولة بإذن الله وهذا عهد للشعب الليبي رغم التحديات ، “حفظ الله ليبيا وشعبها”

“حلمي القماطي”: تراجع الدولار.. حقيقة استقرار أم وهم زائل يخدع الأسواق؟

كتب: أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي “حلمي القماطي”

الانخفاض في سعر الدولار بالسوق الموازية لا يترجم تلقائياً أو فورياً إلى انخفاض مماثل في الأسعار.

العلاقة موجودة لكن مخنوقة بعدة عوامل:
مدى استدامة الانخفاض، حجم التغطية العملية للاحتياجات المستوردة، سلوك التجار (المرونة غير المتماثلة)، ودرجة اندماج الأسواق والضغوط التضخمية المتأصلة

1.آلية التأثير (Transmission mechanism)
أ/سعر الصرف يؤثر على تكلفة الواردات → تكلفة الاستبدال والإنتاج → تكلفة البيع النهائي.
ب/ معيار الفترة الزمنية مهم: التأثير المبدئي ينتج عنه تغيّر في التكاليف المتوقعة، والتأثير الكامل يظهر تدريجياً مع تجديد المخزونات وتحديث العقود.

2.مفهوم الـ Pass-through (معامل انتقال الأثر)

أ:نعرّف (beta SR) كمعامل انتقال الأثر على المدى القصير (beta LR} على المدى الطويل

أ/ في اقتصاد يعاني من تشوهات في السوق وغياب الثقة (كما هو شائع في حالات عدم استقرار الصرف)، القيم المتوقعة غالباً تكون:
\beta{SR} = 0.1–0.3
و
\beta LR = 0.4–0.7

ب/ هذا يعني: انخفاض مؤقت في سعر الصرف يخفض الأسعار بدرجة ضئيلة وفقط بعد زمن، أما انخفاض مستدام فيعطي أثر أكبر وأطول أمداً.

3/ الفرق بين انخفاضٍ مؤقت وانخفاضٍ مستدام
أ/ مؤقت: ناجم عن ضخ لحظي (فتح اعتمادات/مخصصات قصيرة).
يؤثر على السوق الموازية لفترة قصيرة؛ التجار محتفظون بهوامش ربح مرتفعة ويمتنعون عن خفض الأسعار لأجل انتظار عودة السعر. النتيجة: تأثير ضئيل وغير مستدام على مستوى الأسعار الاستهلاكية.
ب / مستدام: يتطلب استمرارية في العرض الأجنبي (جداول اعتمادات منتظمة، ثبات السيولة الدولارية لدى المصارف، ثقة السوق). هنا يبدأ تجدد المخزونات بالسعر الأدنى، ويظهر انخفاض ملموس في أسعار السلع المستوردة وضمنياً تأثير انكماشي على التضخم العام.

4.سلوك الفاعلين في السوق
أ. التجار: يعكسون ارتفاعات الدولار سريعاً لكن يخفّضون الأسعار ببطء — ظاهرة الـ “asymmetric pricing”.
ب. المستهلكون: يتأخرون في إدراك التحسن ما لم يرافقه انخفاض واضح ومستمر في الأسعار الأساسية.
كالمضاربون/وسطاء السوق الموازية قد يعكسون أي ضخ قصير الأجل كسعر مؤقت ويعيدون الطلب لرفع السعر بمجرد انحسار التغطية.

5.مؤشرات يجب مراقبتها لتقييم استدامة الانخفاض وتأثيره على الأسعار
أ/ وتيرة فتح واعتمادات الاستيراد (كمية وتكرار).
ب/ احتياطيات البنوك من العملات الصعبة المتاحة للتصرف (تدفقات واردات مقابل تدفقات سحب).
ج/ أحجام التداول في السوق الموازية وتذبذب السعر (انحراف معياري يومي).
د/ تجدد المخزون لدى التجار (كمية الأيام المغطاة بالمخزون) وأسعار الشراء الأخيرة.
و/ مؤشر توقعات التضخم (استطلاعات أو أسعار السندات إن وُجدت).

