الداهش : خرفان ديجتال!

399

كتب : الصحفي عبد الرزاق الداهش

منظومة، وحجز إلكتروني، ورقم وطني، حتى كدنا نتصور أن الجماعة سيستوردون لنا فريق برشلونة وليس خراف إسبانية أو رومانية، ويا ليتها خراف بالمعني الحقيقي للكلمة.

اعتمادات برسم التحصيل، وإعفاء من الرسوم الجمركية، ووعود بسعر (كازيوني)، ودفع بالصك، و(الخير جاي)، وعرس كبير له أول وليس له أخر، وفي نهاية الفيلم نكتشف أن العريس فار!

معقولة هذا هو خروفكم، لا عرفناه من الثديات، ولا من الطيور، ولا من البذور المحسنة، كائن أكبر من القط بقليل، وأقل من الكلب بقليل، ورأسه يشبه النعجة دوللي، لولا أنه خِلقة الله سبحانه وتعالى، لقلنا تجميع سوق الكريمية.

والذي ليس محيرا أنه بدل أن تنزل أسعار الخراف المحلية في السوق الليبي زادت ارتفاعا، رغم أن الخراف الموردة تم بيعها للمستهلك بسعرها مضروبا في ثلاثة، أو أربعة، طبعا هذا في حالة أن دول المصدر، لم تمنحها لتجارنا مجانا بغرض التخلص منها.

فهل هذه سرقة؟ هل هذا نصب واحتيال؟ هل هذا تبييض أموال؟ هل هذا ضحك على الليبيين، وهل أصحاب هذه الشركات ليبيين، أم أنهم خراف أنابيب؟ سنت واحد حرام وزقوم يتحول لهؤلاء اللصوص، ولهذه المافيا.

مصرف ليبيا، والاقتصاد، وديوان المحاسبة معنيين بإيقاف أي تحويل لهذه المافيات، بل معنيين بتحويل أصحاب هذه الشركات إلى مكتب النائب العام على خلفية تهم مختلفة لعل أهمها إهانة الشعب الليبي.

وأي تواطؤ حتى بالصمت، من أي مسؤول، في أي جهة لصالح مافيا الاعتمادات، لا يمكن اعتباره، إلا شراكة كاملة، في جريمة كاملة، ولو كانت قيمة الاعتماد نصف دولار.

يكفي استسهالا للحم الليبيين، يكفي نهبا لأموالهم، يكفي ابتزازا لهم، يكفي كذبا عليهم، يكفي إهدارا لكرامتهم.