الفارسي يكتب مقالا بعنوان : 20 دقيقة

187

كتب : علي الفارسي الكاتب المتخصص بمجال الطاقة

مستقبل هذة الثروة في أعناق مكونات ليبيا وإيمانها بالوطن وشجاعتها نحو الإستمرار والحفاظ عليه وإبعادها عن تراكمات وصراعات الماضي وهذه الأحقاد هي نتاج ماحدث في ظل هذا الحاضر .

حديثنا يدور حول أحواض النفط الخام بحوض سرت ومناطق الواحات حيث تمتد الأراضي الواسعة ومكامن النفط والغاز والتنوع الثقافي والاجتماعي الذي يبدأ من جالو واوجلة بالجنوب الشرقي حتى مرادة وزلة ومناطق الهروج ولقد كان ظاهرا التنغام الاجتماعي بين مكونات تلك المناطق بلا شك .

واستقرار العمل والعمليات النفطية لمعظم شركة القطاع العاملة بات واضحا ولقد خرجت منفردا مع صديق نحو احدى المواقع القريبة من مناطق عبور نحو المثلث الحدودي وهذا قديم العهد تحدثت قليلا مع احدهم من الجنسيات الافريقية يبلغ من العمر 56  عام  وكان مدركا، حدثني عن العمق الليبي الافريقي وعن حدود تبلغ اكثر من 390كم بين ليبيا والسودان  وعن ليبيا قبل عام 2011 التي دعمت بعض الاستثمارات بالخرطوم ومن ثم دعمت النزاع من جهة أخرى هذه سياسة خلط الأوراق والمال بالسياسة وهذا يعود لنزاعات سابقة بين النميري وحكومة ليبيا قبل 2011م  وأوهام تصدير الثورة قال نحن شهدنا ثلاث رؤساء وخلالهم ليبيا كانت مصدر القلق وتسألني لماذا أنا هنا انتم لم تصنعو استقرار في بلدي جئت للبحث عن الاستقرار لديكم ونحن الاثنين اليوم نقف بمناطق ونتقاسم نفس خيبات الأمل ونفس الرغبات لمستقبل افضل .

جلست قليلا لم يفارق نظري تلك السيارة المحملة بكل شيء تقريبا حتى أنني لحظت وجود سيارة صغيرة مخبئ خلف الملابس وأكد لي ذلك المسافر أهمية الجوار بالنسبة لمستقبل ليبيا وصناعة النفط وكنا نتشارك نفس الرؤية بأن القضاء على الفقر وخلق مناطق انتاجية وتنموية سوف تمنع الهجرة والإرهاب بين البلدين وتدعم مساعي الأمم المتحدة للتنمية .

نحن نعيش بمنطقة حدودية وفضاء لايمكن السيطرة عليه بمنطق القوة ولا يمكن منع افريقيا المندفعة نحو ليبيا  للهجرة نحو أوروبا وللأنطلاق من ليبيا إلا عن طريق إحتواء المناطق الحدودية العمق الاستراتيجي للأمن القومي لسكان ليبيا المحليين المقيمين بالقرب من الحدود هناك تشارك للعشائرية وتواجد ما قبل وبعد الشريط الحدودي مما يخلق عامل آخر غير ملموس وهو الإنتماء لكنه مؤثر جدا مع غياب التعدد في ليبيا وهيمنة القبيلة على كل شيء .

يبدو أن أي نجاح وأي برامج تنموية للمؤسسة الوطنية للنفط من مشاريع إنتاج للطاقة الشمسية أو الطاقة من نبات الجيتروفا سوف يكون مؤثرا وارضية صلبة للمضي قدما نحو خلق مناخ مستقر بمناطق حيوية .

ماقام به قطاع النفط والغاز من وحدة للعمل لا يمكن وصفه وصف دقيق .
ويبقي السؤال المهم  كيف حافظ الليبين على استمرار العمل والأهم كيف نستمر على نفس النسق ؟

وبالتأكيد حفاظ الليبين بحكمة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط وإخلاص العاملين  به الذين لم يسقطو يوما في فخ الوقت واستمرار الثبات وفخ المصالح والمنافع اولئك الذين التقيت معهم من الجبل الغربي والجبل الأخضر والجنوب يعملون كا العائلة بدون كلل أو ملل بالصبر والصمت وتجاوز المختناقات الاقتصادية القاتلة بالحقول والمصانع والموانئ الحسابات المتعلقة بالنفط والغاز  يجب أن تكون ليبيا مخلصة وليست سياسية ولعل حديث المهندس مصطفي صنع الله منذ يومين خلال إفتتاحها صالة للطعام والإطلاع على سير إعادة مصنع البيتروكيميائيات بمدينة رأس لانوف والذي أكد على أهمية عودة المجمع لدواعي اقتصادية تساهم في انتعاش اقتصاد المنطقة والبلاد كونه تحتل مركزا استراتيجي هام وبأنه إلى جانب اهتمام قطاع النفط بعودة منشأتها وعدم تعثرها يعمل على تعزيز دورها لرفع الناتج القومي للبلاد .

الاستقرار الاقتصادي داعم للعمل السياسي ويسير بشكل موازي مع أي إصلاح قادم ولا استغرب هذه الدعوات مغرضه نحو إغلاق النفط التي يحركها اصحاب دوافع خاصة لقد كان معظم العاملين يدركو بشكل جيد الفرق بين حقوقهم والتي اعتبرها مشروعه وبين طريق بلوغها ومن يستعمل حقوق العاملين لتحقيق غاية ما ويختفي خلف ستار آخر .

