الهوامش الاقتصادية غير المحتسبة في حرب طرابلس

542

مضي أسبوع على بدء الحرب في مدينة طرابلس ومعها أخذ الدمار يطال كل ما تأتي عليه من منازل المواطنين وخطوط الطاقة وغرف الكهرباء وغيرها من البنى التحتية بطرابلس وضواحيها، بالإضافة لتوقف كل أشكال الحياة في مساحات كبيرة ونزوح مئات العائلات ناهيك عن مقتل العشرات من المواطنين المدنيين، وتأثيراتها على البلاد ..

وفي هذه القضية نستعرض أبرز تداعيات الحرب علي طرابلس وليبيا بالمجمل.

تضرر خطوط نقل الطاقة في أحياء جنوب طرابلس

أعلنت شركة الكهرباء في عدد من منشوراتها عبر صفحتها الرسمية تضرر خطوط نقل الكهرباء والدوائر الكهربائية بمناطق “وادي الربيع وعين زارة وطريق المطار والسواني وورشفانة”، وانقطاع الكهرباء عليها بالكامل وتعذر الدخول إلى تلك المناطق بسبب اشتداد الحرب فيها وأضاف مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء ” محمد التكوري” في تصريحات خص بها صحيفة “صحيفة صدى الإقتصادية” وهي أن الأضرار واسعة في تلك المناطق، وستكلف الشركة العامة للكهرباء ملايين الدينارات.

وعدد التكوري لصدى الاقتصادية العشرات من الخطوط التي قد تضررت بأكملها في مناطق وادي الربيع وتضرر أخرى بعين زارة ومن ضمنها الأفريقية، المحجوب ، فحيمة، بن عون ، الألومنيوم ، الترهوني ، المظلي ، ظافر السلامة ، سيدي فطرة ، الحبايبية، منصور القايدي وغيره، مضيفا أن مناطق العزيزية تضررت فيها 4 محولات كهربائية ثمنها يقدر بحوالي 6 مليون دينار والأضرار المالية في المناطق الأخرى ستكون ثقيلة ماليا على الشركة العامة للكهرباء.

تضرر طائرة لنقل الشحنات النقدية وتوقف إرسالها لمناطق ليبيا

في التاسع من إبريل الماضي استهدفت طائرة حربية مطار معيتيقة الدولي في قسمه العسكري مخلفة أضرارا في طارتين إحداها لنقل الشحنات النقدية التي يرسلها مصرف ليبيا المركزي للمناطق الليبية بحسب تصريحات تحصلت عليها صدى الاقتصادية من مصدر عسكري بقاعدة معيتيقة، ولم يعلن المركزي عن إرسال أي شحنات نقدية لأي منطقة ليبية عبر الصفحة الرسمية منذ بداية الحرب.

توقف إمدادات الوقود نحو الجنوب الليبي والجبل الغربي

بعد انتظام حركة إمدادات الوقود نحو الجنوب خلال الفترة الماضية توقفت تلك الإمدادات بسبب الحرب التي نشبت على أطراف طرابلس الجنوبية بعد تخوف جمعية النقل من عدم تأمين الطرق نحو الجنوب الأمر الذي يترك الجنوب أمام مشهد متكرر لأزمة الوقود وتوسع السوق السوداء وهو ما حدث بالفعل فقد سجلت صدى وصول لتر الوقود إلى 3 دينار في مدن “سبها، مرزق، أوباري ، غات، القطرون”.

وقد صرح مدير مستودع سبها النفطي لصحيفة صدى الاقتصادية أن الكميات الموجودة بالمستودع غير كافية لإمداد مناطق الجنوب بحاجتها من الوقود متمنيا انتهاء مشكلة الإمدادات من مستودع مصراتة النفطي في أقرب وقت.

بلديات الجبل الغربي هي الأخرى شهدت انقطاع الوقود عنها بسبب إغلاق الطرق نتيجة الاشتباكات، وتعذر تأمين شاحنات نقل الوقود وإغلاق مستودع طرابلس النفطي بسبب قربه من الاشتباكات.

ارتفاع أسعار العملات في السوق الموازية الليبية

رصدت صدى الاقتصادية تأثيرات الحرب على السوق السوداء حيث سُجلت أسعار مرتفعة في الوقت الذي بدأت تدق فيه طبول الحرب واستقرت الأسعار على ارتفاع خلال هذه الأيام التي تدور فيها رحى الحرب.

وكان سعر الدولار قبل الحرب يساوي 4.28 دينار ليبيا، وسجل الخميس 4.55 دينار ، فيما ارتفع اليورو من 4.84 دينار إلى 5.04 دينار.

ارتفاع أسعار السلع المختلفة بشكل كبير بالأسواق

كان المواطن في طرابلس وضواحيها يطالع مؤشر أسعار السلع قبل أسابيع من شهر رمضان الكريم في تخوف من ارتفاع الأسعار وشح السلع الغذائية الضرورية في مجتمع يزيد استهلاكه أضعافا خلال الشهر الفضيل لتفاجئه حرب طرابلس بزيادة كبيرة في أسعار الخضروات واللحوم حيث رصدت صدى أبرز الاختلافات قبل الحرب وبعدها.

الفرق في أسعار الخضار 

الفرق في أسعار اللحوم 

دمار واسع في الأحياء السكنية بمناطق الصراع

خسائر بالجملة وقعت في الأحياء السكنية بمناطق الاشتباكات تقدر بملايين الدينارات بمنازل المواطنين وأملاكهم المختلفة ناهيك عن نزوح المئات من الأسر من مناطق الصراع حيث أكد عميد بلدية عين زارة “عبد الواحد البلوق” لصحيفة صدى الاقتصادية إخلاء ما لا يقل عن 282 عائلة من وادي الربيع وعين زارة بمساعدة الهلال الأحمر وفتح مراكز إيواء لهم بالسكن الداخلي مضيفا أن الأضرار المادية كبيرة في الأحياء داخل نطاق بلدية عين زارة.

من جهة أخرى لا يختلف الحال في مناطق السواني وطريق المطار وورشفانة ووادي الربيع وسوق الخميس وسوق الأحد وصلاح الدين وخلة الفرجان التي تضررت فيها أحياء متعددة ومنازل كثيرة للمواطنين وأملاكهم وأرواحهم وقد تم بحسب الصفحة الرسمية للهلال الأحمر إخلاء أكثر من 200 عائلة في منطقة السواني بعد تعذر خروجهم.

 

تأثيرات حرب طرابلس لا تنحصر فقط على المدينة وضواحيها بل تتعداها لتطال مناطق ليبية عديدة في ظل وجود أهم المصالح الخدمية والمالية والسياسية كيف لا وبلادنا كالجسد الواحد إِذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهرِ والحمى، وتتمنى صدى الاقتصادية السلامة للجميع.