خسائرها المالية بلغت 77 مليون دولار يومياً ، أما النفطية فيما يخص الإنتاج 1.2 مليون برميل في اليوم جراء إقفال الحقول النفطية .
أما قيمة الفاقد نتيجة إيقاف تصدير النفط عبر الموانئ النفطية فقد بلغت 55 مليون دولار يومياً و 800 ألف برميل يوميا، هذه هي ليبيا تفشل في كل مرة تحاول فيها استعادة إنتاج مصدر دخلها الوحيد “النفط”.
وبمجرد أن لمعت في رأس أحدهم بأن فكرة الاستجابة للطلبات تأتي بعد إقفال النفط ، يقوم بإغلاقه كأنه سيد الحلول .
مر على إغلاق تصدير النفط عبر الموانئ النفطية مدة أسبوع من قبل قبائل المنطقة الشرقية، وبأوامر “القيادة العامة”، وفقا للمؤسسة، ردا على تمويل حكومة الوفاق الوطني للحرب عن طريقه وجلب مرتزقة في الوقت الذي يقوم به الجيش الليبي بقيادة “حفتر” بحماية هذه المنشآت، بحسب ما قال لنا مصدر مسؤول بمينائي الزويتينة والبريقة.
ورافقت فكرة إقفال الموانئ، إيقاف الإنتاج في أكبر حقول البلاد “الشرارة والفيل” مما زاد في قيمة الخسائر المالية والتي قدرت بالمليارات.

بعد ذلك عقد الأحد الماضي مؤتمر برلين حول الوضع الليبي وتناول المؤتمر معوقات النفط الليبي، بالإضافة إلى مناقشة التوزيع العادل للثروة على الليبيين، وإعادة فتح المنشآت النفطية وإصلاح المؤسسة الوطنية للنفط .
كان اهتمام كافة الشعب الليبي في معرفة كيفية توزيع موارده المالية بالشكل العادل وبدأت الاقتراحات من الخبراء وأهل الاختصاص بالخصوص :

فقد أكد المستشار الاقتصادي “محمد أبو سنينة ” خلال مقال نشره بعنوان “وهم تقسيم الثروة” أن الثروة في ليبيا تتكون من احتياطيات النفط والغاز، ومخزون الخامات ( الحديد والنحاس ورمال السلكا والذهب واليورانيوم …إلى آخره ) في باطن الأرض وكذلك الثروة المائية أو ما يعرف بمجموع الأصول الطبيعية، وكذلك رأس المال البشري الذي تكون عبر الزمن.
وتابع قائلاً: يمكن النظر للثروة على أنها رأس مال يدر دخلًا، والمورد الوحيد الذي يدر دخلًا في ليبيا هو النفط والغاز، هذه الثروات بطبيعتها غير قابلة للتقسيم لا على الأفراد ولا على المناطق أو الأقاليم، وتتحقق الاستفادة المثلى منها من خلال الاستغلال الجماعي لإيراداتها أو الدخل المتولد عنها.
وتكمن خطورة المطالبة بتقسيم الثروات بذريعة تحقيق العدالة، كما يحلو للبعض، في ما تدفع إليه من وقت لآخر، من تعطيل نشاطاتها وما توعز به من صراعات وتهديدات تشهدها وشهدتها ليبيا على مدى التسع سنوات الماضية.

و من جهة أخرى قال المستشار في ديوان المحاسبة “عبد الباسط جبوع” في تصريح لبرنامج فلوسنا على قناة الوسط أنه لا توجد عدالة في توزيع الثروة بين الليبيين والمتمثلة في إيرادات النفط وعدالة في توزيع حتى المرتبات والدعم جميعها مؤشرات متجهة لأصحاب الدخول المرتفعة.
وأضاف قائلاً: التفاوت بين مرتبات المواطنين والمجلس الأعلى للدولة والنواب سبب في تأثير كبير رغم أن قيمته ليست كبيرة فهذه الجهات لها جداول مرتبات، وكان يجب أن تكون هناك عدالة وذلك لوجود مشاكل اجتماعية خلفتها مسألة تفاوت المرتبات.
وتابع المستشار بديوان المحاسبة أنه يجب على الحكومة الانتباه لهذا الأمر وفتح المجال للقطاع الخاص، فهناك دول لا تدرج النفط في الموازنة العامة، ونحن في ليبيا موازنة الدولة عبارة عن دعم بنسبة 80 % وبطريقة سيئة جداً، فميزانية الدولة لا تقتصر على 24 مليار فقط كعوائد نفط لدينا مصافي داخلية و 120 ألف برميل يومياً تكرر داخليا و يجب حساباتها.
وقال “جبوع” أنا ضد فكرة توزيع الثروة بهذا الشكل الموجود ، و نتمنى وضع خطة بعد خمس سنوات وخلال كل سنة نقوم بتخفيض بنسبة 10 % من دخل النفط و إلى أن نصل لنسبة 100% و الحكومة تنظر إلى بدائل أخرى.
و تابع “جبوع” قائلاً : أنا مع وجود قطاع الخاص وإذا تم تنظيمه سيكون هو الحل لمشاكل ليبيا ، باستخراج كفاءات لخدمة ليبيا.

أما الأكاديمي الليبي “عاطف ميلود” فيرى أن فكرة توزيع الثروة على المواطنين بشكل عادل تكمن في عدم ثقة المواطن بالحكومة ، واستغلالها من قبل الحاكم ، في الانتخابات أو في بارونات الفساد .
و أضاف قائلاً في تصريحات لبرنامج فلوسنا على قناة الوسط أن الثروة في ليبيا أصبحت مشاعة، و أنا لست مع توزيع الثروة المباشرة على الشعوب التي ليس لديها خدمات ، مشيراً إلى أن أهمية العدالة تكمن في المنفعة .
و تابع الأكاديمي الليبي بالقول : أعتقد أن الحكومات في ليبيا تدفع المرتبات بحسب الباب الأول المقرر في الميزانية مع وجود تأخير في صرفها ، مشيراً إلى أن حكومة الوفاق الوطني تقوم بدفع مرتبات المناطق التابعة لشرعيتها ، فالمعلم في مدينة طبرق يتحصل على مرتبه من مراقبة التعليم بالمنطقة الشرقية فقط .
و أفاد بالقول : إن حكومة الوفاق الوطني لم تصرف مرتبات قطاعي التعليم والصحة بالمنطقة الشرقية منذ سنة 2016 رغم أنه كانت هناك محاولات لتوحيد صرف المرتبات في ليبيا بالكامل.
ختاماً ،، هل سيظل مشروع توزيع الثروة حلمًا يداعب مخيلة الليبيين ؟ وهل بتنفيذه ستقطع الأيادي الجاثمة على قوت ليبيا ؟