من المسؤول عن عذاب المواطن للحصول على جواز سفره؟

462

في ليبيا لاشيء يسير بوتيرة اعتيادية ولم تعد البيروقراطية وحدها هي العائق بل أضيفت إليها رحلة البحث عن المعارف!

فإذا أردت استخراج جواز سفر مثلاً وهو حقك لأنك مواطن فإنك ستبدأ رحلة طويلة تبدأ بالبحث عن موعد للتقديم ولا تنتهى بالبحث عن موعد للتصوير بل لازالت رحلة البحث عمن يصدر الجواز بشكله النهائي.

في ليبيا أصبح لا يمكن الحصول على جواز سفر بدون “واسطة” إلا إذا منّ عليك الله بالصبر لمدة خمسة أشهر على الأقل من الركض من مصلحة إلى أخرى للحصول عليه.

صحيفة صدى الاقتصادية قامت بزيارة إلى مصلحة الجوازات بشارع الزاوية و اطلعت على الوضع هناك حيث ازدحام المواطنين، و بوجود الأمن والذين لا يسمحون بالدخول إلا إذا تمت مناداة اسم المواطن من الداخل من قبل موظفي المصلحة،كما أن الأمن يؤكد للمواطنين توقف آلة التصوير عن العمل، و إيقاف الحجز وغيره من إجراءات رغم وجودها.

كنا شاهد عيان على ما يحدث بداخل مصلحة الجوازات حيث آلة التصوير تعمل منذ الصباح وحتى فترة العصر لا توجد ازدحامات كبيرة بالداخل.

أخذنا رأي مواطنة متواجدة هناك والتي عبرت لنا عن انزعاجها الشديد وقالت إن رحلتها لاستخراج جواز سفر تواصلت لمدة 3 أشهر و قد سلمت أوراقها إلى مصلحتي جوازات تاجوراء وشارع الصريم ولكن في كل مرة لا يحدد موعد التصوير و تُعاد إليها أوراقها.

كما أكدت أن المدة الماضية كانت وجهتها مدينة مصراتة باعتبار ان المواطنين يعتقدون أن استخراج الجواز من جوازات مصراتة يتم بأسهل الطرق ، بدايةً عرض عليها دفع 1000 دينار، بحسب ما قالت، لاستخراج جواز سفر من بوابة أبو قرين تحديداً، و من ثم طالبوها بتقرير طبي مزور من المستشفى للتعجيل باستخراج جواز سفر في أقرب وقت ممكن.

وبين هذه وتلك وبين المطرقة والسندان وبين الحلم والواقع تظل معاناة المواطنين عنواناً لمن يحلم بوطن يتمتع فيه المواطن بأبسط حقوقه دون مماطلة أو إذلال.