Skip to main content

الكاتب: A

تقرير دولي: انتعاش النفط يدفع اقتصاد ليبيا… والإنفاق الجاري وغياب الميزانية يهددان الاستدامة

كشف تقرير للبنك الدولي عن التطورات الاقتصادية الأخيرة لليبيا حيث تُبرز النتائج الرئيسية للأداء الاقتصادي تعافيًا قويًا لكنه هشًّا، إلى جانب استمرار اختلالات مؤسسية

انتعاش اقتصادي:

شهد الاقتصاد الليبي انتعاشًا قويًا في الناتج المحلي الإجمالي، مدفوعًا أساسًا بتعافي وتوسّع قطاع النفط. فقد ارتفع إنتاج النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 ليبلغ في المتوسط 1.3 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 17% على أساس سنوي. كما حافظت القطاعات غير النفطية على متانتها بدعم من الاستهلاكين العام والخاص.

تحسّن مالي (مع انحراف هيكل الإنفاق):

اتّسع الفائض المالي لحكومة الوحدة الوطنية ليصل إلى 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025. ويُعزى هذا التحسّن إلى زيادة إنتاج النفط وخفض قيمة الدينار الليبي في أبريل 2024، ما عزّز إيرادات المحروقات بنسبة 33%. غير أن الإنفاق العام واصل الارتفاع، مدفوعًا بزيادة بند الأجور والدعم، في حين تراجع الإنفاق الرأسمالي بشكل حاد، بما يعني انحراف الإنفاق نحو النفقات الجارية.

التجزؤ المؤسسي وغياب الميزانية الموحدة:

لا يزال المشهد السياسي متعثرًا بفعل التنافسات الراسخة بين حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الاستقرار الوطني المتمركزة شرق البلاد. ويُعد الفشل في إقرار ميزانية وطنية موحدة لعام 2025 مؤشرًا على استمرار الانقسامات السياسية، ما يقوّض إدارة المالية العامة على المستوى الكلي، ويحدّ من الشفافية، ويُضعف الانضباط المالي.

مخاوف نقدية:

رغم كبح نمو عرض النقد (M2)، واصل النقد المتداول خارج الجهاز المصرفي الارتفاع بنسبة 8.9%، بما يعكس استمرار ضعف ثقة الجمهور في النظام المصرفي. كما اتّسعت الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي بشكل ملحوظ خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2025.

  1. التوقعات والمخاطر

تبدو الآفاق الاقتصادية إيجابية، لكنها تعتمد بدرجة كبيرة على الاستقرار السياسي وأسواق الطاقة العالمية:

نمو قوي متوقّع:

من المنتظر أن يسجّل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموًا قويًا يبلغ 13.3% في 2025، مدفوعًا أساسًا بتوسّع أنشطة قطاع النفط. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو في عامي 2026 و2027 مع استقرار إنتاج النفط.

الوضعان المالي والخارجي:

يُتوقّع تحسّن الوضع المالي، مع وصول الفائض المالي إلى 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025. كما يُرجّح تضييق عجز الحساب الجاري، مع احتمال العودة إلى فائض قدره 3% بحلول 2027.

المخاطر الرئيسية:

تواجه التوقعات مخاطر سلبية كبيرة ناجمة عن استمرار التجزؤ السياسي والانقسامات المؤسسية وغياب الميزانية الوطنية الموحدة. وعلى الصعيد الخارجي، تشمل المخاطر تباطؤًا عالميًا أشدّ من المتوقع أو مزيدًا من تراجع أسعار النفط. ويظل التحدي طويل الأجل الأبرز هو تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على المحروقات.

  1. تركيز خاص على إدارة المالية العامة (PFM)

يستعرض هذا القسم التحديات والمسارات المقترحة لإصلاح إدارة المالية العامة:

مواطن الضعف: إن الجمع بين التجزؤ المؤسسي، وهياكل الميزانيات الموازية، والاعتماد الكبير على إيرادات النفط، يعرقل الإدارة السليمة للمالية العامة ويجعل التخطيط المالي عرضة للصدمات الخارجية. ويكشف تطبيق إطار الإنفاق العام والمساءلة المالية (PEFA) عن نواقص في نظام إدارة المالية العامة في ليبيا، لا سيما في إعداد الميزانية وتنفيذها وإعداد التقارير، مقارنة بدول أخرى هشة ومتأثرة بالنزاعات.

أولويات الإصلاح الأساسية: تركز أجندة الإصلاح في ليبيا، المُعدّة بالتعاون مع البنك الدولي، على ثلاث مجالات محورية:

إنشاء حساب الخزانة الموحد (TSA) لتجميع وإدارة الموارد النقدية الحكومية.

