كشف مصادر جمركية في تصريح خاص لصحيفة صدى الاقتصادية عن تعميم مصرف ليبيا المركزي على المصارف التجارية بضرورة إلزام الجهات الطالبة فتح الاعتمادات بإتمام عملية التسجيل بنظام التعقب والتتبع للبضائع الموردة إلى دولة ليبيا طرف مصلحة الجمارك ، وتنفيذ التعليمات اعتباراً من 1 نوفمبر 2025 والإلتزام بكافة الضوابط المنظمة للتعامل بالنقد الأجنبي الصادرة عن المركزي .
وقالت المصادر لصدى الاقتصادية: ننتظر التنفيذ لجاهزية نظام التتبع (ACI) بمصلحة الجمارك والذي تم إنهاء الاختبارات عليه ودخوله حيز التنفيذ منذ نوفمبر 2024 ، وذلك بعد اتخاذ مصرف ليبيا المركزي هذه الخطوة ..
خاص.. مصادر جمركية لصدى: المركزي يُلزم ربط فتح الاعتمادات بنظام تتبع البضائع اعتباراً من نوفمبر المقبل .. وهذه إيجابيات المراسلة 1
كتب أستاذ الاقتصاد السياسي “محمد البرغوثي”: إصلاحات الاقتصاد بين المصرف المركزي وبقية المؤسسات
في التجارب الاقتصادية المعاصرة، لا يُنظر إلى المصرف المركزي باعتباره المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن الإصلاحات الاقتصادية، بل باعتباره جزءًا من منظومة متكاملة تضم وزارات المالية، وهيئات الاستثمار، وأجهزة الرقابة، والمصارف التجارية، والسلطات التنفيذية. هذه المنظومة (في حال عملها بتناغم) تُشكل ما يعرف بالهندسة الكلية للاقتصاد الوطني.
لكن في الحالة الليبية، تبرز معضلة واضحة، غياب الفعالية المؤسسية لدى العديد من الأجهزة المعنية بالإصلاحات، إما بسبب البيروقراطية المفرطة، أو ارتفاع مستويات الفساد، أو الصراع على النفوذ بين السلطات. هذا التعثر جعل المصرف المركزي، بحكم طبيعته واستقلاليته النسبية، في موقع يقوم فيه بأدوار أبعد من اختصاصه التقليدي.
المصرف المركزي كمؤسسة ما فوق المؤسسات
من الناحية الأكاديمية، المصارف المركزية عادة ما تقتصر وظائفها على: • إدارة السياسة النقدية. • حماية قيمة العملة الوطنية. • الإشراف على القطاع المصرفي. • إدارة الاحتياطيات الأجنبية.
غير أن الواقع الليبي دفع مصرف ليبيا المركزي إلى ما يمكن وصفه (بالدور المزدوج)،حيث أصبح يتدخل في ملفات لا تندرج ضمن صلاحياته المباشرة، مثل: • ضبط موازنات الإنفاق العام بشكل غير مباشر. • محاولة تنظيم سوق النقد الأجنبي بآليات تتجاوز الإطار النقدي التقليدي. • التدخل لتقليص فجوات الفساد في عمليات التمويل والاستيراد.
هذا التوسع في الأدوار لم يكن خيارًا استراتيجيا بقدر ما كان ضرورة واقعية، فرضتها حالة الانقسام المؤسساتي وضعف أدوات الحوكمة في بقية القطاعات.
مأزق الانتظار، الاقتصاد لا ينتظر
الإصلاحات الاقتصادية في ليبيا لا يمكنها أن تنتظر إلى أن تقوم الوزارات والهيئات المعنية بإصلاح ذاتها ثم تشرع في الإصلاح الشامل. فالمجتمع والسوق لا يملكان ترف الانتظار، وأي تأخير في اتخاذ القرارات يعني اتساع الفجوة بين الاحتياجات الواقعية والأدوات المتاحة.
