حبارات يكتب: الأسباب الرئيسية وراء إرتفاع أسعار الغذاء

568

كتب: نورالدين حبارات المهتم بشأن الاقتصادي مقالاً

يشهد السوق الليبي هذه الأيام إرتفاع ملحوظ في أسعار الغذاء كالزيت والدقيق والأرز والطماطم المعجون والكسكسي والتونة والألبان والبيض وغيرها .

وقد أدى هذا الإرتفاع وفي الواقع إلى مزيد من الإرهاق لكاهل المواطنين المرهقين أصلاً جراء إنخفاض الدخول والمرتبات وإرتفاع سعر الصرف من ناحية ، فضلاً عن إرتفاع فاتورة الإنفاق العام على مختلف أبواب الميزانية لهذا العام وذلك بعد أن قاربت الزيادة ما نسبته ‎%‎80 من حجمها خلال العام الماضي 2020 م الذي سجل حينها قرابة 50 مليار دينار فقط للحكومتين ( حكومة الوفاق الوطني والحكومة المؤقتة ) مع ملاحظة أن الحكومة أو المركزي لم يصدرا أو ينشرا أي بيانات رسمية بحجم الإنفاق والإيراد العام طوال هذا العام حتى تاريخه .

وحقيقةً هذه الموجة من الإرتفاع في الأسعار ليست محلية بل عالمية وهي الأولى منذ عشر سنوات أي منذ 2011 م وفق لتقارير صادرة عن منظمة الأغذية العالمية ( الفاو ) التابعة للأمم المتحدة وذلك بسبب أرتفاع أسعار الحبوب والزيوت رغم إن توقعات المنظمة للإنتاج من هذه الحبوب لهذا العام قد يصل إلى 2.800 مليار طن ومع ذلك يبقى أقل من الإستهلاك المتوقع في ظل زيادة الطلب على الإستهلاك من قبل الصين .

بالإضافة إلى ذلك هناك أسباب وعوامل عدة لعل أبرزها:
1- إنتشار وباء كورونا رغم إنخفاض حدته والذي أدى إلى إتخاذ معظم حكومات دول العالم لإجراءات إحترازية خلال العام 2020 م والتي تثمثل في سياسة الحظر والإغلاق وقفل الحدود بين الدول قبل رفعها تدريجياً مع بداية العام الحالي ، ما أدى إلى توقف تدفق و ةنقل الإنتاج والمحاصيل الزراعية من دولة إلى أخرى.

2- إرتفاع تكلفة الشحن البحري خاصةً من الصين وزياداتها بنسب قد تصل إلى أكثر من  ‎%‎400 أي أربعة أضعاف تكلفتها السابقة.

3- الإنتعاش النسبي الذي شهدته أسعار  النفط مؤخراً مع إنحسار كورونا حينما تجاوزت حاجز ال 80 دولار للبرميل قبل أن تتراجع بسبب ظهور سلالة “أوميكرون” المتحورر الجديد ، فزيادة أسعار النفط أدت إلى زيادة أسعار الوقود كالبنزين والديزل في الدول المستهلكة له والتي أدت بدورها إلى إرتفاع تكلفة النقل ما أضطرت معها الشركات المنتجة للغداء أو الحبوب إلى تحميل العبء أو نقله إلى المستهلك.

4- الظروف الجوية والمناخية جراء إرتفاع درجات الحرارة في بعض الدول وحالات الفيضانات والأعاصير التي شهدتها دول أخرى كالولايات المتحدة ، وبالتأكيد كل هذه الظروف تؤتر سلباً عن المحاصيل والإنتاج الزراعي .

لكن في الختام فأنه من المؤسف جداً بلد نال إستقلاله منذ سبعين عام ووهب له الله سبحانه وتعالى ثروات وموارد طبيعية هائلة ، عجزت كافة حكوماته على مدار تلك السنوات أو العقود عن تحقيق أو تأمين إكتفاء ذاتي حتى بما نسبته ‎%10 من حاجته للغداء .

فهل المشكل في سوء التخطيط والإدارة أو في الفساد أو في ضعف الخبرات والكفاءات لدى الحكومات أو بسبب الأنانية وغياب الوطنية ، أما بسبب ضعف الوعي لدى عامة المواطنين وضعف ممثليهم أي برلماناتهم أو بسبب غياب المساءلة والمحاسبة وتطبيق القانون؟ أو كل ما ذكر؟.