تطبيق وظيفة محسّنة لإدارة النقد.

مراجعة تصنيف الميزانية – دليل الحسابات (BC–CoA) المعمول به حاليًا.

شرط النجاح: يعتمد التنفيذ الناجح لهذه الإصلاحات اعتمادًا حاسمًا على التوافق السياسي والتعاون المؤسسي بين الجهات الرئيسية، ولا سيما وزارة المالية، ومصرف ليبيا المركزي، والقطاع المصرفي الأوسع.

يخلص البنك الدولي إلى أن التقييم الجاري ضمن إطار PEFA يمثّل فرصة محورية لحكومة الوحدة الوطنية لمراجعة أجندة الإصلاح وصقلها، والانتقال من التصميم الفني إلى تأمين الدعم السياسي والمؤسسي اللازم لبناء نظام إدارة مالية عامة أكثر شفافية ومتانة.

‏”دواعش المال العام”.. الداخلية تتوعّد تجّار العملة بالمصادرة وتفعيل.. من أين لك هذا؟‏

حذّر وكيل وزارة الداخلية بالحكومة الليبية، فرج أقعيم، تجّار العملة داخل المناطق الخاضعة لإدارة القوات المسلحة، من الاحتفاظ بالأموال داخل منازلهم أو مزارعهم وتكديسها بمبالغ ضخمة دون ترخيص، مؤكدًا أن هذا الفعل يُعد مخالفة صريحة للقانون.

وأوضح أقعيم أن بعض هؤلاء التجّار، وتتراوح أعمارهم بين 20 و25 عامًا، يحتجزون مبالغ تصل إلى 25 مليون دينار داخل محالهم، في وقت لا يتوفر في بعض المصارف حتى مليون دينار واحد، واصفًا هذا الوضع بغير المنطقي.

وأكد أقعيم توجيه تحذير أخير للتجّار بضرورة التقدّم فورًا وفتح محالهم، حيث سيتم مرافقتهم من قبل ضباط مختصين إلى المصارف لإيداع الأموال في حساباتهم، مع توفير الحماية اللازمة حتى إتمام عملية الإيداع، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمعاملات المالية عبر الصكوك والبطاقات المصرفية، ووفق الأساليب القانونية التي أقرتها الدولة.

وأضاف أن نيابة مكافحة الفساد ستباشر أعمالها اعتبارًا من الغد، وسيتم مصادرة المحال المخالفة وتفعيل قرار «من أين لك هذا؟»، تنفيذًا لأوامر القيادة العامة، مؤكدًا أن المخالفين سيُحالون إلى السجن، واصفًا إياهم بـ«دواعش المال العام».

وأشار أقعيم إلى أن الإجراءات المتخذة شرق البلاد، والتي شملت إغلاق مكاتب الصرافة وإعادة الأموال المكتنزة إلى المصارف، أسهمت في إيقاف تداول بيع وشراء الدولار في السوق الموازي خلال اليوم.

خاص.. “الرئاسي” يطالب المصرف المركزي بكشف تفاصيل توزيع النقد والكتلة المتداولة خلال 2025

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية على مراسلة مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي إلى مدير مكتب مصرف ليبيا المركزي بشأن تقرير تفصيلي بقيمة الفئات النقدية الموزعة على كافة المصارف مع تحديد الفروع والجهات المستلمة خلال عام 2025.

وأيضاً تقرير مفصل بأجمالي الكتلة النقدية المتداولة من جميع الاصدارات، إضافة إلى إجمالي قيمة الفئات النقدية التي تمت طباعتها بعد عمليات السحب المنجزة والقيم تحت الانجاز بالخصوص.

“الحضيري” يكتب: طلب مؤسسة النفط لقرض لزيادة القدرة الإنتاجية والأوهام المتكررة

كتب الخبير القانوني في مجال النفط “عثمان الحضيري” مقالاً قال خلاله:

قرأتُ مقالًا لأحد الإخوة المهتمين بالاقتصاد والمال يتحدث عن قرض منتظر للمؤسسة الوطنية للنفط ويتساءل: هل هو دعم ضروري لتطوير الإنتاج أم عبء مالي جديد؟ معتقدًا في الوقت ذاته أنه رؤية متفائلة حول قدرة القرض المقترح على إحداث نقلة نوعية في قطاع النفط الليبي، لكنه يتجنب التطرّق لعدد من النقاط الجوهرية التي تُعد محورًا أساسيًا في تقييم مثل هذه الخطوة الحساسة، ولذلك رأيت أن يكون ردي كالآتي:

ورغم وجاهة حجج أهمية التمويل لاستكمال المشاريع المتوقفة، إلا أن تقديم الأمر من زاوية واحدة دون معالجة الإشكالات البنيوية التي تعيق القطاع النفطي الليبي — سواء كانت إدارية أو سياسية أو رقابية — يُعد طرحًا ناقصًا.

