رويترز: إفطار يقسم ليبيا نصفين ” الفاصوليا أو البريوش “

690

قهوة ومعجنات مغطاة بالشوكولاتة والعسل واللوز أو ساندويتش  فاصوليا مع العصير أو مشروب غازي ، حتى نوع الإفطار الذي تأكله أصبح يرمز إلى الانقسامات في ليبيا و التنافس الذي أصبح بين المناطق والقبائل والجماعات المسلحة والبلديات ذات التقاليد المختلفة على السلطة، بحسب وكالة رويترز. .

حيث أدى الهجوم  الذي شنته القوات المسلحة بالمنطقة الشرقية بقيادة المشير خليفة حفتر على طرابلس الشهر الماضي إلى تدمير الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفصائل المتناحرة، وأصبح أختيار نوع الإفطار جزءًا من لغة الصراع وموضوع مثير للإلهام لدرجة أن العديد من المقاهي في طرابلس لم تسمح لرويترز بأن تناقش الزبائن.

وكانت وكالة الأنباء رويترز تتجول في العاصمة طرابلس الجمعة الماضية وتسألهم أمام المقاهي عن نوع أفطارهم الصباحي ، وذكرت إن النخب الحضارية في العاصمة تحب ” البريوش ”  حيث يقول البعض أن الكلمة مرتبطة بـ “بريوش”  المعجنات التي قدمها الإيطاليون مع القهوة والكابتشينو.

وينظرون إلى طبق الفاصوليا والتي يفضله سكان المنطقة الشرقية و الذي يتم تقديمه أحيانًا مع البيض بأنه يشبه أطباق الإفطار في الدول العربية الأخرى.

وقال ” صلاح محمد ” من طرابلس  ” إن البريوش يرمز إلى طرابلس  والحياة المدنية بها ونحن مدنيون ونختلف عن القبائل الشرقية  حتى في ملابسهم ”

بينما يقول “عمر الزياني “أحد سكان مدينة بنغازي   ”

“أنا أزور طرابلس بانتظام من أجل العمل وعندما أناقش أحدهم في السياسة أشعر أنه يفتقر للحجة وهنا يبدأ الاستفزاز ”

وفي مظاهرة مناهضة لحفتر الشهر الماضي في طرابلس ، لوح العديد من المحتجين بالبريوش في الهواء وهم يهتفون ، حيث قال أحد المتظاهرين وهو محاضر جامعي ” إن البريوش أظهر أن السكان المحليين كانوا راقيين ورواد مقهى وهم أقوياء ومتحدين ومصممين على القتال ورد القوة المهاجمة “.

بينما سخر متحدث باسم الجيش بقيادة حفتر من المتظاهرين في مؤتمر صحفي بعد ذلك.

حيث قال أحمد المسماري ” هل هذا هو الشيء الأكثر أهمية الآن ، واصفًا الشخص الذي يوزع المعجنات بأنه “إرهابي”.

وتضيف الوكالة أن “الشرقيون يشكون أيضًا من أن ما يحدث في العاصمة يذكرهم بسنوات حكم القذافي وتفضيله للمنطقة الغربية بينما عاقبهم بالإهمال”، حيث تقول ماري فيتزجيرالد التي أجرت أبحاثًا عن ليبيا منذ عام 2011 ”  أن ما يحدث يعكس عمّق الصراع الناجم عن سنوات من اختلاف الأفكار والهوية من المدينة إلى الأقاليم المجاورة لها “