من هنا، كان على المصرف المركزي أن يتحرك، حتى لو بشكل أحادي في بعض الملفات، لضمان الحد الأدنى من الاستقرار. فالتأخير في ضبط سوق العملة، أو في مراقبة الاعتمادات، أو في إدارة السيولة، كان سيؤدي إلى نتائج كارثية على المدى القصير.
بين الاستقلالية والمسؤولية المشتركة
مع ذلك، لا يجب أن يُفهم هذا الواقع على أنه تكريس لدور مطلق للمصرف المركزي. فالمسؤولية عن الإصلاح الاقتصادي تبقى مسؤولية جماعية لا يمكن أن ينهض بها طرف واحد. ولعل نجاح الإصلاح يتطلب ثلاثة عناصر مترابطة: 1. التنسيق المؤسسي: بحيث تعمل كل مؤسسة وفق وظيفتها الطبيعية دون تداخل مربك أو تقاعس مُربك أكثر. 2. الشفافية والمساءلة: كشرط أساسي لإعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات. 3. رؤية اقتصادية وطنية: تتجاوز الحلول الترقيعية وتضع استراتيجية للتنويع الاقتصادي وإدارة الموارد بكفاءة.
المصرف المركزي بين الإنجاز والتحدي
مصرف ليبيا المركزي، بقدر ما قام بدور إضافي لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، فإنه يظل مؤسسة لها حدود موضوعية لا يمكن تجاوزها إلى ما لا نهاية. ومهما بلغ مستوى كفاءته، فإن أي إصلاح شامل سيبقى رهينًا بقدرة بقية المؤسسات على القيام بدورها الطبيعي.
لكن ما يمكن قوله هو أن المركزي تُوَجَّهُ له الانتقادات وتقع عليه الضغوط، لكنه حافظ على قدر من التوازن جعل الاقتصاد الليبي قادرًا على الصمود حتى الآن. وهذا بحد ذاته إنجاز يُحسب للمؤسسة في بيئة مليئة بالتحديات، ويجب أن يُبنى عليه لا أن يُستهان به.
قال وزير النفط “محمد عون” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: أود أن أوضح ملابسات ماحصل معي اليوم 13ربيع الأول 1447هجري 6 سبتمبر 2025م في مطار امعيتيقة حيث كنت أنوي السفر وإبني الأصغر لظرف خاص ما أذكره أنه كان هناك حكم غيابي عليّ بخصوص موضوع في شركة الزويتينة للنفط
وتابع: عندما كنت رئيس لجنة إدارتها في الفترة من 1999م إلى نوفمبر 2005م وللعلم لم يتم أخذ أقوالي أو الطلب مني الحضور أمام أي جهة قضائية أو رقابية في هذا الموضوع وتم الحكم الغيابي وحضرت جلسة إعادة المحاكمة ودافعت عن نفسي وقدم محاميّ مذكرة دفاع واضحة وتم حجز القضية للحكم يوم 9-9-2025م
وأضاف عون: ومهما يكن الحكم فهذه أقدار الله سأتقبلها لأنني واثقا أنني لم ولن أرتكب أي خطأ في حق الوطن ونفسي وعائلتي وأنا الآن في بيتي ببن عاشور – طرابلس سليما معافي ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل
كشف رئيس النقابة العامة للنفط “سالم الرميح” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية بأنه تم الإفراج رسمياً عن وزير النفط “محمد عون” والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، مؤكداً أن عون رجل وطني ونزيه.
وتابع الرميح: كلنا تحت القانون ويجب أن يُطبق على الجميع دون تمييز، وأوضاع عون جيدة وممتازة
كشف مصدر بوزارة النفط في تصريح خص به صحيفة صدى الاقتصادية القبض على وزير النفط “محمد عون” أثناء محاولته السفر عبر مطار معيتيقة ، مرجحةً أن السبب يرجع إلى تحقيقات تُجريها الجهات القضائية في ملفات النفط الليبي .
