Skip to main content

الكاتب: صدى ليبيا

حصرياً لصدى.. المركزي: السحب النقدي بالصك حتى 2000 دينار بدون أي عمولة

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية على مراسلة مصرف ليبيا المركزي إلى المصارف بخصوص ضوابط تسعير الخدمات المصرفية

وتضمنت المراسلة تعليمات المركزي عدم فرض أي عمولات مصرفية على السحب النقدي للأفراد بصك مصرفي بحد أقصى مبلغ 2000 دينار

حصرياً لصدى.. المركزي: السحب النقدي بالصك حتى 2000 دينار بدون أي عمولة
حصرياً لصدى.. المركزي: السحب النقدي بالصك حتى 2000 دينار بدون أي عمولة 1

حصريًا.. المركزي يُصدر ضوابط صارمة لتسعير الخدمات المصرفية ويُلزم المصارف بالإفصاح الكامل ومنع أي رسوم إضافية

تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على تعميم مصرف ليبيا المركزي ضوابط تسعير الخدمات المصرفية مع ضرورة الإلتزام بها وعدم فرض أي رسوم أخرى غير منصوص عليها والإفصاح عن كافة أسعار الخدمات المصرفية

وتضمنت الضوابط فرض عمولة على السحب النقدي وتتمثل في 1000 دينار أو أقل بعمولة دينار ومن 1001 إلى 10 آلاف 1.0‎%‎ ، ومن 10.001 ألف إلى 100 ألف 1.5‎%‎، وفي حال تجاوز الصك 100 ألف دينار فتصل العمولة إلى 2.0‎%‎

ربيع شرير: دعوة إلى رئيس مؤسسة النفط ومحافظ المركزي بوقف التعامل مع شركة “أوراكل”

دعا ربيع شرير رئيس منتديات تطوير القطاعات المصارف الليبية والشركات النفطية إلى البحث العاجل عن بدائل فورية لمنظومات شركة “أوراكل”، بعد أن اتضح تورط الشركة في دعم غير مشروط للوبي الكيان الصهيوني داخل الولايات المتحدة.

وقال رئيس المنتديات في تصريح صحفي: “على المصارف الليبية والشركات النفطية أن تباشر بشكل عاجل في البحث عن بدائل فورية لمنظومات شركة “أوراكل”، بعد أن اتضح تورطها في دعم لوبي الكيان الصهيوني داخل الولايات المتحدة، ومهما بلغت هذه الشركة من قوةٍ عالمية في مجال التقنية، فإن البدائل عنها متوفرة وكثيرة، ولا مبرر للاستمرار في الاعتماد عليها.”

وأضاف أن رسائل البريد الإلكتروني المسربة مؤخرًا في الولايات المتحدة، والتي نُسبت إلى رئيس الشركة، “تكشف مواقف صريحة تجعل من العار على أي مؤسسة ليبية أن تواصل شراء خدماتها”.

واختتم بالقول: “بناءً على ذلك، أدعو محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط إلى توجيه المؤسسات التابعة لهما التي تستخدم منظومات “أوراكل” ببدء دراسة عاجلة لوقف التعامل مع هذه الشركة، حمايةً لمؤسساتنا الوطنية وصونًا لما تبقى من بياناتنا.

خاص.. المركزي يواصل ضخ العملة الأجنبية ويفتح بيع مخصصات الأغراض الشخصية غداً

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن إستمراره من يوم الغد في منح موافقات للاعتمادات بقيمة مليار دولار ليبلغ اجمالي الموافقات نهاية الأسبوع 2 مليار دولار ،حتى الانتهاء من تسوية كافة الاعتمادات المدرجة بمنصة الحجز .

كما أن إدارة الحسابات بالمركزي مستمرة في بيع العملة للمصارف حتى الانتهاء من المبلغ المدرج بالمنظومة بقيمة 1.7 مليار دولار والبدء يوم غد في بيع مخصصات الأغراض الشخصية .

خاص.. المركزي يعمل حتى ساعات متأخرة لتسوية الاعتمادات ويؤكد استمرار فتح المنظومة غداً الخميس

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن مواصلة موظفيه العمل حتى هذه اللحظة لمنح الموافقات للمصارف وتسوية المعلّقات في منظومة الاعتمادات.