أولًا: غياب الأرقام والتفاصيل الفنية

مثلًا: حجم القرض المطلوب، كلفة المشاريع المعنية، العائد المتوقع من كل مشروع، والجدول الزمني لتنفيذ الخطط.
هذا القصور يجعل التقييم أقرب إلى الانطباعات منه إلى التحليل الاقتصادي الدقيق.

ثانيًا: تجاهل سجل الإدارة الحالي

من خلال قراءة موضوعية لأداء المؤسسة في إدارة التمويلات السابقة والميزانيات الاستثنائية وتنفيذ المشاريع الكبرى، وهي نقطة محورية لتقييم قدرة الإدارة على استثمار القرض بشكل “موضوعي ومتوازن”. فالنجاح المالي ليس مرتبطًا بوجود المال فقط، بل بكفاءة استعماله، وشفافية التعاقدات، ومتانة منظومة الحوكمة، وقدرة الإدارات الحالية للمؤسسة وشركاتها على استثمار تلك الأموال بشكل علمي واقتصادي.

ثالثًا: البعد السياسي الغائب

القطاع النفطي في ليبيا ليس قطاعًا فنيًا خالصًا؛ بل يتأثر مباشرة بالانقسام السياسي، وتغيّر مراكز النفوذ، والإغلاقات المتكررة، والتدخلات الخارجة عن دائرة العمل المؤسسي، فضلًا عن الأطماع المالية التي نراها كل يوم نتيجة قرابات جهوية وقبلية.

هذه العوامل مجتمعة قد تجعل أي التزام مالي جديد عرضة للتعطيل أو السرقة في أي لحظة، وهو جانب لا يتم التطرق إليه بعمق في كثير من الأحيان.

رابعًا: هل تكون توصية منح القرض إيجابية؟

من حيث المبدأ، توفير التمويل للمؤسسة خطوة صحيحة وضرورية، لكن إيجابيتها مرهونة بشروط واضحة، منها:
تحديد أولويات المشاريع بدقة، ضمان الرقابة المالية المستقلة، منع توجيه القرض للنفقات التشغيلية، ونشر تقارير دورية حول الصرف والتقدم التنفيذي.

من دون هذه الضوابط قد يتحول القرض إلى عبء مالي جديد يُضاف إلى أزمات الدولة بدل أن يكون رافعة للإنتاج.

خامسًا: مواطن الخلل المحتملة

في حال توفر القرض، تبقى أبرز نقاط القلق:
احتمالية إساءة استخدام الأموال في ظل ضعف الرقابة من الأجهزة الرقابية نفسها، تضخم النفقات الإدارية على حساب المشاريع الإنتاجية، تبديد جزء من القرض نتيجة التداخلات السياسية، وخطر الإغلاقات أو الاضطرابات التي قد تعطل الإنتاج وتعرقل السداد. ومن خلال التجربة السابقة بتخصيص ميزانية استثنائية تزيد عن 52 مليار دينار ذهبت هباءً منثورًا ولم تحقق أي عائد، لا على مستوى زيادة الإنتاج ولا على مستوى تحسين أوضاع الحقول أو العاملين بها.

خلاصة الأمر:
إن القرض ليس مشكلة في حد ذاته، ولا هو حلٌّ سحري. إن نجاحه مرهون بوجود بيئة مؤسسية مستقرة، وإدارة ذات كفاءة، وآليات رقابية شفافة.

وما لم تُعالَج جذور الخلل في منظومة الحوكمة داخل القطاع، فإن ضخ الأموال — مهما كان حجمها — قد لا يحقق الزيادة المتوقعة في الإنتاج، وقد يضيف أعباء مالية جديدة إلى قطاع يعاني أصلًا من اختناقات متراكمة تتزايد كل يوم.

وعليه، على الجهات المانحة — سواء كانت الدولة أو المصارف التجارية أو المصرف الخارجي — أن تأخذ ما تقدّم في الاعتبار قبل خوض تجربة مكتوب عليها الفشل المتكرر.

خاص.. الرقابة الإدارية توقف إجراءات الشركات الرافضة للدفع الإلكتروني وتُجمّد نشاط “طلميثة الحديثة” بميناء مصراتة

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة الرقابة الإدارية بشأن مباشرةً في تعميم إيقاف إجراءات الشركات التي لا تقبل التعامل بالدفع الإلكتروني.