أصوات قانونية وبرلمانية وإعلامية تعتبر توقيف وزير النفط "محمد عون" استهدافاً لمواقفه الرافضة لعقود التفريط في ثروات الليبيية 3
هذا وعلق عضو مجلس النواب “ميلود الأسود” في تصريح خص به صحيفة صدى الاقتصادية بالقول: أصوات الحق الرافضة للتفريط في قوت الليبيين وتوريط البلاد في عقود غير عادلة طويلة الآجل والرافضة للصفقات السياسية على حساب الموارد لا يُراد لها أن ترتفع.
أصوات قانونية وبرلمانية وإعلامية تعتبر توقيف وزير النفط "محمد عون" استهدافاً لمواقفه الرافضة لعقود التفريط في ثروات الليبيية 4
كما علق الإعلامي الاقتصادي “أحمد السنوسي” بالقول: بنزينة مغشوشة بالمليارات وشركة تركية محتكرة تصدير المحروقات بأسعار خيالية ومؤسسة منهارة وشركات تنهشها اركنوا ومؤسسة نفط تتعاقد بطريقة فاسدة او غبية مع الشركات العالمية! في ظل كل هالرفس والفساد والعفن والخمج ، نسمعوا بوزير نفط سابق مشدود على قضية تافهة في 2005 ! قضية قبل عشرين عام ، والهبك صاير السنة هادي ، هاليوم هذا ، حتى الثانية هادي ، الموضوع فيه ايني، وفيه ان سي سبعة، وفيه قريب نص مليار خسائر على خاطر عقد غبي أو فاسد من حكومة الدبيبة .
ومن جهتها قالت المحامية “ثريا الطويبي”: للمرة الثانية يتم التحقيق مع وزير النفط “محمد عون”، حتى أننا نفكر هل انتهت التحقيقات في كل قضايا الفساد التي ذكرت في تقرير ديوان المحاسبة، وبدأ التحقيق في ملفات 2005 ، يا ترى مالذي مسه هذا الوزير المحارب من ملفات حتى يتم البحث في دفاتر الماضي تارةً من الرقابة الادارية بخصوص ملف التفاوض في شروط اتفاقيات كانت تستحوذ بعض الشركات بموجبها على 70 % من الانتاج فخفضت إلى 30% واستغل التحقيق لإستبعاده من منصبه وتعيين وكيل وزارة النفط حتى لا يكون حائلاً دون توقيع اتفاقيات معارضة لمصالحنا.
وتابعت الطويبي: والآن لا نعلم ما هي التهمة الجديدة التي تركت كل المخالفات القانونية واهدار المال العام خلفها ليتم التحقيق فيها ، هل اقترف ما يتوجب استبعاده مرة أخرى ليفسح المجال لتمرير ما هو أهول مما أدرج تقرير ديوان المحاسبة
أصوات قانونية وبرلمانية وإعلامية تعتبر توقيف وزير النفط "محمد عون" استهدافاً لمواقفه الرافضة لعقود التفريط في ثروات الليبيية 5
كما صرح المستشار القانوني “هشام الحاراتي” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية حيث قال: في ضوء ما تم تداوله بشأن توقيف وزير النفط محمد عون، نؤكد على ضرورة التزام السلطات بالمبادئ القانونية وحقوق الأفراد في كافة الإجراءات المتخذة بشأن هذه القضية، وعلى الرغم من حق الجهات المعنية في اتخاذ التدابير القانونية المناسبة، فإن ذلك يجب أن يتم في إطار من الشفافية والامتثال للأطر القانونية التي تكفل حقوق الأفراد وتؤمن حق الدفاع.
وأضاف: ونظراً للغموض المحيط بالتهم التي تم توقيف الوزير على خلفيتها، يجب على الجهات المعنية الكشف عن كافة تفاصيل التحقيقات والأدلة ذات الصلة، لضمان سير الإجراءات القضائية وفقاً لمبادئ العدالة والإنصاف، كما يحق للمجتمع المدني والمتابعين الاطلاع على سير التحقيقات ونتائجها في إطار من الشفافية التامة.