وذلك حرصاً على تنفيذ ما تم التعاهد به من قبل موظفي المركزي ، مع تأكيد استمرار فتح المنظومة أمام المصارف غدًا الخميس

خاص.. عدد من التجار يؤكدون لصدى تلقيهم موافقات على طلبات الاعتمادات عبر المنصة الجديدة اليوم

أكد عدد من التجار في تصريحات خاصة لصحيفة صدى الاقتصادية عن تلقيهم رسائل من مصرف ليبيا المركزي تفيد بالموافقات على طلبات الاعتمادات المقدمة من قبلهم.

مشيرين إلى أنهم استكملوا إجراءات الشحن عبر المنصة الجديدة المخصصة لحجز العملة الأجنبية.

خاص.. المركزي: سيتم اخطار زبائن المصارف برسائل بالموافقة على منح الاعتمادات المنفذة.. وسنعلن عن النتائج نهاية دوام اليوم

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن مباشرة إدارة الحسابات في تنفيذ وبيع 1.7 مليار دولار للمصارف لتغطية الاعتمادات ومنح موافقات جديدة بقيمة 2 مليار دولار .

مؤكداً بأنه سيتم اخطار زبائن المصارف برسالة نصية بالموافقة على فتح الاعتماد وهذه خطوة تسهل للموردين الحصول على المعلومة والتواصل مع مصارفهم ، وسيتم الإعلان عن نتائج عمل اليوم الاربعاء نهاية عمل هذا اليوم .

خاص.. “المركزي” يباشر في تنفيذ خطته لتوفير السيولة في حدود احتياجات المواطن الشهرية بقيمة ثلاثة آلاف دينار

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن البدء في تنفيذ خطة لتوفير السيولة من المصارف التجارية وفي حدود احتياجات المواطن الشهرية ثلاثة آلاف دينار مع توفير مخزون السيولة طيلة الأشهر القادمة مع استمرار تشجيع استخدام وسائل الدفع الالكتروني

كما باشر المركزي صباح اليوم تنفيذ مرتبات شهر سبتمبر اليوم عبر منظومة راتبك لحظي ، لعدد مليون موظف .

متابعاً بالقول: كنا نأمل من وزارة المالية إحالة كل المسجلين بالمنظومة لتسهيل عملية صرف الرواتب، إلا أنه تم تأجيل الموضوع لشهر أكتوبر وهي آخر فرصة للجهات للاستمرار في نظام الحوافظ.

خاص.. المركزي يباشر في صرف مرتبات سبتمبر عبر “راتبك لحظي” لمليون موظف.. ويؤكد بأن أكتوبر  آخر فرصة للجهات للاستمرار في نظام الحوافظ

كشف مصرف ليبيا المركزي يكشف حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية عن بدء تنفيذ مرتبات شهر سبتمبر اليوم عبر منظومة راتبك لحظي ، لعدد مليون موظف

وقال المركزي؛ كنا نأمل من وزارة المالية إحالة كل المسجلين بالمنظومة لتسهيل عملية صرف الرواتب، إلا أنه تم تأجيل الموضوع لشهر أكتوبر وهي آخر فرصة للجهات للاستمرار في نظام الحوافظ.

وتابع: نؤكد البدء في تنفيذ خطة لتوفير السيولة من المصارف التجارية وفي حدود احتياجات المواطن الشهرية ثلاثة آلاف دينار مع توفير مخزون السيولة طيلة الأشهر القادمة مع استمرار تشجيع استخدام وسائل الدفع الالكتروني .

خاص.. المانع لصدى: ليبيا والبنك الدولي “تعاون استشاري وليس استدانة”

كتب المستشار “مصطفى المانع” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: ليبيا والبنك الدولي”تعاون استشاري وليس استدانة”

تشهد علاقة ليبيا مع مجموعة البنك الدولي خلال الفترة الأخيرة تطورًا ملحوظًا، يقوم على الشراكة الفنية وتبادل الخبرات ولا علاقة لذلك بالاستدانة من البنك. فالبنك الدولي لا يقتصر دوره على الإقراض، بل يمتد ليقدّم حزمة واسعة من الخدمات الاستشارية والتحليلية التي تدعم الدول الأعضاء في إصلاح مؤسساتها، وتحسين كفاءة سياساتها الاقتصادية، وتعزيز الشفافية في إدارة المال العام.