كما تخاطب إدارة ميناء ومركز جمرك المنطقة الحرة مصراتة بإيقاف كافة الإجراءات المتعلقة بشركة طلميثة الحديثة للتوكيلات الملاحية إلى حين قيامها بالإلتزام بقبول جميع وسائل الدفع المالي المعتمدة من مصرف ليبيا المركزي دون استثناء .

خاص.. “الوحش”: إجراءات المركزي وتشديد التدقيق وغياب الانضباط المالي ترفع الدولار إلى 8 دينارات

صرّح الخبير الاقتصادي “صابر الوحش” في تصريح خاص لصحيفة صدى الاقتصادية أن وصول سعر الدولار إلى مستوى ثمانية دينارات جاء رغم مباشرة مصرف ليبيا المركزي في تسوية الاعتمادات المستندية والأغراض الشخصية، مرجعاً ذلك إلى مجموعة من العوامل المتداخلة.

وأوضح “الوحش” أن الإجراءات الأخيرة للمصرف المركزي، وخاصةً تشديد التدقيق على الاعتمادات المستندية من حيث مراجعة أسعار السلع وكمياتها، أدّت إلى تقليص تدفق العملة الصعبة إلى السوق، مما تسبب في انخفاض جانب العرض بشكل واضح.

وأضاف أن الانقسام السياسي وعدم وضوح السياسة المالية خلقا حالة من الضبابية لدى المتعاملين، ودفعا التجار والمواطنين إلى التحوّط والاحتفاظ بالدولار كمخزن للقيمة، وهو ما أسهم في زيادة الطلب على النقد الأجنبي.

وأشار “الوحش” إلى أن اتساع الإنفاق الحكومي خارج القنوات التقليدية ساهم أيضاً في زيادة الضغوط على سعر الصرف، في ظل غياب ضوابط مالية واضحة.

كما لفت إلى أن الكتلة النقدية الكبيرة المجمّعة داخل الحسابات المصرفية—والتي تسعى للدخول إلى السوق—رفعت مستوى الطلب على العملة الصعبة، خصوصاً من خلال المعاملات التي تتم عبر الصكوك المصرفية.

واختتم “الوحش” تصريحه بالتأكيد على أن هذه العوامل مجتمعة خلقت فجوة واسعة بين العرض والطلب، ما جعل تأثير إجراءات المصرف المركزي بطيئاً مقارنة بحجم الضغوط الفعلية، وبالتالي استمرار صعود الدولار رغم البدء في تسوية الاعتمادات.

خاص.. “البرغوثي”: ضخ المركزي لا يكفي.. الدولار يواصل الصعود لهذه الأسباب الثلاثة

أكد الخبير الاقتصادي “محمد البرغوثي” في تصريح حصري لصحيفة صدى الاقتصادية أن استمرار ارتفاع سعر الدولار يأتي رغم قيام مصرف ليبيا المركزي بضخ كميات كبيرة من العملة الأجنبية عبر الاعتمادات المستندية وبطاقات الأغراض الشخصية، موضحاً أن الطلب في السوق ما يزال مرتفعاً بشكل يفوق حجم المعروض.

وأوضح البرغوثي أن أسباب هذا الارتفاع متعددة، إلا أن أبرزها يتركز في ثلاثة عوامل رئيسية، أولها التأخير في تنفيذ الاعتمادات والبطاقات، حيث تجاوزت مدة انتظار العديد من العمليات المحجوزة أكثر من شهر دون تنفيذ. وأشار إلى أن هذا التأخير مرتبط بعدم توريد إيرادات النفط إلى حسابات المصرف المركزي في الوقت المحدد، إلى جانب عمليات التدقيق والمراجعة التي تجريها شركة K2 على حركة النقد الأجنبي داخلياً وخارجياً، ما أدى إلى إبطاء دورة التنفيذ.

كما لفت إلى أن زيادة الطلب الموسمي استعداداً لشهري رمضان والعيد ساهمت في تضاعف الطلب على العملة الأجنبية، إذ كثّف التجار عمليات الاستيراد لتغطية احتياجات السوق خلال هذه الفترة، الأمر الذي خلق ضغطاً إضافياً، ولم تكن الكميات التي ضخها المصرف كافية لموازنة هذا الارتفاع في الطلب.

وأضاف البرغوثي أن اتساع الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي شجع على عمليات المضاربة والتحويل السريع من الدينار إلى الدولار بهدف تحقيق أرباح، وهو ما جعل ضخ العملة الأجنبية عبر القنوات الرسمية غير قادر وحده على كبح السوق، طالما بقيت المضاربة مجزية للمضاربين.