وقال “الحاراتي” نؤكد على مبدأ “البراءة حتى تثبت الإدانة”، وندعو إلى الامتناع عن تأويل الوقائع أو القضايا القانونية قبل اكتمال الإجراءات الرسمية والتأكد من صحة المعلومات المتداولة، وفي هذا السياق، يتعين على التحقيقات أن تتم وفقاً للقانون، مع ضمان تمكين المتهم من ممارسة حقه في الدفاع عن نفسه.
وأختتم قوله: تبقى مصلحة العدالة وحماية حقوق الأفراد الأساس في أي قضية قانونية، وندعو إلى تقديم التوضيحات اللازمة من الجهات المختصة لضمان إحقاق الحق وتوفير الضمانات القانونية كافة.
كتب المهتم بالشأن الاقتصادي “رافع الشاوش”: يُعدُّ مشروع رقمنة قطاعات الدولة وربطها بشبكة متكاملة، بهدف النهوض بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مشروعًا وطنيًا ضخمًا وأحد الركائز الاستراتيجية للتحول إلى حكومة ذكية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من ضخامة الاستثمارات التي صُرفت عليه والتي تُقدَّر بالمليارات، فإن تأثيره مازال غير ملموس على أرض الواقع.
ويعود ذلك إلى جملة من التحديات الجوهرية، أبرزها:
الفراغ التشريعي والسياسي: غياب إطار تشريعي وسياسي واضح ومتكامل، يُحدد الأهداف ويُنظم العلاقات بين القطاعات ويوفر البيئة الحاضنة للمشروع.
الهُوية الاقتصادية والمالية المشتركة: عدم وجود رؤية مالية واقتصادية موحدة تعكس أولويات وطنية واضحة، وتضمن توجيه الاستثمارات نحو أهداف محددة وقابلة للقياس.
غياب التخطيط الاستراتيجي الشامل: انعدام المخطط الاستراتيجي الواضح ذي المراحل والمؤشرات والمخرجات المحددة، والذي من شأنه توحيد الجهود وتجنيد الإمكانيات تحقيق رؤية موحدة.
ضعف الحوكمة والقيادة: عدم وجود هيئة أو جهاز مركزي موحد، يتمتع بالصلاحيات الكافية والكفاءة العالية، لتولي مهمة وضع الاستراتيجية الرقمية والإشراف المباشر على تنفيذها
و الوضع الراهن، يمكن وصفه بالمثل الشعبي “حَرَّكْ بِالْعُودْ وَأَعْطِي مَسْعُودْ فمسعود المواطن الكحيان راضي بكل شي
تحصلت صحيفة صدى الاقتصادية حصرياً على مراسلة مصرف ليبيا المركزي إلى المصارف التجارية ..
حيث عمم المركزي تعليماته على مدراء المصارف بإيقاف منح تمويلات مباشرة أو غير مباشرة للجهات الاعتبارية “القطاع العام والخاص” بشكل مؤقت مع ضرورة الإلتزام بالحد الأقصى للتوسع في حجم المحفظة الائتمانية والتمويلية بالكامل، والمشار إليه بالمنشور ا ر م ن (2025/12) بتمويلات الأفراد الطبيعيين، وذلك حتى نهاية عام 2025.
خاص..حتى نهاية 2025.. المركزي يعمم تعليماته على المصارف بإيقاف منح تمويلات مباشرة أو غير مباشرة للجهات الاعتبارية 6
كتب المهتم بالشأن الاقتصادي “رافع الشاوش”: يكمن فشل الدولة الليبية في النهوض من جديد بعد أحداث فبراير على مستوى تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية في جملة من العوامل، ومن أبرزها:
عدم القدرة على إيجاد هيكل تنظيمي وإداري وفني قادر على ترجمة الطموحات إلى واقع ملموس، يحقق الأهداف التنموية والاقتصادية والخدمية المنشودة.