سيناريوهات مُبسطة (نوعيّة، لشرح السلوك المتوقع)
كسيناريو A — انخفاض قصير الأجل: ضخ دولارات لمرة/مرتين. السوق الموازية تنخفض مؤقتاً → معاملات الانتقال قصيرة الأجل ضعيفة → الأسعار الاستهلاكية لا تتغير فعلياً أو تتراجع هامشياً.
سيناريو B — انخفاض مستدام: فتح اعتمادات منتظمة وتغطية للاحتياجات الحقيقية لشهور متتابعة → السوق الموازية تتجه لانخفاض دائم → تجدد مخزونات التجار بالأسعار الجديدة → انخفاض ملموس في أسعار السلع المستوردة وتراجع تدريجي للتضخم.

توصيات سياسية وقياسات عملية
1.الاستدامة أهم من الصدمة المؤقتة: سياسة الاعتمادات يجب أن تكون منتظمة وقابلة للتوقّع.
2.التواصل والشفافية: بيانات منتظمة عن مخصصات الاعتمادات وحجم الاستيراد تُقلل المضاربات.
3.إجراءات تضامنية قصيرة الأجل: حوافز لتخفيض الأسعار (مثلاً: إدخال آليات تحكيم الأسعار أو تخفيض الرسوم على السلع الأساسية عند انخفاض التكلفة).
4.مراقبة المؤشرات: إنشاء لوحة قيادة (dashboard) لمتابعة الاحتياطات، أحجام السوق الموازية، ومستويات المخزون لدى التجار.

ما أردت قوله هو أن انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية قد يكون بشرى مؤقتة لكن لن يشعر به المواطنون تلقائياً ما لم يكن الانخفاض مؤسساً ومستداماً عبر سياسات تغطية ومؤسساتية واضحة.

الحل الحقيقي ليس في صدمة سعرية واحدة، بل في بناء ثقةٍ مستمرة في سوق العملة وفي آليات توريد واستيراد شفافة ومنتظمة — عندها فقط يصبح الانخفاض في سعر الدولار سبباً حقيقياً لانخفاض الأسعار اليومية.

القابضة للاتصالات تعيد هيكلة اختصاصات الشركات التابعة وسط رفض داخلي

أصدرت الشركة القابضة للاتصالات قرارًا جديدًا يقضي بإعادة هيكلة اختصاصات بعض الشركات التابعة لها، في خطوة وصفتها بالإجرائية والتنظيمية، غير أن هذه القرارات سرعان ما أثارت ردود فعل متباينة بين من رأى فيها إصلاحًا إداريًا ضروريًا، ومن عبّر عن رفضه خشية انعكاساتها على سير العمل داخل القطاع

حيث تضمن قرار مجلس إدارة الشركة القابضة للاتصالات تحديد اختصاصات الشركات التابعة، مع تشكيل لجان للتسليم والاستلام بين شركات المجموعة خلال مدة لا تتجاوز (90) يومًا، وتشمل المهام حصر وجرد ونقل ملكية المعدات والنظم والشبكات للشركات ذات الاختصاص، وتقييمها وفقًا لقيمتها الدفترية وتسجيلها كأصول للشركة، كما أجاز القرار إمكانية إبرام اتفاقيات لتشغيل المعدات بدلًا من نقلها، وذلك تحت إشراف مباشر من الشركة المالكة.

وطالب القرار الشركات التابعة بإعداد مسودة مشروع لتعديل نظامها الأساسي فيما يتعلق بأغراضها وأهدافها بما في ذلك الهدف مع الاختصاصات المقرر بموجب هذا القرار وذلك تمهيدًا لعرضها على الجمعية العمومية غير العادية.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركتا هاتف ليبيا وليبيا للاتصالات والتقنية (LTT) عن إطلاق خدمة الهاتف الثابت الرقمي عبر منظومة Fixed VoLTE باستخدام شبكة الجيل الرابع (4G)، ووفق الإتفاقية سيتم إيقاف استقبال طلبات الخطوط الجديدة من هاتف ليبيا ابتداءً من 14 سبتمبر 2025، مع استمرار خدمة العملاء الحاليين حتى إشعار آخر، وإيقاف تدريجي للهاتف الثابت التقليدي ابتداءً من 30 نوفمبر 2025، مع استمرار خدمة ADSL

من جانب أخر، أصدر موظفو شركة المدار الجديد بيانًا أعلنوا فيه رفضهم لقرار الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات، معتبرين أنه يشكّل خطرًا كبيرًا على قطاع الاتصالات والوطن.

وجاء في البيان أن قطاع الاتصالات، ممثلًا في أهم مؤسساته الوطنية ومنها شركة المدار الجديد، يتعرض إلى حملة سلب ونهب ممنهجة ومدبّرة، تأتي ضمن سياق ما تتعرض له مؤسسات الدولة منذ حين، كما أصبح واضحًا لكل ذي نظر.

