أين ذهبت أموال القذافي ؟ .. تقرير ألماني يكشف التفاصيل

1٬059

نشرت صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية تقريرا أورده من خلاله ان شخصية محورية في البحث عن أموال القذافي رجل يدعى” بشير صالح ” الذي كان ذات يوم اليد اليمني للعقيد معمر القذافي لا يزال يُعرف باسم “المصرفي الشهير “

يُزعم أن البشير استثمر وأخفى الثروة الخاصة لعشيرة القذافي بالإضافة إلى ذلك اعتاد على إدارة فرع بمليارات الدولارات من أموال الدولة الليبية: أي احتياطي الأموال المموله من النفط والذي كان للقذافي حرية الوصول إليه.

وبحسب الصحيفة الألمانية إن ما يسمى بـ “محفظة الاستثمار الليبية الأفريقية” المستثمرة في أعمال النفط تتجه إلى دول أفريقية أخرى ولكن لم يعد من الممكن تحديد المكان الذي تتدفق إليه الأموال بالضبط.

وأضافت الصحيفة أن تم تجميد الأصول المملوكة ” لبشير صالح ” من قبل الاتحاد الأوروبي وسويسرا أُدرجت محفظة الاستثمار الليبية الأفريقية التي تديرها الدولة بعد ذلك بوقت قصير على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، نظرًا لوضعها “كمصدر محتمل للتمويل” للنظام الليبي

تم منع القذافي وأتباعه من ممارسة الأعمال التجارية أو نقل الأموال ، لكن كشفت وثائق بنما يبدو أن البشير قد اتخذ بعض الاحتياطات لمثل هذا الاحتمال ، تمتلك محفظة الأستثمار الليبية الإفريقية أسهماً في شركة تُدعى Vision Oil Services Limited الأمريكية والتي اتصل بها خبراء ليبيا ولم يكن لديهم علم مسبق بها “ظلت غير نشطة لسنوات بسبب عدم وجود رسوم إدارية .

في 10 من شهر مارس 2011 عندما انتهى نظام القذافي على ما يبدو تم دفع جميع الفواتير المستحقة فجأة بالكامل وكانت الحصول على “شهادة حسن السيرة والسلوك” لإعادة تنشيط الشركة.

و تابعت الصحيفة بالقول انه تم تمويه الشركة الخارجية بشكل مثالي ولم يذكر لمحفظة الاستثمار الليبي الأفريقي ولا لصالح بشير في أي من الوثائق الرسمية.

كان لدى رجل سعودي يعمل كمدير عام للشركة توكيلًا رسميًا لفتح حسابات في بنك جنيف بيكتي ، فرع فيينا من Landsbanki Luxembourg و Standard Chartered Bank في سنغافورة وقيل إن هذا الرجل السعودي قد أجرى سابقاً أعمالاً مع مهربي النفط الأردنيين وقضى بعض الوقت في سجن ليبي لارتكاب جرائم تتعلق بالمال ربما كانت على صلة مباشرة بالقذافي.

لكن تم إطلاق سراحه في اضطرابات الحرب الأهلية في ليبيا فقدت أيضًا شركة Vision Oil Services Limited في جزر فيرجن البريطانية بإلغاء تنشيط الشركة بسبب الرسوم الإدارية المستحقة عليها من غير المعروف ما إذا كانت أصول الشركة المحتملة قد تم نقلها قبل ذلك ولا يمكن الحصول على هذه المعلومات من محتويات أوراق بنما.

لكن بشير عاد فجأة إلى النيجر قبل أن يختفي مرة أخرى. شوهد في جنوب إفريقيا عدة مرات ووفقًا للشائعات يعيش في سوازيلاند ، يقال إنه الشخص الوحيد المطلع على كل أسرار الاستثمارات الليبية في إفريقيا ، وأن بشير لا يتحدث مع الصحافة ولا يمكن ل” زود دويتشة تسايتونج ” الوصول إليه لطلب التعليق.