حيث توجد فجوة هيكلية وعملية كبيرة بين أصحاب الاختصاصات والتوجهات النظرية الأساسية التالية:
الاقتصاديون: (واضعو السياسات الكلية)
اختصاصيو الإدارة والتنظيم:(منفذو العمليات)
خبراء المحاسبة والمالية والتكاليف:(مديرو الموارد)
أجهزة المراجعة والرقابة الحكومية: (الرقابة على الأداء)
المصرفيون: (محركو السياسة النقدية والتمويل)
اختصاصيو المعلوماتية وتقنية المعلومات: (ممكنو البنية التقنية)
خبراء الحوكمة: (ضامنو الشفافية والحكم الرشيد)
ولا يمكن أن يتحقق التكامل المنشود أو توليد تآزر حقيقي بين هذه المكونات إلا من خلال إنشاء «مجلس أعلى للتخطيط الاستراتيجي» يضم تحت مظلته ممثلين عن التخصصات، ليعمل إطار استراتيجي موحد وأهداف محددة، يستند إلى نموذج اقتصادي ومالي واضح، ويتبنى رؤية اقتصادية شاملة يتم تنفيذها عبر خطة تنموية خمسية فاعلة
وإذا لم يتحقق هذا التكامل المؤسسي، فإن كافة المبادرات والبحوث والدراسات والندوات ستبقى حبيسة الأدراج،
أو ستتحول إلى مجرد منصة لظهور الأفراد والترويج الذاتي، ووسيلة للبحث عن الشهرة والحصول على الفرص الوظيفية والصفقات، وبالتالي تحقيق أهداف شخصية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
كتب المستشار “مصطفى المانع”: تصنيف SWFI يكشف بوصلة الاقتصاد العالمي
أصدر “SWFI”-وهو معهد صناديق الثروة السيادية Sovereign Wealth Fund Institute ومقره لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأمريكية-أحدث تصنيفاته لأكبر البنوك المركزية في العالم من حيث حجم الأصول، كاشفًا عن موازين القوة الاقتصادية وأدوار العملات الكبرى في النظام المالي الدولي. وجاء التصنيف ليؤكد استمرار هيمنة الولايات المتحدة عبر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي تصدر القائمة بأصول بلغت 7.11 تريليون دولار، بينما أظهر في الوقت نفسه صعودًا لافتًا للاقتصادات الآسيوية وتراجعًا نسبيًا لبعض القوى الأوروبية.
“التفوق الأميركي والصعود الآسيوي”
تصدر الاحتياطي الفيدرالي التصنيف بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ما يعكس استمرار قوة الاقتصاد الأميركي ودور الدولار كعملة الاحتياط الأولى عالميًا. وفي المرتبة الثانية حل بنك الشعب الصيني بأصول تفوق 6 تريليونات دولار، مدعومًا بالنمو السريع لثاني أكبر اقتصاد في العالم. وجاء بنك اليابان ثالثًا بحجم أصول بلغ 5.257 تريليون دولار، وهو يؤشر بوضوح إلى حجم العملاق الصيني، واستمرار طوكيو كقوة مالية كبرى رغم تحديات الانكماش والدين العام المرتفع.
أما أوروبا، فبرز دويتشه بوندزبنك الألماني في المرتبة الرابعة بأصول قدرها 2.776 تريليون دولار، لكنه يظل بعيدًا عن مستويات البنوك الثلاثة الأولى، ما يوضح الفجوة بين الاقتصادات الأميركية والآسيوية من جهة، ونظيرتها الأوروبية من جهة أخرى.
والمفاجأة الكبرى تمثلت في تقدم نورجس بنك، البنك المركزي النرويجي، إلى مراتب متقدمة بأصول بلغت 1.788 تريليون دولار، رغم صغر حجم الاقتصاد النرويجي مقارنة بالدول الكبرى. ويعود ذلك إلى الفوائض النفطية والغازية الضخمة التي تديرها النرويج بفاعلية مالية عالية.
في المقابل، جاء البنك المركزي الأوروبي في المرتبة الثالثة عشرة، وهو ترتيب يعكس الطبيعة الموزعة للسلطة النقدية في منطقة اليورو بين البنك المركزي الأوروبي والبنوك الوطنية للدول الأعضاء، وهو ما يفصح عن المركزية التي تميز السياسة النقدية في الولايات المتحدة أو اليابان خلافاً لأوروبا.
