إيني تتحمل أعباء البقاء في ليبيا رغم الفوضى

492

نشر موقع ” Energy Voice ” اليوم الجمعة تقريرا حول عمل شركة “إيني” الإيطالية في ليبيا والصعوبات التى تواجهها ، وذلك من خلال سرد أحداث واجهت الموظفين والعاملين بالشركة.

حيث أشارت الصحيفة إلى أحداث سنة 2011 التى ذكر فيها موظفى الشركة أنهم ” لعبوا كرة القدم وشاهدوا الأفلام رغم أحداث الشغب وتزايد عدد القتلى“.

ولكن في الواقع وحسب وصف أحد مهندسي شركة إيني السابق “أحمد الشيخي” الذي عاد بعد خمسة أشهر إلى منزله من مجمع مليتة للنفط والغاز في غرب ليبيا حيث قال ” لقد شعرت كما لو كنت في بلد آخر”.

أن اختبار هذه الحرب التى أطاحت بالنظام وسببت في الحرب الأهلية وتهدد بالانقسام وتعطيل أسواق الطاقة العالمية سمحت بخلق فراغ يمكن أن يسمح لتنظيم الدولة وجماعات الاتجار الإجرامي بزعزعة استقرار جيران ليبيا بما في ذلك أوروبا.

حيث يشير التقرير إلى أن شركة إيني تحملت أعباء 42 عاماً بدأت منذ “انقلاب 1969” وحتى 2011 والسنوات التي تلتها مما يؤكد قدرة العملاق الإيطالي على الازدهار ، حيث أن القدرة على البقاء ضرورية رغم كل هذه التغيرات في بلد يهيمن على صناعة النفط على مدى ستة عقود وهي أيضاً أكبر مصدر للبترول.

ولكن في أبريل 2019 قامت إيني التي تتخذ من روما مقراً لها بإجلاء موظفيها الإيطاليين بعد الهجوم المسلح لقوات ” حفتر ” على العاصمة ، ولا يزال بضع مئات من موظفي إيني المحليين يعملون في البلاد وحوالي عشرة من المدراء التنفيذيين يسافرون داخل البلاد وخارجها لأجراء الاجتماعات و أحياناً يميلون إلى قضاء ما لا يزيد عن ليلة في العاصمة ، وفقًا لأشخاص مطلعين على الشركة.

حيث قال ” كلاوديو ديسكالي ” الرئيس التنفيذي للشركة في يونيو:

“نحن مستمرون في الإنتاج وهناك قضايا مرفوعة في طرابلس و لكن هذه القضايا استمرت لمدة 10 سنوات”

وفي الشهر التالي التقى ” كلاوديو ” برئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق وأكد التزام بلاده وشركته التام بالبقاء في البلاد ، حيث أن الشركة التي تمثل 45 ٪ من إنتاج الغاز والنفط الليبي رفضت التعليق أو الرد بخصوص هذه التصريحات عند الاتصال بهذه القصة.

ورغم محاولة الإبقاء على البنية التحتية للنفط في ليبيا سالمة بعد تعطل صادرات النفط ولكن سعت جميع الأطراف إلى تجنب إتلاف المنشآت، حيث تعتبر ليبيا أكبر بلد لديه احتياطيات نفطية في إفريقيا ومصدر لأكثر من 95 % من عائدات التصدير قبل 2011 .

وقد كانت هناك احتجاجات وهجمات على خطوط الأنابيب وقتال حول المنشآت الرئيسية ، مما أدى إلى اضطرابات شديدة ، حيث يدير “حفتر” حاليا الجزء الأكبر من الحقول المنتجة و خطوط الأنابيب التي توصل الإنتاج إلى محطات التصدير.

أما مجمع مليته للنفط والغاز الذي يقع في زوارة يعتبر “عملية مشتركة مع المؤسسة الوطنية للنفط ” ويزود إيطاليا بـ 8-10 مليارات متر مكعب من الغاز كل عام عبر خط أنابيب “جرينستريم ” التى هي خارج منطقة نفوذها حيث يذكر أن هناك محاولات للحصول على الأرض المقام عليها المشروع.

وقد عارضت إيطاليا في البداية التدخل الذي أدى إلى الإطاحة بالقذافي حيث قالت روما إنها تريد تجنب المقارنات مع حكمها الاستعماري في السنوات 1911-1943 ولكنها تراجعت لاحقًا عندما تم اختيارها لقيادة الناتو وعندما انقسمت البلاد في عام 2014 بين إدارتين متنافستين ، أختارت أيطاليا أن تدعم حكومة الوفاق الوطني في الغرب .

أن الأمور قد تتغير ، حيث التقى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مع فائز السراج في روما في سبتمبر وتمت مناقشة القضايا المهمة بما في ذلك الهجرة ، وهو موضوع مهيمن في السياسة الإيطالية ووفقًا لمسؤول حكومي طلب عدم ذكر اسمه قال ” إن إيطاليا ستسعى للحوار مع القوى الأخرى بسبب الأزمة والتى تتطلب حلاً سياسيًا وليس حلاً عسكريًا”

وقد قال فارفيلي ” أن مايحدث هو فقط لحماية مصالح شركة إينى ، حيث تمت السيطرة على بعض الآبار في الجنوب وهذا أدى إلى مشاكل ومعوقات لم ترها الحكومة الإيطالية من قبل”

أن الحقيقة التى تراها شركة إيني ” هي أن الفصائل المتحاربة في ليبيا لم تبد أي اهتمام حقيقي باتفاق السلام ، وقد تفاقمت المواجهة بدعم من كلا الطرفين من دول أخرى ولكن إذا كانت أي شركة أجنبية تعرف كيفية التنقل في شبكة المصالح المعقدة فهي إيني بالطبع ”

ومن بين جميع الشركات الدولية في ليبيا بما في ذلك شركة الطاقة النرويجية ” Equinor و Repsol of Spain و Total of France و U.K. BP – Eni ” كانت شركة أيني الأقل حذراً ويعزى ذلك جزئيًا إلى أنها تعرف البلد جيدًاعلى حد تعبير أحد المحللين الليبيين .

وقد واصلت أيني بناء وجودها، ففي العام الماضي أصبحت أول شركة أجنبية تعود إلى عمليات التنقيب عن النفط ، حيث وقعت اتفاقية مع المؤسسة الوطنية للنفط وشركة BP ، حيث تمثل ليبيا بالفعل 15٪ من الإنتاج العالمي ” بمعنى أن كل ستة براميل من مضخات النفط والغاز لشركة إيني في جميع أنحاء العالم تأتي من ليبيا فعلياً”