واختتم الخبير الاقتصادي تصريحه بالتأكيد على أن هذه العوامل الثلاثة—التأخير في التنفيذ، والطلب الموسمي المرتفع، والفجوة السعرية تمثل المحرك الأساسي لاستمرار صعود سعر الصرف، مشيراً إلى أنه دون معالجة متزامنة لهذه الأسباب سيظل الدولار يتجه نحو الارتفاع مهما ضخ المصرف المركزي من عملة أجنبية.

“الحضيري”: إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة

كتب: الخبير القانوني في مجال النفط “عثمان الحضيري” مقالاً

لقد تابع الشعب الليبي باهتمام بالغ ما كشفه النائب العام من قضايا فساد خطيرة تورّط فيها مسؤولون في وزارات وهيئات وشركات عامة.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطن موقفًا حكوميًا صارمًا يضع مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، يلاحظ الكثيرون وجود إشارات تُفهم على أنها تعاطف أو حماية لبعض المسؤولين قيد التحقيق، وهو ما يثير القلق ويضعف ثقة الناس في جدية الحكومة تجاه ملف مكافحة الفساد.

ومن هذا المنطلق الوطني ولا مصلحة شخصية لي لكوني لا علاقة لي بمؤسسات الدولة وظيفياً ،

واسمح لي أن أؤكد لكم بوضوح ما يلي:

  1. حماية أي مسؤول متهم أو محاولة التبرير له قبل إنتهاء التحقيقات يُعدّ مساسًا بهيئة الدولة وباستقلال القضاء.

لا يحق لأي جهة تنفيذية التدخل، مباشرة أو بشكل غير مباشر، في عمل النيابة العامة أو التأثير على الرأي العام لصالح المتهمين .

  1. المرجوا اتخاذ موقف حكومي واضح باصدار رسالة ( وقف عن العمل ) لكل من يخضع للتحقيق وبشكل فوري .

ليس من المقبول أن يستمر أي مسؤول متهم في أي وزارة أو إدارة مؤسسة عامة بينما هو تحت طائلة التحقيق، لأن ذلك يفتح الباب للضغط على الموظفين وتغيير الأدلة والتأثير على الشهود وشهدنا ذلك في قضية وزارة النفط بخصوص ( إتاوات وضرائب شركة ونترسهال والموقف الصارم لمدير إدارة محاسبة الشركات بالوزارة والذي تم استبعاده من الإدارة المعنية ) .

  1. إن صمت الحكومة أو ترددها يرسل رسالة خاطئة مفادها أن حماية المسؤول أهم من حماية الدولة.

والمواطن يرفض أن تتحوّل المؤسسات العامة إلى مظلة للنفوذ أو الحصانة.

  1. أخي المهندس عبدالحميد،، أنتم مسؤولون أمام التاريخ قبل أن تكونوا أمام الشعب.

إن اتخاذ موقف قوي وحاسم اليوم سيُسجَّل كخطوة تعيد هيبة الدولة، بينما تجاهل هذا الملف سيُفهم على أنه قبول ضمني باستمرار الفساد.

  1. ليبيا لن تستقر طالما يُعامل الفاسدون وكأنهم فوق القانون.

والواجب الوطني يقتضي منكم دعمًا مطلقًا وغير مشروط للنيابة العامة وأجهزة الرقابة المختلفة ولجان الفحص والتدقيق المشكلة من رئيس اللجنة المالية العليا، وإصدار تعليمات واضحة بعدم التدخل في سير التحقيقات بأي شكل كان.

وفي الختام، إن الشعب الليبي ينتظر من سيادتكم موقفًا قياديًا شجاعًا يقطع الطريق أمام أي نفوذ أو حماية أو تبرير، ويثبت أن الحكومة مع القانون، لا مع الأشخاص، فالصمت لم يعد خيارًا، والتردد أصبح مكلفًا، والمحاسبة ضرورة لإنقاذ ما تبقى من الدولة.

نصية يكتب: أزمة السيولة… مواطن يختنق واقتصاد يترنّح

كتب “د.عبدالسلام عبدالله نصية”: تشهد ليبيا منذ سحب الفئات النقدية الجديدة من فئتي الـ20 والـ5 دينارات موجة جديدة من الاختناق المالي، أعادت إلى الواجهة مشاهد الطوابير الممتدة أمام المصارف وأجهزة الصراف الآلي، وسط غياب أي ضمان للحصول على السيولة. وفي الوقت الذي يواصل فيه سعر الصرف ارتفاعه في السوق الموازية دون كوابح واضحة، تتآكل القدرة الشرائية للمواطن يومًا بعد يوم، لتتعمّق الأزمة المعيشية بصورة غير مسبوقة.