لقد انضمّت ليبيا إلى البنك الدولي منذ خمسينيات القرن الماضي، وظلت عضويتها فاعلة رغم التحديات السياسية والاقتصادية. اليوم، تزداد الحاجة للاستفادة من خبرة البنك في إعادة هيكلة المؤسسات الاقتصادية الوطنية وبناء قاعدة معرفية تساعد في رسم السياسات العامة، خاصة في ظل مساعي حكومة الوحدة الوطنية لتعزيز الاستقرار وتحريك عجلة التنمية.

خاص.. المانع لصدى: ليبيا والبنك الدولي "تعاون استشاري وليس استدانة"
أبريل الماضي حكومة الوحدة الوطنية توقع مذكرة تفاهم مع البنك الدولي في واشنطن

من المهم الإشارة إلى أن التعاون مع البنك الدولي في السياق الليبي لا يعني بالضرورة الاستدانة، بل يعتمد على برامج استشارية تشمل:
• تقديم دراسات تحليلية واراء استشارية حول الاقتصاد الكلي وإدارة المالية العامة.
• دعم بناء القدرات المؤسسية وتعزيز نظم الحوكمة.
• تطوير بيئة الاستثمار وتسهيل الشراكات مع القطاع الخاص، وغير ذلك من فرص الدعم.

“تجارب دول الخليج مع البنك الدولي”

هذا النموذج من التعاون ليس حكرًا على ليبيا؛ بل تتبنّاه دول مقتدرة ماليًا مثل دول الخليج، التي تلجأ إلى البنك الدولي للحصول على المشورة الفنية وإدارة بعض البرامج، رغم امتلاكها موارد مالية ضخمة. ومن أبرز الأمثلة:

السعودية: تعتمد على برنامج الخدمات الاستشارية القابلة للسداد (RAS)، في مجالات مثل إصلاح النظام الضريبي (ضريبة القيمة المضافة) ودعم مستهدفات رؤية 2030.

الإمارات:تعاونت مع البنك في تطوير السياسات البيئية وتعزيز استراتيجيات الطاقة النظيفة، إضافة إلى دعم بعض مبادرات التعليم.

الكويت: أبرمت عدة اتفاقيات خدمات استشارية قابلة للسداد لدعم إصلاحات القطاع المالي وتحسين بيئة الأعمال.

قطر: ركز تعاونها على برامج التعليم وتنمية المهارات، كما ساهمت في دعم المؤسسة الدولية للتنمية (IDA) الموجهة للدول الفقيرة.

هذه الأمثلة تعكس أن التعامل مع البنك الدولي لا يرتبط بالقدرة المالية للدول، بل بالحاجة إلى المعرفة العالمية والخبرة المؤسسية.

خاص.. المانع لصدى: ليبيا والبنك الدولي "تعاون استشاري وليس استدانة"
الدبيبة يستقبل نائب رئيس البنك الدولي في فبراير الماضي

“حرص الحكومة على عودة المؤسسات الدولية والشركات الاجنبية”

في فبراير الماضي، زار نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طرابلس، حيث التقى رئيس الحكومة السيد عبد الحميد الدبيبة وعددًا من المسؤولين، وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية تفعيل التعاون الفني بين الطرفين.

وفي أبريل 2025، وُقّعت مذكرة تفاهم بين الحكومة الليبية والبنك الدولي في واشنطن، تهدف إلى تأطير مجالات الدعم الفني والاستشاري وتوسيع مجالات التعاون في مجالات الاقتصاد الكلي والحوكمة وإدارة المشاريع.

من المؤشرات الإيجابية الأخرى، قرب إعادة افتتاح مكتب البنك الدولي في طرابلس بعد سنوات من التوقف، وهو ما سيعزز من وجود المؤسسة الدولية ميدانيًا، ويتيح تنفيذ برامج الدعم الفني بشكل أكثر فاعلية، مع توفير قناة اتصال مباشرة بين الفرق الفنية للبنك والمؤسسات الليبية.

خاص.. المانع لصدى: ليبيا والبنك الدولي "تعاون استشاري وليس استدانة"
زيارة الوفد الأمني للبنك الدولي إلى طرابلس

“ختاماً”

إن علاقة ليبيا مع البنك الدولي ليست مسألة اقتراض، بل هي استثمار في المعرفة والخبرة. ومن خلال هذا التعاون، تسعى ليبيا إلى بناء مؤسسات قادرة على إدارة مواردها بكفاءة، وتهيئة بيئة اقتصادية جاذبة، بما يتماشى مع تجارب دول عديدة مقتدرة وجدت في البنك شريكًا استراتيجيًا في التخطيط والتطوير.