ورغم كون الهند من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، لم يتجاوز بنك الاحتياط الهندي المرتبة الحادية عشرة، ما يكشف أن النمو الاقتصادي لا يتحول تلقائيًا إلى قوة نقدية ما لم يُدعَم بإصلاحات في السياسة المالية وتوسيع قاعدة الاحتياطيات النقدية.
المستشار مصطفى المانع والسيدة كريستالينا جورجيفا رئيس صندوق النقد الدولي في اجتماع صندوق النقد الدولي 2023
“حضور محدود للاقتصادات العربية”
لم يظهر أي بنك مركزي عربي ضمن قائمة العشرة الكبار أو حتى الخمسة عشر الأوائل، وفق بيانات SWFI، ويعود ذلك إلى حجم الاقتصادات العربية مقارنة بالاقتصادات العالمية الكبرى، كما نرجع ذلك بحسب رأينا إلى أن الفوائض المالية العربية غالبًا ما تتجه إلى صناديق الثروة السيادية مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) وجهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA)، التي تركز على الاستثمارات طويلة الأجل بدلاً من توسيع ميزانيات البنوك المركزية.
“ما هي بوصلة الاقتصاد العالمي وفق تصنيف SWFI؟”
برأينا أن Swfi أكد استمرار الهيمنة الأميركية عبر حجم أصول غير مسبوق ودور مركزي للدولار، وعزز حقيقة الصعود الآسيوي المتسارع بقيادة الصين واليابان ما يعيد تشكيل موازين القوة الاقتصادية عالميًا، كما أثبت Swfi تراجع أوروبي نسبي ظهر في التصنيف المتأخر للبنك المركزي الأوروبي أمام بنوك وطنية مثل الألماني والفرنسي، كما بين التصنيف أن حجم الاقتصاد ليس العامل الوحيد لتكوين الاحتياطيات الضخمة، وتفوق حجم أصول البنك المركزي النرويجي على حجم اقتصاد النرويج أوضح مثال على ذلك.
ختاماً؛ أن قوة الاقتصاد تقاس بمدى صلابة السياسة النقدية وحجم الأصول التي تديرها البنوك المركزية، وليس بالناتج المحلي الإجمالي وحده.
وبينما تواصل الولايات المتحدة قيادة النظام المالي العالمي، يتضح استمرار الصعود الآسيوي والتراجع الأوروبي والغياب العربي عن بوصلة النفوذ الاقتصادي العالمي.
المستشار مصطفى المانع هو محامٍ ليبي وخبير قانوني واقتصادي منذ أكثر من 23 عامًا، عمل مع عدد من المؤسسات الاستثمارية والصناديق السيادية والبنوك في عدد من دول العالم بالإضافة إلى ليبيا، ويعمل كخبير لمراكز بحثية دولية، كما عمل كمحاضر ومدرب لدى نقابة المحامين الأمريكية والرابطة الأوروبية للمحامين، وعمل لسنوات كمستشار لمصرف ليبيا المركزي، وعضو مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار والمصرف الليبي الخارجي، كما مثّل ليبيا في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما يرأس الفريق التنفيذي لمبادرات رئيس الوزراء والمشروعات الاستراتيجية، وله عدد من البحوث والمقالات المنشورة بالصحف العربية والأمريكية والأوروبية.
كتب مصدر خاص لصدى الاقتصادية: بتاريخ 11 أغسطس الجاري وبجرة قلم، خصص مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية مبلغًا يقارب أحد عشر مليون دينار ليبي من أموال الدولة، القرار، الذي حمل الرقم 566، بدا في ظاهره إجراءً إداريًا روتينيًا: “تسوية ديون مستحقة على المجلس الرئاسي لصالح شركة الخطوط الجوية الأفريقية”، ولكن خلف هذا العنوان المقتضب، يختبئ غياب تام للتفاصيل، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات مشروعة حول مصير أموال دافعي الضرائب.