وأضاف البيان: المراد الآن هو السيطرة على البنى التحتية لقطاع الاتصالات وتخريب كيانه المادي وبنيته التشريعية، وإرباك أعماله التشغيلية من خلال فرض جهة بذاتها تسيطر على التوجهات وأعمال التخطيط والتوريد والتشغيل، وتحتكر التراخيص سعيًا إلى تحقيق مصالح مالية مشبوهة وغير مشروعة.

وأضاف موظفو شركة المدار أن هذا المشروع الذي يهدف إلى الالتفاف على القطاع بإنشاء شبكة موحدة برعاية وسيطرة شركة بعينها، سواء كانت عامة أو خاصة مستحدثة في إنشائها وذات الباع في أساليبها الملتوية، لا خبرة لها ولا قدرة على بنائها ولا تشغيلها أو إدارتها، وهو بكل المقاييس قرصنة على الاختصاصات، وخطر على الأمن القومي، ووسيلة رخيصة لتعبئة جيوب الفاسدين على حساب المؤسسات الوطنية والوطن والمواطن، وهو جريمة لها آثارها الأمنية والمالية والخدمية والفنية السالبة.

وأكد الموظفو على رفضهم لهذا المشروع جملة وتفصيلًا، وتم إعطاء مهلة لشركة القابضة مدة أسبوع لسحب قرارها والعدول عن هذا التوجه والمشروع، وفي حالة المضي قدمًا، فإن لهم الحق في الدفاع عن مقدرات الوطن وأمن الاتصالات والمواطن، ومستوى الخدمات المقدّمة وتميّزها، أمام كافة جهات الاختصاص، بما يكفله الشرع والقانون.

وفي السياق المتصل، نظم موظفي شركة الجيل الجديد للتقنية وقفة إحتجاجية للتعبير عن رفضهم لقرار رقم (25) لسنة 2025م مؤكدين بأن القرار يفتقر إلى المهنية والدقة وجاهل الدور الرئيسي والاستراتيجي الهام لشركة الجيل الجديد للتقنية، الأمر الذي يترتب عليه نقل أصولها متمثلة في الشبكة الرئيسية لنقل البيانات والخدمات، بما يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار العمل واستمرارية خدمات الاتصالات في ليبيا .

وأشار البيان موظفي شركة الجيل الجديد إلى أن القرار صدر عن رئيس اللجنة الاستشارية المكلفة من الشركة القابضة دون الرجوع إلى باقي أعضائها، وأيضاً غياب الأسس المالية والقانونية، دون أي دراسة مالية أو تقييمات اقتصادية موثوقة توضح تكاليفه وأثاره على المال العام، وكذلك عدم مراجعة القرارات القانونية والتنظيمية المتعلقة بملكية وتشغيل الشبكة الرئيسية.

كما أوضح البيان بأن الخدمات التي اسندت إلى شركة الجيل الجديد والأهمية الحصرية الرسمية وفي إطار عملية فصل الخدمات محدودة وضعيفة ولا تمثل أساساً لسرعة وزيادة موارد الشركة أو ضمان استدامتها التشغيلية .

وأكد البيان على ضرورة أن تكون الخدمات الحكومية للشركة حصرياً بقرارات رسمية صادرة عن الحكومة أو البرلمان ويعد ضرورة وطنية لحماية استثمارات الدولة وضمان تقديم خدمات موثوقة وآمنة .

كما أنتقد البيان منح بعض الشركات الخاصة حرية كاملة دون أية تقييد في إنشاء شبكات رئيسية خصصت لها ألياف بصرية وبوابات دولية، خصصت لها كوابل ألياف بصرية باستغلالها تجارياً في الوقت الذي لم تمنح فيه شركة الجيل الجديد مملوكة بالكامل للدولة أية امتيازات مماثلة، والأسوء أن الشركات الخاصة تزاول بيع خدمات الانترنت بالجملة وبمباركة بعض شركات المجموعة، وما وصفه الموظفون بعملية إعدام للخدمات التي خصصت لشركة لجيل الجديد للتقنية، الذي يؤدي إلى توقف عائداتها وانهيار دورها الوطني، حيث إن استمرار هذه السياسة يكرس الاحتكار لصالح كيانات خاصة إلى حساب المصلحة العامة ويفرغ مشروع الشبكة الحكومية الآمنة من أهدافه الاستراتيجية.