خاص.. المركزي لصدى: من أهم الخطوات القادمة مكافحة تهريب السلع وتصديرها عبر المنافذ مع عقوبات رادعة للمهربين شركات وأفراد

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية أنه من أهم الخطوات القادمة مكافحة تهريب السلع وتصديرها عبر المنافذ الحدودية بالتعاون من وزارة الاقتصاد والأجهزة الرقابية والأمنية ، والتي تتسبب في هدر كبير للموارد .

مضيفاً بأنه ستكون هناك عقوبات رادعة قوية من الجهات الأمنية والقضائية للمهربين من الشركات والأفراد .

خاص.. المركزي لصدى: عدد الحجوزات للاعتمادات التي وافقت عليها المصارف منذ إطلاق المنصة 6100 بقيمة 6 مليار دولار

كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية بالقول أن عدد الحجوزات للاعتمادات التي وافقت عليها المصارف منذ إطلاق منصة حجز الاعتمادات 6100 اعتماد بقيمة 6 مليار دولار ، المحول منها للمصرف المركزي 3.7 مليار دولار ، وسيتم تحويل باقي القيمة حال تغطية قيمة الاعتمادات من قبل زبائن المصارف .

وبحسب المركزي فهذا يعكس اتجاه كامل الطلب على الاعتمادات للقطاع المصرفي والخروج من السوق السوداء التي تقلص نشاطها نتيجة تسهيل الحصول على الاعتمادات لكل الموردين والضوابط والقيود التي منعت الاستيراد إلا عن طريق معاملة مصرفية ، وهذا سيقلل نشاط السوق والاقتصاد الموازي .

خاص.. المركزي لصدى: منع الاستيراد إلا بإجراءات مصرفية حيز التنفيذ.. وسنصدر إجراءات لتمكين الموردين من التحويل المباشر للسوق الصيني

قال مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: تحاورنا مع وزارة الاقتصاد في تنفيذ حزمة من الإجراءات لتنظيم عملية الاستيراد ، ومنع الاستيراد إلا بإجراءات مصرفية حيز التنفيذ ، لمساعدة صغار التجار وضمان انسياب السلع مع السوق الصيني.

وتابع المركزي: سنصدر إجراءات جديدة لتمكين الموردين من التحويل المباشر للسوق الصيني ،وبشروط وضوابط تضمن استخدام التحويلات للأغراض المطلوبة .

البرغوثي: العملة القوية لا تقاس بسعر صرفها

كتب أستاذ الاقتصاد “محمد البرغوثي”: العملة القوية لا تقاس بسعر صرفها

كثيرا ما يتم الخلط بين مفهوم سعر العملة كما يظهر في السوق أو أمام الدولار واليورو، وبين قوة العملة بمعناها الاقتصادي الأعمق، فالعملة القوية ليست بالضرورة تلك التي يكون سعر صرفها مرتفعا ، بل تلك التي تستند إلى مقومات اقتصادية ومالية ومؤسساتية قوية وصلبة.

قوة العملة، أبعد من مجرد سعر صرف

قوة العملة تقاس بعدة عوامل، من أبرزها:
• قوة الاقتصاد الحقيقي، التنوع في الإنتاج وقدرة الاقتصاد على خلق قيمة مضافة حقيقية.
• حجم الاحتياطيات الأجنبية كالعملة الأجنبية والس والأصول الأخرى والذهب فكلما ارتفعت الأصول السائلة والغير السائلة والذهب لدى المصرف المركزي، ازدادت ثقة الداخل والخارج بالعملة.
• الثقة بالمؤسسات النقدية. ولا سيما استقلالية وكفاءة المصرف المركزي.
• الاستقرار السياسي والأمني، إذ يصعب أن تكتسب العملة قوة في بيئة مضطربة.
• التوازن النقدي،أي أن لا يتجاوز الإصدار النقدي قدرة الاقتصاد على امتصاصه من خلال الإنتاج أو الإيرادات الحقيقية.