و ذكرت الصحيفة الألمانية ان الاختراق في البحث عن كنز القذافي وشيكًا في عام 2012 عندما قال رئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي أن القذافي دفن ذهبه في الصحراء الليبية

ووفقًا للمحققين الليبيين ، منحت منظمة تطوير المراكز الإدارية في البلاد (ODAC) وهي وزارة عملاقة تتولى جميع أعمال الدولة ويشرف عليها الدبيبة عقودًا تجارية بمليارات الدولارات للعديد من الشركات التي لها صلات مباشرة بعائلة الدبيبة.

ذكرت الصحيفة ايضا أن عندما فحص المدققون عقود العمل هذه عن كثب بعد سقوط القذافي اكتشفوا ممارسات مسك الدفاتر الإبداعية وفقًا لهذه التقارير ، أوضح أحد مستشاري القذافي للمحققين أن تناقضات ODAC ظهرت في وقت مبكر جدًا ، ولكن لم يتم فحصها بأي تفاصيل نظرًا لأن القذافي كان له دور في إدارة ODAC.

ولم يرد دبيبة على طلب زود دويتشه تسايتونج للتعليق ومع ذلك كتبت عائلة دبيبة إلى الجارديان رفضت المزاعم باعتبارها لا أساس لها من الصحة وزعم محاميهم الليبي أنهم “غير مطلوبين من قبل أية جهات قضائية أو مالية أو أمنية”.

على الرغم من أن الدبيبة سيئ السمعة غير موقفه في ذروة الحرب الأهلية الليبية وقام بتمويل المعارضين لنظام القذافي في مسقط رأسه مصراتة إلا أن الحكومة الجديدة جمدت أصوله ووضعت اسمه على قائمة الرجال المشتبه في اختلاس أموال الدولة انتقل في النهاية إلى لندن حيث تمتلك عائلته بعض الممتلكات القيمة يتهم المحققون الليبيون الدبيبة بإسقاط عقود بملايين الدولارات لشركات يديرها هو أو أحد أقاربه ويقال إنه قام بتهريب أرباح هذه المعاملات إلى الخارج من خلال شبكة من الشركات الوهمية

ومع ذلك ان العديد من الشركات الواجهة التي يُفترض أنها مملوكة من قبل المقربين المخلصين للقذافي كان يديرها موساك فونسيكا ، شركة المحاماة في بنما التي كانت في قلب فضيحة أوراق بنما التي اندلعت في أبريل من هذا العام.

و قالت الصحيفة أيضا من جانبها انه يظهر اسم المواطن الليبي بريطاني الجنسية” رياض ” في الوثائق مرارًا وتكرارًا فيما يتعلق بالعديد من الشركات الأمامية التي ينسبها المحققون الليبيون إلى الدبيبة.

كان رياض يقيم في ليبيا من ثم التحق بالجامعة في لندن تشير صفحته على الفيسبوك إلى أنه مرتبط بعائلة دبيبة من الواضح أنه امتلك ذات مرة نصف أسهم فندق في المرتفعات الاسكتلندية ، تم استخدام الشركة التي تقف وراء ملكية الفندق لإخفاء أموال الدولة الليبية ، وفقًا لوثيقة كتبها محققون ليبيون كانوا يسعون للحصول على مساعدة قانونية من السلطات البريطانية والاسكتلندية.

تمكنت صحيفة” زود دويتشة تسليتونج ” و ” الغارديان “من الوصول إلى أجزاء من هذه الوثائق ، التي تتهم الدبيبة بإساءة استخدام المنصب والتحويلات المالية غير القانونية التي أضرت بالميزانية العامة ، من بين أمور أخرى.

وفقًا للسجل التجاري فإن الشركة التي تقف وراء الفندق الفاخر يديرها رجلان حصلوا على عقود من شركة ODAC بقيمة عدة ملايين في عام 2008 هده نفس الشركة الذي كان يرأسه سابقًا الدبيبة وهكذا انتهى كل شيء.

وأكدت السلطات الاسكتلندية أن التحقيقات جارية في هذه المسألة المحققون من جانبهم غير راغبين في تصديق أحدث إعلان عن أصول دبيبة والذي ذكر أنه لا يمتلك سوى عدد قليل من السيارات وبعض المجوهرات ومزرعة بها أربعة جمال وفقا للتقرير .