خاص.. “الحاراتي” يصرح بشأن توقيف وزير النفط محمد عون

صرح المستشار القانوني “هشام الحاراتي” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية حيث قال: في ضوء ما تم تداوله بشأن توقيف وزير النفط محمد عون، نؤكد على ضرورة التزام السلطات بالمبادئ القانونية وحقوق الأفراد في كافة الإجراءات المتخذة بشأن هذه القضية، وعلى الرغم من حق الجهات المعنية في اتخاذ التدابير القانونية المناسبة، فإن ذلك يجب أن يتم في إطار من الشفافية والامتثال للأطر القانونية التي تكفل حقوق الأفراد وتؤمن حق الدفاع.

وأضاف: ونظراً للغموض المحيط بالتهم التي تم توقيف الوزير على خلفيتها، يجب على الجهات المعنية الكشف عن كافة تفاصيل التحقيقات والأدلة ذات الصلة، لضمان سير الإجراءات القضائية وفقاً لمبادئ العدالة والإنصاف، كما يحق للمجتمع المدني والمتابعين الاطلاع على سير التحقيقات ونتائجها في إطار من الشفافية التامة.

وقال “الحاراتي” نؤكد على مبدأ “البراءة حتى تثبت الإدانة”، وندعو إلى الامتناع عن تأويل الوقائع أو القضايا القانونية قبل اكتمال الإجراءات الرسمية والتأكد من صحة المعلومات المتداولة، وفي هذا السياق، يتعين على التحقيقات أن تتم وفقاً للقانون، مع ضمان تمكين المتهم من ممارسة حقه في الدفاع عن نفسه.

وأختتم قوله: تبقى مصلحة العدالة وحماية حقوق الأفراد الأساس في أي قضية قانونية، وندعو إلى تقديم التوضيحات اللازمة من الجهات المختصة لضمان إحقاق الحق وتوفير الضمانات القانونية كافة.

خاص.. “الحاراتي” يصرح حول إعتماد الوحدة الوطنية للائحة التصميم الشامل لسهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة للأماكن العامة والخدامات

صرح المستشار القانوني لمنظمة زيكم زينا لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة “هشام الحاراتي” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية حيث قال: رغم صدور قرارات حكومية منذ زمن تؤكد على حق الأشخاص ذوي الإعاقة في سهولة الوصول إلى المباني والخدمات العامة، إلا أن الإشكالية تظل تنفيذية بحتة.

وأضاف: في ظل غياب آليات الرقابة والمتابعة الفاعلة لضمان تنفيذ هذه الأحكام، حيث مضى على صدور لائحة “تيسير ارتياد الأماكن العامة” أكثر من عقدين، دون تحقيق التطبيق الفعلي لمضامينها، رغم تضمنها ذات المبادئ التي تكررت في القرارات اللاحقة، مع تطور المفاهيم والمعايير الحقوقية.

واختتم قوله: إن معالجة الإشكاليات التي تعيق تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوقهم تبدأ بتحديث المنظومة التشريعية ذات الصلة، مع إيجاد آليات مؤسسية ضامنة للرصد والمتابعة، مع صلاحيات للإحالة إلى الجهات القضائية للمساءلة والمحاسبة.

خاص.. المركزي يعمم على المصارف مهام شركات ومكاتب الصرافة المعتمدة من قبله

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة مصرف ليبيا المركزي إلى المصارف بشأن الأنشطة والأعمال التي تزاولها شركات ومكاتب الصرافة بالتعامل بالنقد الأجنبي .

وذلك عن طريق بيع وشراء النقد مقابل بهامش 7‎%‎ ، وكذلك تمنح شركات ومكاتب الصرافة المرخص لها لمزاولة نشاطها من قبل مصرف ليبيا المركزي قبول إجراء العمليات على نقاط البيع الخاصة بالمصارف (POS) المملوكة للمصارف الليبية من خلال البطاقات الصادرة عن المصارف المحلية والأجنبية لها.