الحالة الليبية، أين يكمن الخلل؟

في السياق الليبي، لا يمكن القول إن الضغط على الدينار جاء من الإنفاق الحكومي الطبيعي (المرتبات والخدمات العامة). بل العكس، الدينار تعرض لضغوط كبيرة نتيجة خلق نقود من عدم عبر تمويل العجز الحكومي بسندات وأذونات خزانة وغيرها من وسائل التمويل بالعجز، وهو ما ضخ كتلة نقدية كبيرة في السوق دون أن يقابلها إنتاج أو إيرادات دولارية حقيقية. هذه السيولة خلقت طلبًا إضافيًا على الدولار، ورفعت سعره بشكل ملحوظ، ناهيك عن الفساد المنتشر في جزء كبير من المؤسسات في الدولة .

إن قوة الدينار الليبي لا تُقاس فقط بسعر صرفه، وإنما بمدى قدرة السياسة النقدية والمالية على تحقيق الانضباط، وبمدى كفاءة المؤسسات في إدارة الدورة النقدية بشكل متوازن. سعر الصرف في نهاية المطاف، هو انعكاس للواقع الاقتصادي وليس صانعا له.

الأمين يكتب: ماذا لو رسمت ليبيا طريقها إلى 2040؟ رؤية للتغيير والإصلاح الشامل

كتب أستاذ الاقتصاد “أنس الأمين” مقالاً بعنوان: ماذا لو رسمت ليبيا طريقها إلى 2040؟ رؤية للتغيير والإصلاح الشامل

تمر ليبيا اليوم بمرحلة معقدة ومتداخلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل إدارة الدولة تحديًا مستمرًا. الانقسامات السياسية المتكررة أدت إلى ضعف مؤسسات الدولة وتراجع مستوى الحوكمة (Governance)، فيما يظل الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل شبه كامل على النفط، مع محدودية التنويع الاقتصادي (Economic Diversification) وضعف القدرة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI). من ناحية اجتماعية، تواجه البلاد ارتفاعًا في معدلات البطالة، ضعفًا في الخدمات التعليمية والصحية، تآكلًا في القدرة الشرائية، وتراجعًا في ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة.

التجارب العالمية والإقليمية، خاصة في دول الخليج والسعودية، أثبتت أن الخروج من الأزمات الهيكلية لا يتحقق بالقرارات اللحظية أو الحلول الجزئية، بل من خلال رؤية استراتيجية واضحة وطويلة الأمد (Long-term Strategic Vision)، تُنفذ عبر خطة مرحلية متكاملة (Phased Strategic Plan)، مدعومة بمؤشرات أداء قابلة للقياس (KPIs) وآليات متابعة وتقييم فعالة (Monitoring & Evaluation).

على سبيل المثال، تجربة رؤية السعودية 2030 (Vision 2030) ركزت على تنويع الاقتصاد الوطني بعيدًا عن النفط، تطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية، تمكين الشباب والمرأة من المشاركة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال. كما نجحت بعض دول الخليج الأخرى في تحسين الحوكمة الرقمية، تطوير رأس المال البشري، وضمان استدامة الموارد الوطنية من خلال استراتيجيات تمويل مستدامة للمشاريع طويلة الأجل.

إن اعتماد رؤية ليبيا 2040 يعني رسم خارطة طريق عملية للخروج من هذه الأزمات، تبدأ بالتصحيح الهيكلي والسياسات المالية السليمة، مرورًا بتنويع الاقتصاد، وصولًا إلى التنمية المستدامة والاندماج الكامل في الاقتصاد العالمي. هذه الرؤية تهدف إلى تحويل التحديات الحالية إلى فرص حقيقية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، مع تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتمكين الشباب والمرأة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

خريطة الطريق الاستراتيجية (2026–2040)

المرحلة الأولى: 2026–2028 | التأسيس والتحضير (Foundation & Preparation)

الهدف الأساسي: تجهيز الأرضية للإصلاحات، ووضع أطر واضحة للحوكمة المالية والنقدية.

إجراءات رئيسية:

  1. إنشاء هيئة مستقلة للإصلاح المالي والنقدي (Independent Financial & Monetary Reform Authority).
  2. اعتماد نظام رقمي لمراقبة الإنفاق الحكومي (Digital Financial Monitoring).
  3. إعادة هيكلة الدعم وتحويله إلى برامج Targeted Social Safety Nets.
  4. تطوير البنية التحتية الرقمية والتعليمية.
  5. إطلاق حملات توعية للشباب والقطاع الخاص حول الإصلاحات والتغيير.