ومع استمرار الإنفاق الاستهلاكي المنفلت، وتراكم الأعباء الناتجة عن السياسات الاقتصادية غير الرشيدة، يجد المواطن نفسه الحلقة الأضعف في سلسلة القرارات المالية، بينما تُعفى الجهات المعنية من تحمل مسؤولياتها. وتزداد المخاوف من أن تتجه البلاد نحو رفع جديد في سعر الصرف، في ظل توسع الإنفاق العام واستمرار سياسة الاستيراد غير المنضبط.

ورغم أن مصرف ليبيا المركزي يُعدّ من أبرز المؤسسات السيادية المكلفة بإدارة المال العام وحماية الاستقرار النقدي وضمان سلامة النظام المصرفي، إلا أن هذه المهام تبدو مهددة في ظل الصراعات السياسية القائمة. فالمصرف، الذي يفترض أن يعمل بمعزل عن التجاذبات، بات في كثير من الأحيان جزءًا من المشهد السياسي المحتقن، ما يضعف قدرته على اتخاذ قرارات مهنية بعيدة عن الحسابات الضيقة.

إن إدارة المصرف المركزي تحتاج إلى قيادة تمتلك الكفاءة العلمية والخبرة الفنية، وتعمل وفق رؤية متماسكة لا تُخضع القرارات النقدية لاعتبارات الولاء أو موازين القوى. فدون قيادة رشيدة، ستبقى المؤسسة المالية الأهم في البلاد رهينة الانقسام، ما يعرّض الاقتصاد الوطني لمزيد من الهشاشة.

لا تنقص الاقتصاد الليبي الحلول، بقدر ما تنقصه الإرادة السياسية والحوكمة السليمة. فالإصلاحات الممكنة — سواء في ضبط الإنفاق، أو توحيد السياسة النقدية، أو معالجة التشوهات في سوق الصرف — قابلة للتنفيذ، لكنها تتطلب قرارًا شجاعًا وإدارة شفافة. وفي المقابل، فإن استمرار النهج الحالي سيبقي المواطن في مواجهة مباشرة مع تبعات الانقسام، وسيدفع ثمن أي اضطراب مالي أو نقدي.

ختامًا…

إن قيادة المصرف المركزي في هذا التوقيت الحرج ليست منصبًا للمناورة أو لتوزيع النفوذ، بل امتحان حقيقي للوطنية والكفاءة. فالخيارات واضحة: إما إدارة قادرة على حماية الثقة المترنّحة في المؤسسات المالية، أو استمرار الانهيار التدريجي الذي يفاقم المعاناة اليومية للمواطنين.

خاص.. “الدبيبة” يصدر تعليماته بالإفراج عن حسابات تخص مصرف التنمية بالدولار واليورو

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة أمين عام مجلس وزراء حكومة الوحدة إلى وزير المالية بخصوص مراسلة رئيس لجنة إدارة مصرف التنمية والتي تتضمن طلبه الإفراج عن الحسابات لدى المصرف الليبي الخارجي والمجمدة بناءً على كتاب وزير مالية حكومة الوفاق السابق . 

وتضمنت المراسلة تعليمات “عبدالحميد الدبيبة” بالإفراج عن حسابات تخص مصرف التنمية بالدولار واليورو

خاص.. “الزنتوتي”: الاتفاق التنموي الموحّد.. هل يُرسي فعلاً لبداية تنمية مستدامة للوطن؟

كتب: المحلل المالي “خالد الزنتوتي” مقالاً

هلّل وفرح واستبشر الكثير منا، وحتى العالم الخارجي زغرد معنا، لوصول الأطراف (التشريعية المتصارعة) إلى اتفاق بخصوص (توحيد الإنفاق التنموي)، حتى وإنّه اتفاق مجهول لا أحد يعرف ماهيّته وبواعثه وأرقامه.

ولأننا فقدنا كلمة (اتفاق) لسنين طوال لم نجد فيها إلا الخلاف والاختلاف، وبقوة السلاح أحيانًا، لذا فقد زغرد وصفّق الكثير منا لاتفاق لا يعرف أحد محتواه، بل ذهب بعضنا إلى التنبؤ بانعكاسه على رفع قيمة الدينار وارتفاع الناتج المحلي وانخفاض التضخم ورفع مستوى المعيشة!! لعلّ جميعنا يأمل ذلك، ولكن كيف عرفوا ذلك؟ هل عُرضت في هذا الاتفاق أرقام وأهداف وبرامج محددة للتنمية؟

أنا لم أجد ذلك… وجدت فقط صورًا تذكارية تجمع بين محافظ المركزي وطرفي النواب والدولة يوقّعون الاتفاق ويتبادلون الوثائق، والمموِّل يتوسطهما، وكأنهما طرفا نزاع مع وسيط لحل النزاع!!