حيث يتم الخصم من البطاقات سواء المحلية أو الأجنبية بالمعادل بالدينار الليبي وإيداع القيمة المخصومة من البطاقات بحسابات مقومة بالعملة الأجنبية الخاصة بالأنشطة المرخص لها، إلى جانب شراء النقد الأجنبي من حسابات الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين المحتفظ بها طرف المصارف العاملة بليبيا، وأيضاً لإستخدام النقد مقابل حسابات شركات ومكاتب الصرافة، وفقاً للتعليمات الصادرة بموجب المنشور أ.ر.م.ن رقم (2025/20) المشار إليه أعلاه، وبحيث يحدد سعر البيع بما لا يتجاوز هامش ربح 7% على سعر بيع المصرف ليبيا المركزي.

خاص.. تعيين شخصية تتمتع بالخبرة والنزاهة لإدارة البريقة للنفط بدلاً من التخبط الإداري.. “الحضيري”: يُعدد أسباب أزمة الوقود في ليبيا

قال الخبير القانوني في مجال النفط “عثمان الحضيري” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: أزمة الوقود في ليبيا مزمنة وتتفاقم يوماً بعد يوم، طوابير السيارات كالمسبحة بالكيلومترات أمام محطات الوقود على طول البلاد وعرضها، وهي من أبرز الأزمات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطن الليبي والمقيم، ورغم إنتاج البلاد لمعدلات مقبولة من النفط الخام تصل إلى 1.2 مليون برميل يومياً.

حيث تملك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، وتعد أقرب سوق لأوروبا من حيث التصدير والقرب من المصافي الكبرى المملوكة لشركائنا بالبحر المتوسط، ولأجل تفكيك هذا اللغز المحير، يمكن النظر في الأسباب الرئيسية لهذه المعضلة ثم التطرق إلى الحلول التي نراها مناسبة.

وأضاف بأن أحد الأسباب هو التهريب المحلي والدولي: بسبب فارق السعر الكبير بين الوقود المدعوم محليًا وسعره في دول الجوار، ينتشر تهريب الوقود عبر الحدود براً وبحراً، شبكات تهريب تديرها منظمات مدعومة محلياً ودولياً تستفيد من ضعف الرقابة وعدم الاستقرار الأمني.

وكذلك الفساد وسوء الإدارة: الفساد داخل شركات توزيع الوقود في المدن أو على الطرقات العامة بدءاً من مستودعات شركة البريقة خصوصًا مروراً بإدارة التسويق الدولي بمؤسسة النفط التي تتعامل مع سماسرة لتوريد المنتجات وتتعاقد معهم بأعلى الأسعار مما يرفع تكلفة التوريد على الخزانة العامة، ووجود محطات وقود “وهمية” تستلم كميات كبيرة من الوقود (على ورق) وأكثر من حاجتها ولا توزعها للمواطنين، وربما يتم التصرف فيها خارج قنوات التوزيع المعتمدة.

حيث إن انقسام المؤسسات السياسية والتنفيذية وتعدد سلطات الإشراف شرقاً وغرباً يؤدي إلى خلل في التنسيق بشأن التوزيع غير العادل وكميات أكثر من الحاجة ودون رقابة فاعلة.

وأيضاً تهالك البنية التحتية: قدم المصافي ومنها مصفاة الزاوية التي يزيد عمرها عن 50 عاماً والتي لا تغطي احتياجات السوق المحلي وتعمل بطاقة لا تتجاوز 50% من طاقتها الإنتاجية حالياً، رغم أنها كانت تنتج قبل 2011 معدلات تصل إلى 113% وتعجز حالياً عن تغطية الاستهلاك المحلي، مما يُجبر الدولة على استيراد الوقود، ناهيك عن توقف مصفاة رأس لانوف عن إنتاج أنواع الوقود الأخرى، ويساهم ذلك في استنزاف المليارات من العملة الصعبة من الخزانة العامة، كما أن المصافي الصغيرة الأخرى (شركة سرت وطبرق والسرير) صغيرة جداً وبالكاد تغطي احتياجات المناطق المحيطة.

إلى جانب ضعف التوزيع والرقابة: نظام التوزيع الذي تنتهجه شركة البريقة يفتقر إلى الرقابة الإلكترونية الفاعلة وغياب الشفافية، مما يسهل التلاعب بالكميات بين الجهات سواء مع كبار المستهلكين أو محطات الخواص العاملة أو الوهمية.

وكذلك الاضطرابات وعدم الاستقرار الأمني ببعض الجهات حيث تتعرض الشاحنات وصهاريج النقل ومحطات الوقود من فترة لأخرى لهجمات أو إغلاق طرق من قبل جماعات مسلحة.