المهندس صنع الله سبق الكثيرون على طريق الاصلاحات وحافظ  وتقدم بالوسيلة بملابساتها ومضاعفتها
على المؤسساتها خارج نطاق التوتر مع وجودها جغرافيا داخل مناطق التوتر وهذا بالنسبة لي مثير للأعجاب وللأخرون مخالفين مثير للقلق وأعتقد بأننا سوف نواجه موجه جديدة أشد حدها من السابق تتزامن مع تحويرات الأمم المتحدة وسوف تكون هناك دعوات لإغلاق النفط أو على الأقل استخدامها وخلال حديثي مع بعض العاملين التمست الجهوزية لمواجهة تلك الأمواج العاتية قبل ادارتهم بلا تضخيم .

اليوم المعيار لدي المعرقلين لقطاع النفط  هو استمرار الإنتاج يساوي النجاح وتعطيلها يساوي الفشل وهذا خطاء فادح  غافلين عن نجاح القطاع والعاملين بتجاوز ما ترتب عن الإيقاف من هلاك للبنية التحتية في ظل عدم وجود ميزانيات ودعم حكومي من السلطات.

كل جزء من قطاع النفط والغاز وجد وسيلة للدفاع عنه ولم يقف أحد موقف المتفرج وهذا سيدعم استمرارهم بهذه الملحمة الاقتصادية يحركها الأمل بمستقبل افضل .

وحسن استخدام مداخيل النفط ولعلهم لم يقتحمو مجال السياسة ولكن السياسة هي من اصطدمت بثباتهم .

ماذا عن انتاج ليبيا من النفط وسير العمل ؟ ورد فعل السكان حول العمليات عن برامج التنمية المكانية ؟

يبدو أن الإنتاج يسير بشكل جيد مع عدم توفر قطع غيار ومعاناة المؤسسة الوطنية وشركاتها من أجل الحفاظ على الإنتاج لقد شهدنا تغيير أنابيب نفطية بين الواحة والسماح بتكاثف جماعي مميز وتعاون بدعم تزويدات الكهرباء بين الواحة وأحد حقول الخليج العربي وتحدث مع العاملين عن احتياجاتهم للعمل من معدات وغيرها ولم يتطرق أي منهم لمطلب شخصي وأتذكر أحدهم يبلغ من العمر  ٦٠ عام قال لي أنا لي فوق أربعون عام بالقطاع ولن أتوقف عن العمل بس أنتم لا توجد لديكم ترقية بخصوص الرواتب ونريد رعاية صحية دواء مزمن لم استطيع التوفيق بين طعام أولادي وثمن علاجي ومن ثم حدثني عن ولائهم لهذه المواقع وسعادتهم عند نجاح كل عمل لقد كان الوعي والثقة والبذل سلاحهم وكيف استمرو ولن تثني عزائمهم النكبات المتتالية .

يمكن فهم هذا الموقف خطوات تجميد الإيرادات ناجحة إذا كانت الجهات الأخرى التي تتصرف فيه رشيدة وفاشلة إذا كانت غير مسؤولة لا سامح الله الإيرادات من النفط واستعمالها  مسئولية مشتركة بين السلطات الليبية والقطاع ، كما أن الإجراءات لا يصح لها أن تقع أسيرة تضارب تعدد في المستويات أو تعقيد الصياغات.

وبهذه العقلية العملية والواقعية غادرنا المواقع التي لا يمكن توجيهه بواقع القوة المفرطة، وعليه مثلا وفعلا  فإن ثقافتها المكتسبة الوطنية  للعاملين وادارتهم حرضتها ولم تردها الضروف .

أما عن التنمية المكانية لم يكن أغلب السكان راضين عنه بصدق وطالبو بمزيد من الدعم ولكنهم أشادو لي بدور المهندس صنع الله الذي عاندتها ضروف البلاد ويبدو أنهم لديهم الثقة بالمهندس وذكرت لهم قائلا هل لديكم علم بتصريحه الأخير نطمئن أهلنا بالجنوب الحبيب، بأنه فور حصول المؤسسة الوطنية للنفط على الميزانيات المطلوبة والتي تحتاجها لتنفيذ المشاريع الحيوية التي ستدعم الاقتصاد الوطني على المدى القصير والبعيد، وانجاز عمليات الصيانة اللازمة بمختلف حقول شركاتها مما سيساهم في زيادة معدلات الإنتاج، والأهم من ذلك هو تقديم الدعم للمناطق المجاورة لعملياتنا، وفي مقدمتها مساعدة أهلنا في الجنوب الليبي خلال لقاء مع عمداء بلديات فزان المهملة حقا حسب ما شهدت على أرض الواقع وانهكتها النزاعات والانقسامات .

وتطرقنا لمشروع حقل الشرارة الذي أصبح من المستحيل تنفييذها والمؤسسة لا تتحصل السكان بالجنوب يطالبو بوصول الغاز لمنازلهم وهذا المشروع اساس لتوفير ذلك .

مجلس إدارة المؤسسة أكد على أهمية العمل وتوفير المساعدات لمواطني المناطق الجنوبية الواقعة في نطاق عمليات المؤسسة الوطنية للنفط من حيث تحديد الاحتياجات الطبية الممكنة وتوفيرها مشيرا إلى أنهم بدؤوا بالجنوب لكونه أكثر المناطق احتياجا للإمكانات.

وخلال طرحي للسؤال هل مايصلكم من دعم طبي لمراكز طبية كافيا ؟
الإجابة كانت لا في ظل نقص الدعم وتباعد الزمني بين الفترات
نحن أمام مشكلة مالية تعيق تنفيذ العمليات ينتح عنه توقف مشاريع متعددة تنموية أخرى .