مؤشرات الأداء (KPIs):
• الشفافية المالية ≥ 80٪.
• قاعدة بيانات وطنية شاملة بحلول 2028.
• تخفيض الدعم غير المستهدف ≥ 50٪.

المرحلة الثانية: 2029–2032 | التنويع الاقتصادي والبنية التحتية (Economic Diversification & Infrastructure)

الهدف الأساسي: تقليل الاعتماد على النفط، وخلق بيئة استثمارية جاذبة.

إجراءات رئيسية:

  1. إنشاء Special Economic Zones (SEZs) للصناعات التحويلية والخدمات.
  2. تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة، الزراعة، السياحة، والتكنولوجيا.
  3. تطوير مراكز تدريب مهني لتعزيز المهارات (Skill Development Centers).
  4. تطوير الحكومة الرقمية والخدمات الذكية (E-Government & Smart Services).

مؤشرات الأداء (KPIs):
• مساهمة القطاعات غير النفطية ≥ 30٪ من الناتج المحلي.
• جذب استثمارات أجنبية مباشرة ≥ 5 مليار دولار سنوياً.
• البطالة < 15٪.

المرحلة الثالثة: 2033–2036 | الاستدامة والنمو الشامل (Sustainability & Inclusive Growth)

الهدف الأساسي: تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتحسين جودة الحياة بشكل ملموس.

إجراءات رئيسية:

  1. تطبيق سياسات نقدية صارمة للحفاظ على استقرار الدينار (Monetary Policy & Currency Stability).
  2. زيادة الإنفاق الاستراتيجي على التعليم والصحة والخدمات العامة.
  3. برامج تمكين المرأة والشباب وريادة الأعمال (Youth & Women Empowerment).
  4. إنشاء مؤسسات لمتابعة الأداء ونشر التقارير بشكل دوري (Performance Monitoring Institutions).

مؤشرات الأداء (KPIs):
• معدل نمو اقتصادي سنوي ≥ 5٪.
• التضخم السنوي < 6–8٪.
• البطالة < 10٪.
• مشاركة المرأة في سوق العمل ≥ 25٪.
• مساهمة القطاعات غير النفطية ≥ 40٪.

المرحلة الرابعة: 2037–2040 | تحقيق الرؤية الشاملة (Vision Achievement & Global Integration)

الهدف الأساسي: ترسيخ اقتصاد متنوع ومستدام، ودمج ليبيا في الاقتصاد العالمي بشكل كامل.

إجراءات رئيسية:

  1. توسيع قطاعات الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال (Innovation & Tech Startups).
  2. تعزيز التجارة الدولية وتطوير البنية التحتية اللوجستية.
  3. إدماج الذكاء الاصطناعي والرقمنة في الخدمات الحكومية والخاصة (AI & Digital Transformation).
  4. تقييم شامل للإنجازات وإعادة صياغة السياسات بما يتوافق مع المتغيرات العالمية.

مؤشرات الأداء (KPIs):
• مساهمة القطاعات غير النفطية ≥ 50٪ من الناتج المحلي.
• معدل نمو اقتصادي مستدام ≥ 6٪ سنويًا.
• البطالة < 8٪.
• مشاركة المرأة في سوق العمل ≥ 30٪.
• تصنيف ليبيا ضمن الدول ذات البنية التحتية الرقمية المتقدمة.

يعد التنسيق بين الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي عاملاً حاسمًا لاستدامة أي تحول تنموي في ليبيا، إذ لا يمكن فصل نجاح السياسات الاقتصادية عن استقرار البيئة السياسية والاجتماعية. لذلك، يجب استخدام الموارد النفطية الحالية بذكاء لتمويل التحول الاقتصادي المستدام (Sustainable Economic Transition)، مع اعتماد آليات رقابة مستقلة ومؤشرات أداء واضحة لضمان الشفافية والمساءلة، كما يجب إجراء تقييم مرحلي كل سنتين لمتابعة تقدم الخطة، وقياس مدى قابليتها للتطبيق، وإجراء التعديلات اللازمة وفق المتغيرات الداخلية والخارجية، بما يضمن أن تظل رؤية ليبيا 2040 مرنة وواقعية، وقادرة على تحقيق أهدافها التنموية على المدى الطويل