إن سداد الدولة لديونها هو أمر محمود ومطلوب، ودعم الشركات الوطنية مثل الخطوط الأفريقية واجب لا يمكن إنكاره، لكن المبدأ الأساسي في إدارة المال العام هو الشفافية، وهي الحلقة المفقودة في هذا القرار.
اليوم، لا نطرح اتهامات، بل نضع أمام الرأي العام والجهات المسؤولة سلسلة من الأسئلة التي تتطلب إجابات واضحة وفورية:
أولاً: ما هي طبيعة هذه “الديون” بالضبط؟
القرار جاء بعبارة فضفاضة، من حق المواطن أن يعرف: هل هذه الديون مقابل رحلات جوية؟ إن كان كذلك، فما هي هذه الرحلات ومن هم المستفيدون منها؟ متى تمت، وهل توجد فواتير موثقة تثبت تقديم هذه الخدمات بالفعل؟ إن الحديث عن “ديون” دون تفصيلها هو بمثابة إعطاء شيك على بياض من المال العام.
ثانيًا: كيف تم احتساب هذا المبلغ الدقيق (10,835,106 د.ل)؟
الأرقام في المعاملات الحكومية لا تأتي من فراغ، من هي الجهة التي دققت الفواتير وتأكدت من صحة المبلغ ومطابقته للخدمات المقدمة؟ هل قام ديوان المحاسبة بمراجعة هذه الديون قبل إقرار صرفها؟ إن الدقة المتناهية في الرقم تزيد من الغرابة في غياب الوثائق التي تشرح كيفية الوصول إليه.
ثالثًا: لماذا الصرف من “بند المتفرقات”؟
يُعد “بند المتفرقات” في الميزانية العامة للدولة مخصصًا للطوارئ والمصروفات غير المتوقعة، الديون القديمة ليست مصروفًا طارئًا، فلماذا تم اللجوء إلى هذا البند تحديدًا؟ هل كان ذلك لتجاوز مسارات الرقابة المالية الأكثر صرامة المرتبطة بالبنود المخصصة؟
رابعًا: لماذا هذا التوقيت؟
في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وأولويات المواطن التي تتجه نحو الخدمات الأساسية، ما هي الضرورة الملحة التي استدعت سداد هذا الدين بعينه في هذا التوقيت؟ هل هناك ديون أخرى أكثر إلحاحًا لمؤسسات خدمية أخرى؟
دعوة إلى الوضوح
إن القضية هنا تتجاوز مجرد مبلغ مالي، إنها قضية تتعلق بمنهجية إدارة الدولة وثقة المواطن في حكومته، الثقة لا تُبنى بالقرارات الغامضة، بل بوضوحها وقدرتها على الصمود أمام أي تدقيق.
نضع هذه التساؤلات المشروعة على طاولة السيد رئيس مجلس الوزراء، ووزارة المالية، وديوان المحاسبة إن الإجابة عليها ليست ترفًا، بل هي استحقاق أساسي للمواطن الليبي، وهي الخطوة الأولى نحو تكريس مبدأ “من أين لك هذا؟” على كل من يتولى مسؤولية إدارة المال العام.
ننتظر توضيحًا، لا من أجل الجدل، بل من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات التي يستحقها الجميع.
كتب أستاذ الاقتصاد السياسي “محمد بلقاسم البرغوثي”: المصرف المركزي ونهاية العاصفة
مقدمة: “مؤسسة تحت الضغط”
في الوقت الذي تراجعت فيه الكثير من مؤسسات الدولة أمام عواصف الانقسام السياسي والضغوط الاقتصادية، بقي مصرف ليبيا المركزي في قلب المشهد، يتحمل عبء الحفاظ على استقرار النقد والمالية العامة. وسط أزمة غير مسبوقة، مثّل المصرف خط الدفاع الأخير، في مهمة شديدة التعقيد تتطلب التوازن بين المتطلبات السياسية والضرورات الاقتصادية.