إضافة إلى الدعم المالي الكبير الذي تتحمله الدولة وغير المنظم، يستغله بعض الأفراد والجهات والمهربون للارتزاق بشكل عام، مما يجعل كل المواطنين والمقيمين يستفيدون من هذا الدعم، مما يُضخم الاستهلاك من جهة ويرهق ميزانية الدولة من جهة أخرى، ويستغله بعض الحذاق لمنفعتهم الشخصية عند توريد الوقود، وما جريمة كميات البنزين المغشوش التي استوردتها إدارة التسويق بمؤسسة النفط ووزعتها شركة البريقة على محطات الوقود ليست بعيدة عنا، وآثارها لا زالت تلاحق مصداقية المؤسسة بالخارج.

أما عن الحلول الناجعة لأزمة الوقود من وجهة نظري الآتي:
• مكافحة التهريب بفعالية من خلال إنشاء منظومة إلكترونية متكاملة لمراقبة نقل الوقود من المصدر إلى المحطات الرسمية فقط.
• تفعيل الرقابة الحدودية براً وبحراً.
• إصلاح منظومة الدعم بعد دراسة اقتصادية حقيقية لكي لا يتضرر المواطن في المناطق الجنوبية من البلاد شرقاً وغرباً مع توفير منظومة نقل جيدة.

وأن فكرة استبدال دعم الوقود بدعم نقدي مباشر للمواطنين المحتاجين في الوقت الحالي سيكون ضحيتها المواطن المطحون فعلاً حالياً، رغم أن فكرة الدعم النقدي ينادي بها بعض الأفراد، حيث لها إيجابياتها وسلبياتها كما أوضحنا وقد (يقلل الحافز على التهريب) في مرحلة ما.
• ضعف إدارة ورقابة مؤسسة النفط على شركة البريقة له الأثر الكبير على وضع توريد الوقود وتوزيعه، والشكوك اللامتناهية في عملية توريد المنتجات بإدارة التسويق الدولي، والتي نبهنا عنها العديد من المرات، وأنها في حاجة إلى خلخلة كبيرة ودعمها بكفاءات عالية، وضرب احتكارها من أشخاص مشهود لهم بالفساد من سنوات، وتضارب المصالح التي تضرب هذه الإدارة والتي تمثل شبكة فساد بها، وعدم تسييس نشاط قطاع النفط وإبعاده عن تغول بعض الجهات الأمنية والسياسية والجهوية والقبلية كما نراه الآن، وجعله يعمل وفق قوانينه وتشريعاته ولوائحه لضمان استقراره المهني والتقني.

وأردف بقوله: تأهيل وتوسعة المصافي، وتطوير مصفاة الزاوية بشكل سريع، وبناء مصافٍ جديدة على أسس علمية واقتصادية وليس بمفهوم ارتجالي عبثي لخفض الاعتماد على الاستيراد.

وكذلك رقمنة التوزيع: استخدام بطاقات إلكترونية (مثل البطاقات الذكية) لضبط صرف الوقود، وربط محطات الوقود بنظام مركزي لمراقبة المبيعات.

وكذلك فرض الشفافية والمحاسبة: نشر تقارير دورية عن كميات الوقود الموزعة على المحطات وكبار المستهلكين وتكلفتها، ومحاسبة علنية للمسؤولين عن التجاوزات.

والتوعية المجتمعية: برامج إعلامية تحذر من مخاطر تهريب الوقود على الاقتصاد، وتشجيع المواطنين على التبليغ عن الفساد والمخالفات.

واختتم قوله: كل ما ذكرناه آنفاً يعد حجر الأساس لحل مشكلة أزمة الوقود، ونكرر تعيين (مفوض عام مرحلياً) كشخصية تتمتع بالخبرة والنزاهة والكفاءة لإدارة شركة البريقة لتسويق النفط بدلاً من التخبط الإداري الحاصل، ويقع على الأجهزة الرقابية القيام بواجباتها وفق القانون بلا تعاطف أو انحياز، وإلا ستتكرر الظاهرة من جديد

خاص.. “البرغوثي”: يصرح لصدى حيال نظام حساب الخزانة الموحد (TSA)

صرح أستاذ الاقتصاد السياسي “محمد بلقاسم البرغوثي” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية حيث قال: جاء إعلان وزارة المالية بشأن إطلاق المرحلة الأولى من نظام حساب الخزانة الموحد (TSA) المتعلق بمرتبات القطاع العام، كمؤشر إيجابي على دخول المالية العامة الليبية في مسار إصلاحي طال انتظاره، يتقاطع مع معايير الإدارة المالية الحديثة، ويعكس توجها نحو استعادة مركزية الدولة في ضبط الإنفاق العام.

