الفارسي يكتب : من المستقبل وماهي خلفيته التاريخية ! الإرادة الوطنية إذا توفرت فإنها تنتصر على الظروف مهما كانت قاسية وعنيفة وهذا ما حدث

167

كتب : علي الفارسي كاتب متخصص بالطاقة مقالاً

بدأت منذ أيام زيارة لرئيس وأعضاء المؤسسة الوطنية للنفط يرافقهم عدد من رؤساء لجان الشركات النفطية إلى مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي وصفت بأنها أول مدينة بالشرق الأوسط تأسس فيها برلمان منتخب بعهد المملكة الليبية .

كا العادة تستقبل شركة الخليج العربي للنفط أحد أكبر الشركات التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط زوار المدينة وحقائبهم التي تحمل منشأت هامة للمدينة واقتصادها ومستقبلها يقع مقر الإدارة الرئيس لشركة الخليج العربي بوسط المدينة وتدير عدة حقول أكبرها واكثرها إنتاج حقل السرير وتصدر منتجاتها عبر ميناء الحريقة النفطي شرق البلاد بمدينة طبرق وعلى الرغم من إنقسام الساسة الذي طال كل شيء إلا هذه المنشأة النفطية التي ثابرت في العمل على وحدة الصف بقطاع حيوي وجد نفسه أمام أعاصير بلا رحمه ولا شفقه لكنها كانت ولازالت البوصلة والميزان لوحدة الوطن.

الزيارة بداءت بشركة الجوف للتقنيات النفطية إحدى شركات الوطنية للنفط التي يقع على عاتقها توفير المواد الكيميائية من مواد حفر وغيرها ومعدات تقنية لشركات القطاع على الرغم من إنعكاس اغلاق النفط بشكل سلبي على نشاطاتها وضعف التمويل من السلطات للقطاع الذي طال كل شيء وخلال زيارتي لورشة عمل ضمت إدارات متخصصة بشركات قطاع النفط والغاز  عقدت بالقاعة الرئيسية وتجولت بين ازقتها وتبين لي قيام العاملين بروح وطنية بأعمال الطلاء والتجهيز لكافة المرافق والوحدات وتغييرهم لمعالم البؤس التي صنعته الحرب على مرافق الشركة لتعود للعمل مجددا وهنا تظهر العزيمة رغم تأخر مستحقاتهم تنتصر الإرادة على المصالح .

بدأت الزيارة  بوضع حجر أساس لمصحة نفط متكاملة وهي مطلب بدون شك لكافة العاملين بمدينة بنغازي وشرق البلاد وسوف تكون مزود بالخدمات العلاجية لا يستهان به وأعتقد بأن وضع حجر الأساس سبقتها خطط ومقترحات سوف تنفذ قريباً وأتمنى أن لا يعيق ذلك شبح ضعف التمويل خاصة بأن النوايا جدية لدى المؤسسة الوطنية منذ اجتماع بحث سبل تطوير مصحة نفط طرابلس وأن لا أجزم ولكن متفائل بقرب التنفيذ وفقا لما نشاهد من معطيات قد تكون غائبة عن الأخرون مما سبب لهم بعض الشكوك بأن حجر الأساس سوف يكون كا مشاريع حكومية أصبحت تذكار حجري تذروه الرياح .

وخاصة بعد مناقشة ميزانية عام 2021م وتفائل حكومة الوحدة الوطنية لطبيعة الصناعة وهذا التفائل تعرفت عليه بحديثي مع صناع القرار من الحكومة وما وجدتها من حروف وتعبيرات بين كلمات مسؤولي قطاع النفط والغاز التي تشعرني بالإطمئنان رغم ذكائهم وتحدثهم معي كا صحفي استقصائي بثقة وبدون تكليف .

اولا : التأكيد على ضرورة استمرار اجراءات مشددة لمكافحة كورونا وتوفير الدعم واللقحات للعاملين دليل على دعم المؤسسة للكادر البشري عصب العمليات وهذا جاء بعد جهود عظيمة لمكافحة الجائحة كانت ناجحة لأن عدد الإصابات لم يتجاوز  ٢٠ بشكل متفرق مقارنة مع حجم المواقع وعدد العاملين ولكن الوضع الصحي يدعو للتفائل وهذه الجهود لمكافحة الجائحة تأتي بعد عمل المؤسسة الوطنية وشركاتها على جانبين الأول تغطية وتلبية حاجات مواقعها.