ضغوط الموازنات: البرلمان يطالب والإيرادات محدودة
لم يكن الطريق سهلاً أمام المصرف. البرلمان والسلطات التنفيذية ضغطوا بشدة لإقرار الموازنات وتسييلها، بينما الإيرادات تتراجع والنفقات تتضخم. في هذا السياق، حاول المصرف المناورة بين تلبية الطلبات العاجلة وحماية ما تبقى من الاستقرار النقدي. هذه القدرة على التوازن، وإن لم تُرضِ جميع الأطراف، عكست قدرة مؤسسية في إدارة المواقف الحرجة دون تعطيل كامل لعمل الدولة.
الدينار بين السوق الرسمي والموازي
العملة المحلية كانت مرآة للأزمة. السوق الموازي تجاوز في كثير من الاحيان كل التوقعات، لكن بقاء السعر الرسمي عند مستويات قابلة للتحكم لم يكن صدفة. هذه المقاربة حدّت من فقدان الثقة الكاملة بالنظام النقدي، وأبقت الباب مفتوحًا أمام الإصلاحات حين تتوافر الظروف السياسية والاقتصادية الملائمة.
إدارة الأزمة: العمل في الظل
قد يرى البعض أن المصرف المركزي أخطأ في بعض القرارات، لكن لا يمكن تجاهل أن قراراته كانت تُتخذ في بيئة شديدة التعقيد، انقسام مؤسسي وتراجع الاحتياطيات ووانخفاض إنتاج النفط في بعض الفترات بنسبة تتجاوز 60%. ورغم ذلك، لم يتوقف تسييل المرتبات، ولم تشهد البلاد انهيارًا ماليًا شاملًا، وهو إنجاز يُحسب للمصرف في مثل هذه الظروف.
بداية هدوء ما بعد العاصفة
مع تحسن طفيف في إنتاج النفط ليصل إلى أكثر من 1.2 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من 2025، وتغيرات إدارية في قيادة المصرف، ظهرت بوادر فرصة لإعادة رسم السياسات النقدية على أسس أكثر استدامة. التحدي الأهم يبقى في قدرة المصرف على الحفاظ على استقلاليته في ظل ضغوط سياسية لا تهدأ.
خاتمة: الإنجاز الذي لا يُرى بالعين المجردة
مصرف ليبيا المركزي ليس مؤسسة مثالية، لكنه كان صمام أمان في لحظة تاريخية صعبة. استمرار تسييل الرواتب، بقاء الأسواق تعمل، وعدم انهيار المنظومة المالية رغم كل التحديات ليست تفاصيل هامشية، بل دليل على مؤسسة أدارت الأزمة بصمت وحذر. نهاية العاصفة قد لا تكون قريبة، لكن الخطوات التي يرسمها المصرف اليوم تشير إلى إدراك واضح لمسؤولياته في بناء الاستقرار المالي للدولة.
كشف مصرف ليبيا المركزي حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية بالقول: تم الاتفاق بين محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس مجلس النواب الليبي في مدينة بنغازي على دعم جهود مصرف ليبيا المركزي في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي حسب خطة المركزي في ضبط الوضع الاقتصادي العام.
حيث تم الاتفاق على الشروع في الالغاء التدريجي للضريبة المفروضة على مبيعات النقد الأجنبي شهر أكتوبر القادم، وتأجيل النظر في الميزانية المقدمة التي لا تتماشى مع المؤشرات الاقتصادية القائمة حالياً، حتى تتوفر الظروف المناسبة لإقرار ميزانية واقعية تدعم النمو الاقتصادي الحقيقي، والمضي قدماً في ضبط السوق المحلي من احتياجات لسلع وخدمات وفق ضوابط غسل الاموال وتمويل الارهاب.
وكذلك تسوية التراكمات الاقتصادية السلبية السابقة واستكمال سحب فئة العشرين دينار في نهاية شهر سبتمبر القادم، ودعم خطة المركزي في تعزيز خدمات الدفع الالكتروني والتحول الرقمي، وتقوية قيمة الدينار الليبي وفق خطة المركزي في تفعيل مكاتب الصرافة والغاء الضريبة وتحسين الايرادات النفطية.