الذي نأمله هو تعزيز دور التنمية في الاقتصاد الوطني، وهذا لا يتم إلا بتخصيص الموارد اللازمة لخلق تنمية مستدامة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

دعونا الآن نتكلم على رقم التنمية المنشور في نشرة المركزي حتى نهاية أكتوبر؛ نجد أن ما تم إنفاقه فعليًا هو فقط مبلغ 3.7 مليار دينار، ويمثل ما نسبته 3.9% من إجمالي الإنفاق. وهذه نسبة ضئيلة جدًا لا ترقى حتى إلى أبسط متطلبات التنمية في دولة مثل ليبيا.

ومن بعض الإحصائيات المنشورة، فإن نسبة الإنفاق التنموي في دول العالم تتراوح ما بين 15% إلى ما يزيد على 30% من الإنفاق العام لبعض الدول ذات الاقتصاديات الناشئة.

ولعلّنا في ليبيا نفتقر طيلة السنوات الماضية لقاعدة للتنمية المستدامة، ولذا فإننا نحتاج إلى ما يربو على ما نسبته أكثر من 20% من إجمالي الإنفاق ليتم تخصيصه للتنمية.

فهل هذا (الاتفاق التنموي الموحّد) يخصّص مثل تلك النسبة للتنمية؟ هذا ما نأمله فعلاً، ولو أننا نعي أن أكثر من 90% من الإنفاق العام يذهب للمرتبات والدعم، وهذا ما يتطلّب فعلاً علاجه، وهي مسؤولية كبيرة على المركزي في رسم برنامج تنموي موحد وذلك بالاشتراك مع الجهات التنفيذية المعنية!!

ثم سنجد مشكلة أخرى وهي كيفية توزيع ما يخصّص للتنمية مكانيًا ونوعيًا، وهنا ستخرج علينا أصوات بمفهوم (حصتي وحصتك)، وستنعدم عند ذلك فرص التنمية المستدامة للوطن.

لا يهمّني أن تكون التنمية في منطقة جغرافية واحدة من الوطن طالما لها انعكاسها على اقتصاد الوطن بأكمله.

فهل نصل — ومن خلال هذا (الاتفاق التنموي الموحّد) — لتحقيق هذا الهدف دون محاصصة ودون فساد ودون سوء إدارة؟

خاص.. “علي الشريف”: يُمهد الاتفاق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة لتوحيد بقية البنود المالية ويشكل خطوة عملية في ضبط مسارات تمويل المشروعات التنموية

صرح أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي “علي الشريف” قائلاً: على خلفية ما تشهده مناطق شرق البلاد وجنوبها من نهضة عمرانية متسارعة، جاء اتفاق مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة ليشكل خطوة محورية نحو توحيد الرؤية المالية للدولة.

مُضيفاً: وضع هذا الاتفاق أساساً لاعتماد موازنة تنموية موحدة يمكن لمصرف ليبيا المركزي التعامل معها دون اعتراض من أي جهة تنفيذية، الأمر الذي يجعله مقدمة عملية لإنهاء حالة الازدواجية في التصرف المالي.

قال كذلك: ومع إقرار آلية موحدة للإنفاق، يغدو توجيه الموارد نحو مشروعات تنموية تغطي مختلف مناطق ليبيا أكثر انتظاماً، بما يعزز استمرارية برامج التنمية.

تابع “الشريف” بالقول: كما يمهد الاتفاق لتوحيد بقية البنود المالية، مما يساهم في استعادة الانضباط المالي للدولة، وتقليل الازدواجية في الصرف، ورفع كفاءة الإنفاق العام، وبذلك يشكل خطوة عملية في ضبط مسارات تمويل المشروعات التنموية، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من المخاطر المحتملة التي قد تواجه الاقتصاد الكلي، إن شاءالله يكون هذا الاتفاق فاتحة خير للاتفاق على حكومة موحدة تقوم بحل كافة المشاكل الاقتصادية بالتعاون مع المصرف المركزي.

خاص.. “المركزي”: يجري التوجّه نحو إعداد ميزانية موحّدة لعام 2026 عقب اتفاق الأطراف

كشف مصرف ليبيا المركزي حصريًا لصحيفة صدى الاقتصادية بأنه بعد خطوة توحيد الإنفاق التنموي اليوم، يجري التوجّه نحو إعداد ميزانية موحّدة لعام 2026 عقب اتفاق الأطراف.