وثانيا :دعم مراكز صحية وأمنية بالمناطق المحيطة لعمالياتها وعلى إعتبار أن كورونا جائحة واسعة الإنتشار شمل الدعم الشرق والغرب والجنوب وكانت الجهود معززة لمحاولة وزارة الصحة المنهكه واتذكر بأنني كنت على رأس مجموعة تابعة لشركة الواحة للنفط وقمنا بتسليم مواد ومستلزمات طبية لمركز الدم بنغازي الذي كان يعاني نقص ويسعى لتدارك ما يستطيع لمنع الانهيار.

واعتقد بأن إجراءات مكافحة الجائحة سوف تتصاعد إلى عام اخر حتى وصول اللقاح واستخدامها .

ثانيا : مناقشه الميزانية والسعي نحو استدامة الإنتاج ومشاكل الأنابيب النفطية والكهرباء يؤكد بأن كافة الشركات النفطي تعاني من نقص المستلزمات وقطع الغيار بسبب تعنت السلطات وتخفيض الميزانية مخصصه لقطاع النفط والغاز ويقابل تلك المشكلات نجاحات يحققها العاملين بأقل الإمكانيات ساهمت بإستمرار العمل ورفع الإنتاج ودعم الاقتصاد القطاع النفطي نجح وفاجئ الجميع بعودته للإنتاج وحفاظها على معدل الصادارات وهذا لم يكن سهل أو يمكن استيعابه .

ثالثا : وضع حجر أساس لمركز تدريب تقني نفطي وكذلك تدريب متخصص بمجالات الحفر  لشركة شلمبرجير بالتعاون مع المؤسسة وعد منذ معرض النفط والغاز الدولي عام 2018  تم تنفيذها يحمل جانبين.

الأول تواجد شراكات اقليمية يمكن تكثيفها والإستفادة منه والدفع نحو الاستفادة من الجوانب الايجابية للشراكة خاصة بأن التدريب ضم عاملين من مختلف مناطق ليبيا ومدينة بنغازي وسوف ينعكس على أداء اعمالهم بلا شك وسوف ينعكس على اقتصاد المدينة ويؤهل الشباب لسوق عمل واعد.

رابعا : زيارة رأس المنقار الذي يمثل أهمية كا الأهمية التي تمثلها مستودعات طرابلس ومصراته يمنحنا دلاله بأن أزمة الوقود على طاولة المؤسسة وهدفها حل المختنقات وهذا ما تعمل عليه رغم تعرض الخزانات ببعض المناطق للدمار والتهريب الذي تعاني منه بعض مناطق البلاد .

وهنا تلتقي رغبات حكومة الوحدة وعمل المؤسسة وشركاتها في نقطة هامة وهي رفع المعاناة عن المواطن بتوفير الوقود لإنتاج الكهرباء و جلب الماء وهذا ما تم الحفاظ عليه ولا ننسى انني أكرر بأن الحكومة ولدت حديثا والمؤسسة اشتدت سواعدها بقلب العاصفه وكانت هي الوحدة والعمل تحركها إرادة وطنية لا وساطات سياسية.

خامسا :زيارة وعمل مصنع الاسفلت وملاحظات المهندس صنع الله دلاله على أن القطاع النفطي الداعم الأول لإعادة الإعمار والحياة للمدينة لأهمية المصنع والمتتجات من الاسفلت التي يوفرها .

سادسا :نالت شركة الخليج العربي اهتمام أكبر كونها ثاني شركة منتجة للنفط بكميات كبيرة ولعل خطوات العمل على الحقل NC4  يبشر برفع الصادارت واستغلال الموارد .

سابعاً :إنجاز افتتاح مكتب شركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز مبنى مملوك بالكامل للشركة إلى جانب تجهيزات إعادة الامل متذ سنوات لوضع المصنع الذي عارضت بعض من قالو بأنه ذاهب للهلاك لينتج ابريل عام 2020م أول شحنات البولي ايثلين للسوق المحلي ونحن على موعد مع إرادة متجددة ومنتصره سوف تحقق تشغيل مصانع البولي ايثلين وينتعش اقتصاد المنطقة كونه مشغل للعمالة ورافد اقتصادي مميز
وفي الختام لابد لهذه القلعة أن ترفه بالاهتمام بعناصرها البشرية جنودها الأوفياء وكلنا أمل.