وأضاف بالقول: في الإيجابيات والمرتكزاتت الفنية، نظام TSA هو أداة محاسبية وتنظيمية تستهدف توحيد الصرف من خلال حساب مركزي واحد، وتقوم على فكرة تقليص عدد الحسابات الحكومية المفتوحة في المصارف التجارية، وتحقيق رقابة مركزية على التدفقات النقدية. من هذا المنطلق، فإن الخطوة التي أقدمت عليها وزارة المالية تحمل عددًا من الإشارات الإيجابية، أبرزها: ضمان صرف المرتبات في مواعيدها، وتحقيق عدالة أكبر في التوزيع من خلال قاعدة بيانات موحدة، وتحجيم ظاهرة الازدواجية المالية وصرف المرتبات لغير المستحقين، والتي كانت للأسف واحدة من أبرز مظاهر التشوهات المالية في السابق، وتعزيز الشفافية والرقابة المالية، ورفع كفاءة الإنفاق، وهو ما يتماشى مع متطلبات الشمول المالي والتحول الرقمي.

وأردف بالقول: الملاحظات النقدية والتحديات الواقعية، رغم أهمية هذه الخطوة، فإن هناك جملة من التحديات الهيكلية والتنفيذية التي تستوجب الوقوف عندها: غياب الجاهزية المؤسسية الموحدة: التطبيق العملي لهذا النظام يتطلب أن تكون كل الجهات العامة قد استكملت قواعد بياناتها، وقامت بتحديث معلومات موظفيها على نحو دقيق، وهي مسألة لا تزال متفاوتة في التطبيق، وكذلك فجوة التنسيق بين المركز والجهات التابعة: رغم مركزية الفكرة، إلا أن قدرة وزارة المالية على إنجاح هذا النظام تعتمد على مدى تعاون الجهات الممولة والمنفذة، ومدى التزامها بتوفير البيانات في الوقت المحدد، وهذا يمثل تحديًا إداريا أكثر منه ماليًا.

إضافة إلى البيئة التقنية والبنية الرقمية: مستوى البنية التحتية التقنية في العديد من الجهات العامة لا يزال غير مهيأ بالكامل للتحول الرقمي، مما قد يعرقل الوصول إلى التعاون والعمل المنسجم اللحظي المطلوب بين الأنظمة، إلى جانب حساسية المرتبات كمكون اجتماعي واقتصادي( أي تعثر في التطبيق، ولو جزئي، قد يؤدي إلى اضطراب اجتماعي ويعيد خلق التوتر بين المواطنين والدولة، لذلك يجب أن يكون التنفيذ تدريجيًا ومدعومًا بخطة تواصل فعالة).

وعرج عن الرؤية المستقبلية، إن نظام TSA، إذا ما تم تطبيقه بشكل متكامل ومتدرج وبتنسيق عابر للقطاعات، يمكن أن يتحول من مجرد أداة محاسبية إلى ركيزة إصلاحية للمالية العامة، تمهد لمرحلة أوسع من ضبط الإنفاق العام، وإعداد ميزانيات أكثر واقعية، وتوجيه أفضل للموارد العامة، غير أن نجاح هذا التوجه مرهون بعدة شروط: وجود إرادة سياسية مؤسسية صادقة لاستخدام هذا النظام كأداة إصلاح وليس مجرد إجراء شكلي، وتفعيل دور الأجهزة الرقابية والتفتيشية في متابعة الالتزام بتحديث البيانات، والاستثمار في بناء القدرات البشرية في الإدارات المالية، بما يضمن فهمًا عميقًا للمنظومة الجديدة.

وأختتم قوله: ما قامت به وزارة المالية خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنّ التحدي لا يكمن فقط في الإعلان، بل في القدرة على التنفيذ الدقيق، وبناء الثقة مع الشركاء المؤسسيين والمواطنين على حد سواء. نأمل أن يُستكمل هذا المشروع حسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية ، بعيداعن الحسابات السياسية، وعلى قاعدة الإصلاح الحقيقي الذي يبدأ من ضبط المال العام وينتهي ببناء دولة فعالة وعادلة.