وبحسب المركزي فإن ذلك يتزامن مع دراسة مقترح إلغاء الضريبة على بيع النقد الأجنبي .

خاص.. “المركزي” يفصح عن توحيد الإنفاق التنموي بمساعي المحافظ .. وهذه التفاصيل

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن توحيد الإنفاق التنموي، بعدما توجّت مساعيه في التنسيق مع مجلسي النواب والدولة بالاتفاق على هذه الخطوة.

وبحسب المركزي فإنه من المتوقع أن تترك آثارًا إيجابية على الاستقرار المالي وتحسين توجيه الموارد العامة.

هذا ورحب مصرف ليبيا المركزي بتوقيع اتفاق بشأن البرنامج التنموي الموحد بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ويعتبره خطوة وطنية مهمة نحو تعزيز الاستقرار المالي وتوحيد جهود التنمية في كافة ربوع ليبيا.

وقال المركزي: نؤكد دعمنا للاتفاق الذي يجسد روح المسؤولية المشتركة، ويعزز مبادئ الشفافية والحوكمة، ويضع إطاراً واضحاً لتوحيد قنوات الإنفاق، والصرف على مشروعات التنمية، ويؤثر إيجاباً على الاقتصاد عن طريق توجيه الموارد نحو الاستثمار المنتج في قطاعات مثل البنية التحتية والتعليم والصحة، مما يعزز النمو الاقتصادي وتحسين الأوضاع الاجتماعية.

وأضاف المركزي: سيساهم الإجراء في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وبما يضمن العدالة في توزيع الموارد وتحقيق التنمية المستدامة ويعد خطوة إستباقية وضرورية لحماية الاقتصاد الكلي من أزمات أكبر سبق ان حَذَّرَ منها مجلس ادارة المصرف المركزي.

وأفاد المركزي: نثمّن مصرف ليبيا المركزي ماورد في بنود هذا الاتفاق، ويؤكد استعداده التام لتنفيذ المهام المنوطة به وفقاً للتشريعات النافدة مضيفاً بالقول: نجدد إلتزامنا بالعمل مع كافة الأطراف الوطنية بروح التعاون والتنسيق، لضمان نجاح هذا الاتفاق وتحقيق أهدافه في خدمة الوطن والمواطن.

“الشريف”: “الفساد في المصارف جزء بسيط من جبل أكبر ينهش مؤسسات الدولة”

كتب: الخبير الاقتصادي “إدريس الشريف” مقالاً

▪︎ تزايدت في الأيام الأخيرة ظاهرة التجاوزات المالية ووقائع الفساد في المصارف الليبية التي كشف عنها مكتب النائب العام، ولن أزيد عما كتبه عدد من الأساتذة والمتخصصين حول أسباب انتشار هذه الظاهرة .

غير إني أود القول أن الفساد في القطاع المصرفي يمثل جزءا بسيطا فقك من الفساد المستشري في كل أجهزة الدولة ووزاراتها ومؤسساتها، بل ربما هو الأقل، وبكثير !.

الفارق هو أن المصارف (نظراً لطبيعة عملها) أكثر انضباطا من الناحية المحاسبية مقارنة ببقية المؤسسات والأجهزة الإدارية الأخرى وأموالها (خاصة)، وبالتالي يتم اكتشاف التجاوزات والمخالفات بسرعة !.

فبالرغم من أن الإعلان الدستوري منح ديوان المحاسبة – في مادته رقم 28 – اختصاص (الرقابة المالية على جميع الإيرادات والمصروفات وكافة الأموال المنقولة والثابتة المملوكة للدولة، والتأكد من حسن استخدام هذه الأموال والمحافظة عليها).

إلا أن أكثر من ثلثي الإنفاق العام حالياً لايخضع لأي نوع من المراجعة او الرقابة المالية! ويشمل ذلك إنفاق الجهات السيادية العليا كمجالس النواب والدولة والرئاسي والاجهزة القضائية والرقابية والأمنية والعسكرية وبعض الأجهزة التتفيذية.

هذه الجهات استثنت نفسها من المراجعة المالية أما بموجب تشريعات فصلت على مقاس هذه الجهات وأما بقوة الامر الواقع ! .

ومن المؤكد أن (الجزء المخفي من جبل الفساد) هو أكبر بكثير مما نتوقع؛ وأن كنا نلمس ونحس ونلاحظ بوضوح النتائج على الاقتصاد وعلى مستوى المعيشة، وظهور الطبقية والتفاوت غير المبرر في مستويات الدخول بين المواطنين .